يوم الاثنين الموافق
06/05/2024
الصفحة الرئيسية اجعلنا صفحة البداية اضفنا للمفضلة





























25/07/2012 - 02:55:46 pm
كـلـمـةُ حُـبٍّ فـي رجُـلٍ مُـحِـبٍّ بقلم حـنـّا نـور الـحـاجّ
موقع عبلين أون لاين

[في الثالث والعشرين من تمّوز 2012، رحل أبو توما، الشمّاس نور إلياس الحاجّ، الرجل الذي لَطالما قلتُ إنّ الأقدار قد جادت عليَّ جودًا غامرًا بأن يكون هو أبي، وأن تكون سعدى توفيق غبريس هي أمّي. أمام نعشه المسجّى في كنيسة مار جريس للروم الأرثوذكس في عبلّين، على بعد نحو متر واحد من المكان الذي اعتاد أن يقف ويجلس فيه مرتّلاً الصلوات الكنسيّة ذات الألحان البيزنطيّة الجميلة الصعبة، أمام نعشه كان لي أن أقول هذه الكلمات...]

 

لا أريدُ لهذا الكلام أن يكون من باب التأبين، أو من قَبيل الرثاء. لا الراحل سيرحل، ولا المقيم سيصدِّق. لا الحاضرُ سيَـنسى، ولا الغائب سيُـنسى. أريد لهذا الكلام أن يكونَ كلمةَ حبّ، وكلمةَ امتـنان وطَلَب.

أبي الحبيب... لأنّك مُحِبٌّ، محبوبًا كنتَ، وستبقى. أيّها الأحبّاء، كم أحببتُ هذا الرجل -ولستُ وحدي! أعلم علم اليقين أنّي لستُ وحديَ المُحِبّ.

لا غرابةَ... لا غرابةَ في أن نحبّ امرأً يتحلّى بعَظَمة التواضع؛ فالمتواضعون محبوبون دومًا.

لا غرابةَ في أن نحبّ رجلاً حقيقيًّا فيه اجتمع الإيمان والأمانة والأمان والسلام.

أبا توما، أيّها المؤمن الأمين المؤتمَن... لم تعتبْ يومًا على غائب عنك. متفهّمٌ، كاملُ التفهّم، على الدوام. "الغائب عذره معه" - تلك هي عبارتك التي اعتدتَ أن تسوقها ملتمسًا دومًا بها الأعذارَ لمن لا يقوم بواجبه تجاهك، أو تجاه غيرك. كم قصّرتُ تجاهك، كم قصّرتُ! لكنّك لم تُوجّه يومًا إليّ لومًا، ولا إلى غيري. اللوم والعتب والغضب كلّها ليست من سِماتك، ولا من طباعك. وبالأمس، كحياتِكَ الهادئةِ كان انسلالُك/ انسحابُك مِن بيننا. هناك في المشفى غير الشافي، بعد وصولك إليه ببضع ساعات، بسلامٍ نِمْتَ... بسكونٍ... بهدوءٍ - تمامًا كحياتك التي لم تقدِّمْ لحياةِ الآخرينَ إلاّ الراحةَ والهناء.

أيّتها الأخوات، أيّها الإخوة... شكْرنا الجزيل لكلّ الأقرباء والأنسباء والأصدقاء والزملاء والجيران، الذين كانوا سندًا لنا في ظرفنا هذا.

        وفير شكْرنا لكلّ المعَزّين الأعزّاء، الذين بهم، بحبّهم وبحضورهم وبنُـبْلهم، يصير الحزن أخفّ وطأةً، ويصبح الحِمْـلُ أكثر احتمالاً.

        أيّها الإخوة، أيّتها الأخوات... إلى جانب الشكر والحبّ، لا بدّ من طلبٍ نُـوجّهُهُ من أعماق العقل والقلب:

 أيّها المُقْدِمون على الأفراح (زواجًا وخطوبةً وغيرهما)... يا ليتكم تُتمِّمون أفراحكم كما خطّطتم لها. رجاءً، لا تؤجّلوا ولا تُلغوا! أفراحُكم تَهُمّنا. لولا قسوةُ الظَّرف، لكنّا نحن مِن بينِ أوائلِ المشاركينَ والمهنّئين. أفراحُ الناسِ فرحٌ لنا. والحزن... الحزنُ يجعلنا أحوجَ ما نكون إلى الفرح. ما أجدرَ أن نعالجَ الحزنَ بالفرح!

وإلى أهلي الأحبّاء... أختي وأختي وأخي وأخي وأفراد أُسَرِهم... أبناء العمّ، وأبناء الخال... رجاءً، لا تُطيلوا الحِداد. العمر أقصر من أن نقضّيَهُ في الحِداد. لا البكاء يعيد راحلاً، ولا النحيب يردّ عزيزًا. وأظنّكم جميعًا تعلمون يقينًا أنّ أعزّاءنا الراحلين لا يتمنَّوْن لنا إلاّ الهناءَ والفرح. أعزّاؤنا الراحلون يحبّون أن نعيش سعداء. أعزّاؤنا الراحلون يريدون لنا أن نعيش، بل أن نحيا؛ أن نحيا لا أن نحيا بغير حياة.

        تباركت الحياة...



تعليقات        (اضف تعليق)
1
موسى الياس
عبلين
27/07/2012 - 12:56:55 pm
الى استاذي ومعلمي حنا نور حاج اتقدم لك ولعائلتك بالعزاء بوفاة المرحوم الغالي ابو توما للفقيد الرحمة ولكم من بعده طول العمر والبقاء


* الاسم الكامل
البريد الالكتروني
الحماية
* كود الحماية
البلد
هام جدا ادارة الموقع تحتفظ لنفسها الحق لالغاء التعليق او حذف بعض الكلمات منه في حال كانت المشاركة غير اخلاقية ولا تتماشى مع شروط الاستعمال. نرجو منكم الحفاظ على مستوى مشاركة رفيع.
مسؤولية التعقيب تقع على عاتق المعقبين انفسهم فقط
يمنع ادخال اي مضامين فيها اي تجاوز على قانون منع القذف والتشهير او اي قانون آخر
فيديو عبلين |  اخبار عبلين |  دليل عبلين |  عن عبلين |  العاب اونلاين |  للنشر والاعلان |  من نحن |  اتصل بنا | 
Online Users
Copyright © ibillin.com 2007-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع عبلين اون لاين
Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com