لو كنت ُ أنا شخصيا ً أملك القدرة المادية على الزواج بأكثر من واحدة ،، لما توانيت لحظة واحدة عن ذلك !!... وهل أجمل وأروع من أن يتزوج الرجل بمثنى وثلاث ورباع ؟؟؟...

يقول الغزالي : ليس في العهد القديم حظر على تعدد الزوجات ،، وليس في الأناجيل التي كتبها تلامذة المسيح حظر على التعدد !!.. إن  التحريم الذي وقع بعد ذلك كان تشريعاً مدنيا لا دينيا ،، أو كان كنسيا ً يعتمد على الاجتهاد لا على النص !!...

السؤال الذي يطرح نفسه : هل اكتفى أغلب الرجال بما لديهم فلم يتصل أحدهم بأخرى ؟؟

ألم ينشئوا علاقات  مع نساء كثيرات خارج إطار الزوجية ؟؟

إذن ،، لماذا يراد قبول المرأة الأخرى خليلة لا حليلة ؟؟

لماذا يــُرمى ابنها لقيطا ً أو ينشأ زنيما ولا ينسب لأبيه الحقيقي ؟؟

لماذا استباحوا الأعراض واجتاحوا الفروج ويسروا الشذوذ ثم ّ حرموا الزواج بأكثر من واحدة ؟؟

لكن علينا  ألا ننسى وألا نتغافل عن أن التعدد جائز بشروطه المادية والأدبية ،، فنحن لا ندافع عن تصرفات سيئة ارتكبها المسلمون باسم التعدد !!.. لقد عدد مــَن لا يعدل وهذا مرفوض !!.. وعدّد مــَن لا يستطيع الإنفاق على واحدة وهذا مرفوض !!..

ولتعدد الزوجات أسباب كثيرة لا مجال لحصرها في هذه العجالة ،، لكن ماذا تقولون ــ كما يتساءل الشيخ القرضاوي ــ في رجل قوي الرغبة في النسل ولكنه رزق بزوجة لا تنجب ؟؟.. أو في رجل قوي الغريزة ثائر الشهوة ،، ولكنه رزق بزوجة قليلة الرغبة في الرجال ،، أو ذات مرض ،، أو تطول عندها فترة الحيض ؟؟... والرجل لا يستطيع الصبر كثيراً عن النساء ،، أفلا يباح له أن يتزوج بأخرى حليلة بدل أن يبحث عنها خليلة ؟؟......

ولا بدّ للإشارة أن المرأة يجوز لها أن تطلب الطلاق من رجل عاقر لا ينجب !!.. فحقها مشروع في أن تتزوج برجل غيره ليكون لها منه ذرية تملأ حياتها !!...

يقول  المستشرقون  عن تعدد زوجات النبي محمد صلى الله عليه وسلم  أنه دليل على فرط الميول الجنسية !!....  ويعجبني هنا  رد الأديب عباس محمود العقاد على  هذا الاتهام بقوله : إنك لا تصف المسيح عليه السلام بأنه قاصر الجنسية Undersexed   لأنه لم يتزوج قط ،،  فلا ينبغي أن تصف محمدا ً بأنه مفرط الجنسية Oversexed   لأنه جمع بين عدة نساء !!...

  الإحصاءات الرسمية لتعداد السكان بالولايات المتحدة الأمريكية تبين أن عدد الإناث يزيد على عدد الرجال بأكثر من ثمانية ملايين امرأة .. وفى بريطانيا تبلغ الزيادة خمسة ملايين امرأة ، وفى ألمانيا نسبة النساء إلى الرجال هي 3 : 1 .. وفى إحصائية نشرتها إحدى الصحف  الأسبوعية  أكدت الأرقام أنه من بين كل عشر فتيات مصريات في سن الزواج ( الذي تأخر من 22 إلى 32 سنة ) تتزوج واحدة فقط !!.. والزوج دائما يكون قد تخطى سن الخامسة والثلاثين وأشرف على الأربعين ، حيث ينتظر الخريج ما بين 10 إلى 12 سنة ليحصل على وظيفة ثم يدخر المهر ثم يبحث عن نصفه الآخر !!

وقالت الصحيفة : إن العلاقات المحرمة تزيد ، وكذلك ظاهرة الزواج العرفي في ظل وجود ملايين من النساء بلا زواج .. وأكدت  باحثتان في دراستهما تراجع حالات الزواج بين الشباب بنسبة 90 % بسبب الغلاء والبطالة وأزمة المساكن  !!...

 ***

وتقول إحصائية رسمية أمريكية : إنه يولد سنويا في مدينة نيويورك طفل غير شرعي من كل ستة أطفال يولدون هناك ،، ولا شك أن العدد على مستوى الولايات المتحدة يبلغ الملايين من مواليد السفاح سنويا  !!....

وفى كل من العراق وإيران اختل التوازن العددي بين الرجال والنساء بصورة مفزعة بسبب الحرب الضارية التي استمرت بين البلدين ثماني سنوات ،، وبعد الاحتلال الأمريكي البغيض مؤخرا ً  .. فالنسبة تتراوح بين 1 إلى 5 في بعض المناطق ( رجل لكل خمسة نساء ) و 1 إلى 7 في مناطق أخرى .. والأمر شديد الغرابة والخطورة في جمهورية البوسنة والهرسك التي فرضت عليها حرب عنصرية قذرة طحنت البلاد أربع سنوات كاملة !! .. فالنسبة في معظم أنحاء البوسنة والهرسك هي رجل لكل 27 امرأة !!...  نعم 1 إلى 27 !!! ....

فهل هناك حل أخر سوى تعدد الزوجات ؟؟؟... مــَن لديه  أخر فليأتني  به !!..

أمــّا مسألة الزواج في الآخرة والحوريات العين ،، فهي مسألة محسومة لا جدال فيها ولا نقاش ،، بل هي من صلب  العقيدة والإيمان بالغيب ،، وهي من أجمل وأفضل ما يثاب عليه المؤمن في الدار الآخرة !!..

                                                                             بقلم : إبراهيم مواسي