نـور وزاويـة
(كلمة المجلس الملّيَ الوطنيّ الأرثوذكسيّ في عبلّين في حفل التأبين الذي أقامه المجلس في 23/8/2012، في ذكرى الأربعين لرحيل مرتّل الكنيسة المرحوم نـور إلـيـاس أنـدراوس الـحـاجّ – أبـو تـومـا)
لقد رحل أبو توما! رحل الإنسان والأب والفلاح ابن قريتنا المحبوبة، الذي خدم الكنيسة الأرثوذكسية في عبلين لعقود ستة.
شارك الناس أفراحهم وأتراحهم مع مجموعة المرتلين، يجمعهم الإيمان بالله والمسيح ومحبة الناس. يلبون النداء برغبة ومحبة. يُدَقّ الجرس فلا تشعر بهم إلا وقد تواجدوا في الكنيسة، لا يسألون ما المناسبة، ولا لمن! يستدعيهم صوت الجرس فيلبّون النداء.
لقد كان إيمان "أبو توما" بالله وبالمسيح شعلةً أنارت طريقه، شعلة أنارت طريق الآخرين. لقد أضاءت "القوة الإلهية روحه في هدوئه وسكونه مثل النور عبر ألواح الزجاج وكانت تشع على الذين قلوبهم نقية".
أبا توما، أعطيت للمكان - بعد الله - نورًا ووجودًا وحياةً وابتسامة. واليوم قد رحلت، وحَلَّ الهدوء والوحشة. نرى اليوم كرسيّك يَبكيك، وزوايا البيت ترثيك وتشتاق لرائحتك التي عبقت في المكان. بناتك وأولادك وأحفادك، الذين يشعرون بأنفاسك في زوايا البيت الذي لم تغب عنه يومًا، اجتمعوا بعيون دامعة وقلوب مكسورة حول نعشك يدعون لك بالمغفرة والرحمة والحياة الأبدية التي طالما تمنيتها في صلواتك .
رحلت وبقيت لنا ذكراك. وهي ليست كأي ذكرى تختزل المواقف والجمل، وإنما ذكرى العبر، سيرة عطرة نهتدي بها، ودرس لا ينتهي نظل نستقي منه العبر، ونكتشفها أكثر وأكثر مع مر الزمن.
أبا توما... "العطر يبقى دائمًا في اليد التي تعطي الورد". الآن... وقد أضاءت عليك إشعاعات من نور المسيح المقدَّس، وأشرقت أضواء صافية من الروح القدس، ولأنك كنت تعطي دون انتظار مكافأة أو شكر، فإننا نقول: شكرًا لك. ويعلن المجلس الملّيّ الوطنيّ الأرثوذكسي في عبلين عن تعليق لوحة خاصة تخلد ذكراك في زاويتك هذا نصّها:
هنا خاشعًا كان يقف، لعقودٍ ستّة، مرتّل الكنيسة وخادمها،
الراقد في الربّ
نـور إلـيـاس أنـدراوس الـحـاجّ
(أبـو تـومـا)
23.4.1927 – 23.7.2012
"الساكن في عون العليّ في ستر إله السماء يسكن"
يتوجه المجلس المليّ الوطنيّ الأرثوذكسي بأحرّ التعازي إلى بناته وأبنائه وعموم آل الحاجّ، وإلى أهالي طائفتنا الأرثوذكسية خاصة، ولأهالي بلدتنا عامة، سائلين الله أن يُسْكِن الفقيد فسيح جنّاته ويرحمه، ويشملكم بوافر نعمته. آمـيـن.
مـعـيـن عـرسـان عـوّاد
عن المجلس الملّيَ الوطنيّ الأرثوذكسيّ في عبلّين