وجدانيّات هامسة (1) بقلم زهير دعيم
شرَدت كما الغزالة بغَنَجٍ، والضحكات تُلوّن مبسمها
شردت وهي تقول : أنا ماسة ...وأنت دولار !!!
فنظر اليها شزرًا وقد احسّ أنّها تصيبه بالصميم لفقرهُ
فصرخ :
أعظمُ من جَمالِكِ كبريائي
وأعنف من لظى شفتيْكِ بأسي
وافترقا ....والدّموع تملأ المآقي..
وكلاهما ينتظر تنازل الآخَر !!!
2-
الشّمس نعسى ، تتثاءب وهي ترسل خيوط نورها الوانية الى وردة جورية متفتحة الأكمام، يقف على أحدها عصفور ٌ غِرّيد خمريّ اللون يشمّ العطر بِحياء ، ثمّ ما يلبث أن يداعبَ بمِنقاره بَتلةً أرجوانيّة فأدماها فسالت أريجًا ...فانتشى.
ولم يطل انتشاؤه ، فغرزت شوكةٌ عنود رأسها بقدمهِ فسال الدمُ بخورًا..
فصرخَ الأثنان في لحظة واحدةٍ وقالا : تعادُل.
3-
بَدّي ظِلَّك يراقص ظِلّي
وتبني أحلامَك عّ قَدّي
ويبقى جنونك روحة وطلّي
وردّك يحكي مثل ردّي
هَيْك بَدّي ...هَيْك بَدّي
وإلا يا ويلَك من صدّي
انت يا تقبرني مش قدّي
4-
سألته ذات الفستان الأحمر ، وهي ترسم بسمة على مُحيّاها .
- أيّ الألوان تحبّ يا شاعر الأجيال ؟
فكّر قليلا ثمّ أجاب :
- الأحمر يا أميرتي ، انّه توأم روحي وربيب فكري
فضحكت – بخبث – وقالت :
- والليلكي الذي يغمر جلّ قصائدك؟
- ذهب مع الريح
- مع الريح أم مع ؟!
ثمّ غمزت بطرف عينها وهي تنسحب :
- أنت يا – عيون أمّك- كما الطّقس
5-
ساعات العصر...
البحر يهمس من خلال موجاته نجاواه وتأملاته ، تارة بالهدير وأخرى بالخرير ، في حين راح شابٌّ جالس الى فتاة كقلب الصّباح، راح يحلف أغلظ الايمان أنّها الأولى في حياته ...الأولى والأخيرة فلا ماضٍ له ولا حاضر سواها..انّه صفحة بيضاء ، لم تخربش عليها الشهوة حرفًا.
ولم يكد ينتهي واذا بفتاه تمرّ بالصدفة بجانبهما فتتلفّظ ضاحكة :
أينك يا هذا؟ أصيدٌ جديدٌ؟
ونظرت اليه- قلب الصباح - فإذا الشُّحوب " يأكله".
6-
انثريني فوق الرّوابي زهرًا...
وأشلاءَ حياه
غردّيني في عيون الفجرِ لحنًا..
وخرير ومياه
واغمري عمري عطرًا
وهيامًا من شذاه
7-
انسجي لي – يا زنبقة الأحلام- من أنفاسِكِ شالا
وخربشي على صفحات وجودي باحاسيسك الدافئة لوحةً ناعسة
وجرِّحي سكوني بعَبَثِكِ الصّبيانيّ واصرخي ما يحلو لكِ
فأنا أحبّ صراخَ الحياة !!!
8- عُنصريّة
خيوط الفجر الأولى تزور الوديان والتّلال ، فتستفيق الطبيعة وتدبّ الحياة.
وعلى غُصن ياسمينة حطّت بين العوسج ، وقف طائر الشحرور الاسود ، فرأى على الغصن القريب منه عروس التركمان الملوّنة ، فبهرته بجمالها، وسحرته برقتها، فعزف لها لحنًا شجيًّا يقول :
صباحكِ فلّ يا مليكة الياسمين ! لقد زركشتِ الفجرَ بحضورِكِ وزرعْتِ حناياي أملا....
فأشاحت عنه بوجهها ، ثمّ ما لبتث ان طارت وهي تقول بغضب: " قَرَف" ..صباحك أسود كما لونك..
.....وتابع الشحرور زقزقته وكأنّ شيئًا لم يكن!