|
|
|
09/08/2012 - 03:41:57 pm
وَمَضات رمضانيّة (3) عَبَدْتُكَ يا ربّي فَعَرِّفْني طَريقَ الحقِّ بقلم جاسر الياس داود
|
موقع عبلين اون لاين
وَمَضات رمضانيّة (3)
عَبَدْتُكَ يا ربّي فَعَرِّفْني طَريقَ الحقِّ
منذ خلْق الكون وبداية تكوينه، والصراع دائر بين الحقّ والباطل، بين الخير والشرّ، بين الإخوة الذين حَملتهم أمّهاتهم وولدتهم من رحمٍ واحدٍ. هذه هي سُنّة الحياة، لقد خُلِق الإنسان بجبلةٍ من الله - عزّ وجلّ - على صورته، ولكن الوسواس أو الشيطان كان وما زال مُستمرّاً في محاولاته الغير متوقّفة لخلع الطمأنينة من قلب العبد المؤمن، قاصداً بهذا صبّ غضب الله - عزّ وجلّ – على عبده هذا. ولكن الله - عزّ وجلّ - يشفع ويُسامح عبيده المؤمنين به ومنهم الضعفاء أمام وسوسة الشيطان وخداعه، فنقول مع المؤمنين : إنّ الله رحوم رحيم. لهذا أنزل على المُختار من قبيلة قريش النبيّ محمد (صلعم) آياتاً وسوراً من تعاليمه وإرشاده إلى طريق الحقّ، وجعلها سيفاً قاطعاً ما بين الحقّ والباطل، إذا عمل المؤمن وتصرّف في حياته اليوميّة بحسبها. لم يُثقِل الله - عزّ وجلّ – على عبيده المؤمنين برسالة المُرسَل إليهم، بل بالعكس، فقد وضع لهم الأسس والمفاهيم التي إن ساروا عليها في حياتهم اليوميّة، وصلوا إلى شاطئ الأمان. فالصوم هو جزء من هذه المفاهيم، لأنّ الصوم ليس فقط الإمتناع عن الأكل والطعام، بل يتعدّى هذا ليصل إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المُنكر. نعم، صوموا ولا تتصاوَموا، فالصوم هو فعل الخير للجسد قبل فعل الخير مع الآخرين، الصوم هو التأمّل بعمل الخير للنفس ومن ثمّ للغير، الصوم هو إجبار النفس على رفض الظلم وإقرار الحقّ، الصوم هو مسامحة الغير قبل مسامحة القريب، الصوم والقيام في الليل هو الدليل القويّ لمعرفة ما هو الحقّ وما هو الباطل. لهذا نتضرّع إلى الله - عزّ وجلّ – أن يُرشد كلّ مؤمن إلى طريق الحقّ والإبتعاد عن طريق الباطل - " إنّ الباطل كان زهوقا " - كي ينعم بحياة أرضيّة سعيدة والفوز بحياة أبديّة خالدة.
الداعي لكم بإفطارٍ شهيٍّ أخوكم بالإنسانيّة والإيمان جاسر الياس داود
|
|
|
|
|
|
تعليقات (اضف تعليق) |
|
|
|
|
|
|
|