يا صاحبَ الْجُبِّ
(إلى روح الصّديق يوسف حاج عهدًا ووفاء)
شعر: عامر جنداوي
أيُّها اللاهثون خلفَ الرّيحِ
حاوِلوا أنْ تمتَطوا صَهوةَ النَّسائمِ
أو تُمسِكوا بمطرِ الغيمات
واسْقُطوا فوق أرضٍ
قدْ درجْنا في ثناياها
كأطفالٍ شرَّدتْهم لحظاتٌ بِلا قلبٍ...
تقدَّموا
شارِكوا خُضرَ الحساسين الزَّغاريدَ
واغْسِلوا وجوهَكم
بمياهِ الينابيعِ الطّاهرةِ...
ثُمَّ ولّوا وجوهَكم
حيثُ غَورِ "النَّجمِ"...
سأنتظرْ..
سأحاولُ أنْ أموتَ مرتاحًا
لِحينِ عَودتِكم..
سأعودُ على هَمسِ خَطوِكم...
يُطربُني
وَقعُ أقدامِ عَودَتِكم..
فهلْ تعودون؟!
أيُّها القادمون مِنْ أمسِ القريب...
أيُّها المقيمون أبَدًا
رحلْتُم إلى غدٍ آتٍ،
أبحثُ في حروفِ الرَّسائل...
أُسائِلُ النَّجمَ ...
تستفزُّني النَّسائمُ
يمرُّ بِها عطرُكم
تحملُهُ عشقًا، وينابيعَ شَوقٍ...
وحُلمًا أخضرَ...
في عيونِ الصِّغار.
يا صاحبَ الْجُبِّ!
هلاّ بعثْتَ لي بِخرقةٍ...
مِنْ بعضِ ثوبِك...
هلاّ كَرُمْتَ برشفةٍ
مِنْ نَبضِ قلبِك...؟!
أشتاقُ...
لِلشّمسِ ...
لِحفيفِ الشّجر...
لِشجرة "الميلاد"...
لِمَسْكة القلم...
لِبسمةٍ خضراءَ
تبرعمُ كلَّ صباحٍ،
لِليلةِ الأحد ... .
أنا ما نسيتُ
وأنتَ لن تنسى ...
أنا جزءٌ من الماضي
وأنت جزءٌ من غدي
على ترابِ موتِك ينبتُ الوفاءُ،
ويخضرُّ اللّقاءُ...
مِنْ دَفقِ شريانِكَ
يُوقَدُ سراجُ النّورِ.
بين أمسِ... وغدٍ...
يلُفُّني بردٌ...
يجتاحُني فراغ...
أيَّتها الشمسُ!
أمسِ كُنتِ...وكانوا،
وغدًا تعودين،
ولا يكونون...
أسألُكِ يا صديقةَ الطفولةِ...
أيَّتُها السّرمديَّةُ...
أنْ تُشاركيهم فرحةَ "الفادي"،
وَمِن صديقٍ قادمٍ ألفَ سلامْ... .
07/12/2011