|
|
|
2009-08-28 04:00:00
الرياضة فوق السّياسة يا سادة !!!
|
بالأمس جرت في امارة موناكو الفرنسية قرعة أبطال الدّوري الأوروبيّ لكرة القدم ، وسط ترقِّب واشتياق شديديْن ، فهذه الدورة تجعل شتاءنا هنا في الشرق الأوسط دافئًا فكيف به في أوروبا ؟ من المُتعة والفنّيّة والروعة أن ترى ريال مدريد بكوكبة أبطاله وعلى رأسهم كريستيانو رونالدو ينازل برشلونة والساحر ميسي أو تشلسي او اليونايتد او الليفر او ميونيخ. أسماء لامعة لفرقٍ لامعة ، مضيئة ، ونجوم لامعين ، يلمعون في سماء الكرة العالمية فتضفي عليها رونقًا وجمالاً... سألني احد الأفاضل من خلال موقع الكتروني رائد ، سألني كيف تقرن وتمزج بحياتك بين التسبيح ليسوع والتأمّل بالإله المُحبّ والأدب ، وبين كرة القدم ....ولم اتردّد كثيرا فقلت :" السّماء تُحدّث بمجد الله ، والفَلَك يحدّث بعمل يديه " والرياضة البدنيّة وعلى رأسها كرة القدم ، من إبداع الخالق ، وأنها مفيدة للبدن كما الرياضة الروحيّة مفيدة جدا للنفس والروح وكلاهما رياضة. ميسي ، كريستيانو ، كاكا ، ايتو ، وغيرهم فعلا كواكب لامعة تضيء لنا الحياة وسط الصعاب والهموم والمشاكل ، وأنا استغرب من أولئك الذين لا يميلون الى هذا الفنّ الذي هو نكهة من نكهات الدنيا. لم أفاجَأ حين فاز ميسي بالأمس بلقب المهاجم الأروع ، واللاعب الأفضل في العالم ، فهو فعلا يستحقّ هذا اللقب ....إنّه معجزة هذا "القزم " العِملاق !!!...انه عملاق يخترق صفوف " العدو " بخفة ومهارة ، ثمّ يُطلق سهامه التي لا تطيش ، يطلقها مرّةً صاروخية ، وأخرى لولبية خبيثة ، وفي كلا الحالتين تصيب مقتلا الا فيما ندر. ليس هذا هو بيت القصيد !!!...مع أنّ كرة القدم الجميلة ذات اللمسة الواحدة الشاعرية والفنيّة تسري في دمي ...فالمشكلة في العقلية الشرقية ، وفي السياسة ، التي تأبى أن تترك الرياضة جانبًا وتقحمها عنوة في أنوفنا ،فتموت الرياضة او تكاد على مذبح السياسة المقيتة . فبالأمس كما نوهّت سابقًا جرت القرعة ، وجاءت النتائج للمجموعة الأولى كالتالي : 1- بايرن ميونيخ الألماني 2- يوفنتوس الايطالي 3- بوردو الفرنسي 4- مكابي حيفا الإسرائيلي . وبقدرة قادر انمحقت حيفا من المجموعة الأولى في الفضائيات والتلفزة العربية لتضحي المجموعة من ثلاث فرق بعكس المجموعات السبع المتبقيّة المُكوَّنة من أربع فرِق ...ما هذا الغباء؟ التغابي ؟ ...أيعقل هذا؟. في الرياضة لا عداوة يا سادة ، في الألعاب الاولمبية قبل آلاف السنين كانت الحروب تضع أوزارها حتى يتسنّى للشباب أن يتبارى ويتنافس ويُتحِف . هيّا نترفّع فوق الترهات والسياسة ، دعونا نكون واقعيين ، فكثيرا ما نقل التلفاز الإسرائيلي الرسمي مباراة للسعودية في كأس العالم ، أو لإيران التي يموت بها حُبًّا وعِشقًا !!! مكابي حيفا للتذكير فقط يضمّ في صفوفه لاعبان عربيان مبدعان : بيرام كيّال ، ومحمد غدير ابن الثامنة عشر ربيعًا ، ولعلّ الثاني كان السبب المباشر في ارتقاء مكابي حيفا لهذه الدورة اللاهبة. حضرت أكثر من مرة في الفضائيات العربية المُشفّرة مباراة ليفربول ضد فرق انجليزية او أوروبية ، وفي إحداها راح المُعلِّق يتهجّم على اللاعب الإسرائيلي اليهودي بنيون ، وقال فيما قال انه عدو ، وانه لا يستحقّ أن يلعب في صفوف الليفر ، وأنه الحلقة الأضعف ، وأنّ ليفربول ربما يبهت بريقها في هذه السنة بسببه !!! ولم يطل الوقت ، فصال وجال هذا " العدو "ورجّح كفّة ليفربول فما كان من المُعلّق أن غصًَّ و" انخرس" وكأنه أصيب بصدمة ..ولعلّه ندم ولعن حظّه ولسانه !!! حقيقة الرياضة بكل فروعها جميلة ، وتاجها كرة القدم ، فهي تُقرِّب القلوب والمسافات ، وتُوحّد البشر ، وتُلوّن الدُّنيا باللون الأخضر المليء بالحياة والحيوية . جميل هو الفوز ، وجميلة هي الكرة ، وجميل أن نُصفّق للاعب الذي يُبدع ...فأنا مُشجّع للمنتخب الألماني – لماذا ؟ - لست ادري !!-ولكن هذا لا يمنعني من ان أصفّق لكاكا إن هو استهزأ بالألمان وزجّ في شباكهم هدفا جميلا . زهير دعيم
|
|
|
|
|
|
تعليقات (اضف تعليق) |
|
|
|
|
|
|
|