كنتِ الصّوت الهادىء ، الهامس،الحامل شذا العطاء الى كلّ النفوس.
كُنتِ الكلمة الدافئة ، المُسربلة بالمحبة والمُطرّزة بالاخلاق ، المُنسابة كما نور الشمس في صُبحٍ ربيعيّ.
كنتِ الأخلاق بأحلى صورها وأجمل مزاياها ، فحُزتِ على الاحترام والتقدير من الجميع.
وكنتِ المعلّمة المعطاءة ، المُتفانيّة التي تُعطي من ذاتها ومن روحها ، فتصول وتجول في دنيا اللغة الانجليزيّة ، فتُقرّبها لطلابها وتجعلهم عُشّاقًا لها ...عُشّاقًا لهذه اللغة التي لا بدّ لنا من اتقانها إن نحن كنّا نبغي التطوّر والرقي في سلّم التعليم العالي.
أذكرك يا امّ العبد ؛ المُعلّمة الرّاحلة عنّا ...أذكرك والغصّة في حلقي ، والدّمعة تطفر من عيني ...أذكرك كزميلٍ لك ومعك لسنوات طويلة ، كنتِ فيها خير المعلمة والزميلة ، والأهمّ الانسانة التي لم " تُزعل"يومًا أحدًا ، ولم ترفع يومًا صوتها في وجه انسان.
افتقدناكِ وأنتِ بعد في عزّ العمر ، ففارقتِ كعادتك بهمس وهدوء ، وانسحبتِ بأدب ولم تتمتعي بعد بالتقاعد المُبكّر والحياة واستراحة الفارس بعد عناء المعركة.
هل هو القدَر القاسي ، الشرس الذي انتقاكِ ولم يحسب حسابًا لأحد...انتقاك فأدمى القلوب الكثيرة – كما يقول البعض – انتقاكِ فاستدرَ الدموع المدرارة من ولديْكِ وأهلك وزملائك وزميلاتك وكل البلدة..أم انّ الله المحّب ارتاح اليك فانتقاكِ ؟..
أذكر البسمة الوضيئة التي كانت تُزيّن مُحيّاكِ وأذكر الاسلوب الشيّق الذي اعتمدته في تدريسكِ للغة الانجليزيّة ، وأذكر علاقاتك الوطيدة المبنيّة على الاحترام مع كلّ من عرفك ...أذكر وأذكر ولن انسى وستبقى هذه الذكرى نهجًا ومنهجًا لنا في الحياة وفي التعليم والتدريس، وسنبقى نُغرّد لكِ بالانجليزيّة وبكلّ لغات العالم اجمل قصائد المديح والاطراء، فعطاؤك يستحق الجائزة.
طيّب الله المُحبّ ثراكِ يا ام العبد، وأسكنك فسيح جنّاته وألهم ولديْكِ واهلك وجليلنا باكمله الصّبر والسلون.