رحيل الأديب والشاعر والمحاضر الجامعي الفلسطيني الدكتور

جمال قعوار

 

يوم الإثنين الماضي 24/6/2013م،لبّى الأديب والشاعر جمال قعوار ابن الناصرة (82عاماً) نداء ربّه،فأعاد الأمانة إلى باريها برضاء واسترضاء منه،شاكراً إيّاه على ما منحَه من خيرات الحياة الأرضيّة،والتي لم يبخل بها على طلابه في المؤسّسات التعليميّة المختلفة،التي عمل فيها على مدى عشرات السنين الماضية.كما كان مهذّباً وخلوقاً بتعامله مع الآخرين،فرفض ولم تكن صفة التعالي على الغير بقاموسه الحياتي،بل بالعكس،كنتَ تشعر وهو يتكلّم معك بأنّه يعرفك منذ زمنٍ بعيد وطويل،ويحدّثك بلباقة اللسان وبمودّة القلب النقي،وبإلمامه بالأمور العلميّة والتعليميّة الواسعة والحياتيّة،فكنتّ تودُّ سماع الكثير والكثير من أقواله.

حاول زرع محبّة وحبّ اللغة العربيّة وجمالها الموضوعي ومخازنها اللغويّة العديدة  في قلوب طلابه من منطلق المحافظة على هويّتهم الفلسطينيّة،فتراه يُناقش باحترام متبادل،حتى وإن خالفته الرأي،وكثيراً ما كنتُ أسمع منه في حديثه مع الآخرين كلمة "يا حبيبي" والإبتسامة الصادقة تعلو شفتيه،ولم يكن ليقطع الوصال مع المُحاججين إيّاه  بل بالعكس،يبقى في نقاش معهم،وإنْ صعب إقناعهم،كان يقول جملته:"إنت حُرٌّ".

 تجاهَلتهُ وسائل الإعلام المختلفة في هذه الديار وفي البلاد العربيّة،كما تجاهَلَت العديد من الأدباء الفلسطينين في هذه الديار،ومنهم على سبيل المثال لا الحصر،الأديب والشاعر والكاتب جورج نحيب خليل صديقه الصدوق والأمين.هذا التجاهل لم يهدّ من عزيمتهم وتصميمهم على الإستمرار بالعطاء من الإنتاج الأدبي،رغم أوضاعهم الإقتصاديّة،فكان لهم النصيب الوافر بإغناء حقول الأدب العربي بإنتاجاتهم وإبداعاتهم الأدبيّة،كاسرين ومُحطِّمين بإصرارهم وعزيمتهم الجبارة كلّ الحواجز والسدود المانعة،دون تذمّر أو يأسٍ أو الشعور ولو بلحظة بشيء من الإحباط.لم تكن هذه الصفة بقاموسهم أبداً،وكأنّهم يعملون بالمقولة المشهورة:الصعوبات تولِدُ الأبطالَ.

حملَ أمانة قد حملها من قبله الشاعر  والمربّي الفلسطيني فوزي عبدالله ابن الناصرة،ألا وهي المحافظة على إصدار مجلّة المواكب،المجلّة المعروفة بحملها للأدب العربي الفلسطيني المُلتزم،فكان له الباع الطويل في نشرها بين المتعلّمين والمثقّفين العرب والمؤسّسات التعليميّة والثقافيّة في هذه الديار وخارجها.  

يمتاز شعره بمتانة الأسلوب والميل إلى التزام العمود الشعري العربي، يلتزم السرد القصصي في بعض قصائده،وله محاولات في التحرّر من عمود الشعر.

 

من مؤلفاته الشعرية الهامّة:"أغنيات من الجليل" و"غبار السفر" و"ليلى المريضة" و"الريح والشراع" و"عبير الياسمين".

سلمى - 1956 .

• أغنيات من الجليل - 1958 .

• الريح والشراع - 1973 .

• غبار السفر - 1973 .

• أقمار في دروب الليل - 1979 .

• الريح والجدار - 1979 .

• الجدار - 1981 .

• ليلى المريضة - 1981 .

• بيروت - 1982 .

• أيلول - 1985 .

• زينب – 1989 .

• الترياق – 1990 .

• بريق السواد – 1992 .

• لا تحزني – 1994 .

• لوحات غنائية – 1995 .

• مواسم الذكرى – 1996 .

• شجون الوجيب – 1998 .

• قصائد من مسيرة العشق – 2000 .

• عبير الدماء – 2001 .

• في مواسم الضياع – 2002 .

له الفضل الكبير والكثير (عدا الشعر والنثر)على الطلاب بمجتمعنا العربي الفلسطيني بهذه الديار،فهم رجال المستقبل الذين حملوا هموم شعبنا بهذه الديار،رحمه الله وصبّر أهله وأعطاهم السلوان آمين.

وإلى جنّات الخُلد يا أبا ربيع حيث الصدّيقون والأبرياء.

30/6/2013م عبلين –الأراضي المقدّسة