يوم الاحد الموافق
05/05/2024
الصفحة الرئيسية اجعلنا صفحة البداية اضفنا للمفضلة





























17/03/2013 - 05:40:05 pm
الام عيد بقلم : إبراهيم مواسي ..
موقع عبلين اون لاين

 الام عيد بقلم : إبراهيم مواسي ..
ارتأيتُ أن أختار هذا العنوان الغير مألوف لأنني لا أؤمن البتة بما يــُسمّى زوراً وبهتاناً بعيد الأم ... فالأمّ هي العيد في أيّ يوم كان ... والذي ينساها ويهجرها ويعقــّها هوَ هوَ الذي يحتاج ليبحث عن يوم يكرمها فيه ويكفــّرَ عن ذنوبه في حقــّها ... أمــّا ذاكَ الذي يخدمها ويزورها ويرفــّهَ عنها من حين لآخر ،،، ويحترمها ويجلها ويقدرها ويقدم لها عينيه كل يوم ويوم ،، فما حاجته لعيد ؟؟؟ليس من البرّ أن أعقّ أمي كلّ يوم ثم آتي لأقدّمَ لها زجاجة عطر أو باقة ورد في يوم أم ّ ما أنزل الله به من سلطان ...
 بل إني أرى أنه في هذا اليوم بالذات يجب أن أحاربَ هذه البدعة التي ابتدعها الغرب لخلل في مجتمعاتهم دمــّر الروابط الأسرية ومزّق العلاقات الإنسانية ....
واسمحوا لي اليومَ أن أكتبَ عن نوع آخر من الأمهات .... أمٌ تعيش بيننا ولها قسط كبير في تربية وتنشئة أولادنا .... أمٌ غير التي حملت وأنجبت ... إنها المعلمة !!... تلك الإنسانة التي تمضي كثيراً من أوقاتها بين أربعة جدران تعلم وتربــّي وتثقف ،، وقلما تلقى تقديراً وعوناً من المجتمع الذي يجب عليه أن يضعها في مصاف ّ الملائكة ولا أبالغ ...وقد اخترت ُ نموذجين رائعين معاصرين لوفاء وتضحية معلمتين يندر أن يجود بمثلهما التاريخ ...
 فكلنا يذكر ذلك الحادث الأليم قبل عام تقريباً والذي ذهب ضحيته عشرة أطفال ،،، عندما انقلبت بهم الحافلة في رحلة مدرسية مأساوية في القدس ... وكلنا يذكر تلك المعلمة البطلة علا جولاني ،، التي خرجت من الحادث حية سليمة ،، لكن صراخ الأطفال أبى عليها أن تقف مكتوفة الأيدي والحافلة تحترق وهذا حالهم ... فما كان منها إلا أن دخلت وسط ألسنة النيران الملتهبة ،، وأنقذت ثلاثة أطفال ،، وعندما عادت لتنقذ آخرين ،، التهمتها النيران ولم تبالي!!!... علماً أنها كانت متزوجة ولم يرزقها الله أطفالاً ... ألا تحمل هذه الشهيدة قلب أعظم أم ؟؟؟أما النموذج الثاني ،، فهي تلك المدرسة الأمريكية الشابة ،، التي قـُتلت بعد أن خبأت طلابها الصغار في خزانة عندما اقتحم ذلك المعتوه ــ قبل أشهر قليلة ــ مدرستهم وأمطرها بوابل من النيران ....وقد قتل يومها عشرين طفلاً ،،في مجزرة كونيتيكت الشهيرة .....أذكرُ عندما كنت طالباً أننا درسنا ضمن المنهاج قصيدة رائعة للشاعر الفلسطيني إبراهيم طوقان عنوانها : بيض الحمائم حسبهنة .... وكان قد قالها في الممرضات لما يبذلنه من جهد وعناء في سبيل شفاء المرضى ....
وقد مرّ هو نفسه بهذه التجرية المضنية ولمس عطفهن ورحمتهن عن قرب ،، ما أثر فيه ودعاه لمدحهن كلّ هذا المدح ....لكني أعتقد لو أن الشاعر الكبير عاش في عصرنا وشاهد بأمّ عينه المجزرة الأخيرة في الولايات المتحدة بحق أطفال أبرياء ،، واستماتة المعلمات في الدفاع عنهن ،،، وشاهد تلك المعلمة المقدسية التي استشهدت وهي تنقذ طلابها الأطفال من الحافلة المشتعله بألسنة اللهب لغيــّر رأيه ،، وكان مدحه للمعلمات لا للمرضات ...
رسالة التعليم أمانة وبذلٌ وعطاء وتضحية ..... فما بالك عندما تفتدي معلمة طلابها بحياتها ؟؟؟... أليس في هذا قمة التضحية والفداء والعطاء ؟؟؟ ... · عندما رأيت حقائبهم الصغيرة مكومة فوق بعضها البعض وقد احترقت كل حقيبة بما فيها من زوادة بسيطة ،، بكيت !!....
أنظر إلى حافلة تشتعل نيراناً وتأتي عليها ألسنة اللهب بشراسة ،، وفي داخلها براعم غضة في عمر الزهور ،، وفي بضع دقائق تصبح هيكلاً شاحباً يلفه الموت المخيف والصمت الرهيب ،، أبكي !!!!!!...وفي غمرات الموت تفوح رائحة العنصرية من كيان لا يعرف الإنسانية ،، فيغلقون الحواجز ويؤخرون سيارات الإسعاف ويمنعون وصول الأهل والناس للعون والمساعدة ...أبكي !!....
وتتجلى قمة الوفاء والتضحية والإخلاص في روح تلك المعلمة الطاهرة الشهيدة علا جولاني ........ تكون أول من خرج من الحافلة سليمة معافاة ،، لكنها قلبها الرؤوم الرؤوف الكبير لا يطاوعها أن تغادر وهي تسمع صرخات الاطفال خلفها ،، فتعود لتنقذ منهم كثير ،، ثم تنسى نفسها فتحترق !!... أبكي ...... يسأل الأطفال الذين يرقدون في المشفى : أين معلمتنا علا التي أنقذتنا ،، فيرد الصدى ويبكي الموت,,, فأبكي !!!!!!!


تعليقات        (اضف تعليق)

* الاسم الكامل
البريد الالكتروني
الحماية
* كود الحماية
البلد
هام جدا ادارة الموقع تحتفظ لنفسها الحق لالغاء التعليق او حذف بعض الكلمات منه في حال كانت المشاركة غير اخلاقية ولا تتماشى مع شروط الاستعمال. نرجو منكم الحفاظ على مستوى مشاركة رفيع.
مسؤولية التعقيب تقع على عاتق المعقبين انفسهم فقط
يمنع ادخال اي مضامين فيها اي تجاوز على قانون منع القذف والتشهير او اي قانون آخر
فيديو عبلين |  اخبار عبلين |  دليل عبلين |  عن عبلين |  العاب اونلاين |  للنشر والاعلان |  من نحن |  اتصل بنا | 
Online Users
Copyright © ibillin.com 2007-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع عبلين اون لاين
Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com