مراسل الموقع ياسر حسن
ساعة الحب تدق , وتعلن : "إنها الثانية عشرة ". إنها الساعة التي تتراكض فيها القلوب لتحتل أماكنها وتستعد لتبوح بمكنوناتها تلك المكنونات الصغيرة التي لا تساوي شيئا , ولكنها تعني كل شئ .
وفجأة , سمعت قلبي أول قلب يتكلم , ويا ليته لم يفعل , لا أدري ما الذي تفوه به , لم يكن ذلك كلاما , بل كان مجرد تمتمات غريبه عجيبة لا تمت للغة العربيه بصلة .
والله , وها أنا اشهد أمامكم أني ما عهدت قلبي بهذه الجرأة , وأني لو عرفت ما الذي سيقوله لما سمحت له بالنبض مرة أخرى . أتدرون ماذا قال ؟!.
قال كلمه واحدة , جميلة قاتلة , قال : "أحبه".
أتصدقون , قلبي انا يحب , والله إنا بتنا في زمن العجائب , ذلك الزمن الذي تتجرد فيه القلوب
من أصحابها لتحلق بعيدا في سماء الحب تاركة ورائها أشلاء جثث .
أه يا قلبي ! ألم تتعب ؟ ألم تمل من البحث عن الحب ؟.
لقد أخبرتك مئات المرات أنه ما عاد هناك وجود لذلك الرائع , فذلك الزمن الجميل , زمن العشق والحب العذري قد انقضى , ولم يتبق إلا تلك الأفعى القاتلة المسماة بالرغبة .
أخبرتك يا قلبي أنك لست إلا مجرد وسادة دافئه يضع رأسه عليها ليرتاح , ولكنه بعد قليل سيتركها ليبحث عن أخرى , أخبرتك أنك لست إلا مجرد حلم جميل يعيشه وهو مدرك تماما أنه سيستيقظ بعد ساعات لينسى كل شئ .
إني يا قلبي أستغرب منك وأشفق عليك في الوقت ذاته , لا أدري ولكني أشعر أنك تحب الألم والمعانة , تحب التحليق عاليا لتسقط أخيرا كورقة صفراء على الطريق .
أبعد كل الذي أخبرتك به , تأتي لتقول أنك تحبه !هات , أخبرني ما الذي تحبه فيه ؟
أتحب عينيه الوقحه ؟ أم تراك تحب نظراته الثاقبه التي تخترقك وتعريك من كل شريان ووريد ؟.
أه لقد نسيت ! لقد أخبرتني أنك تحب فمه , ذلك الفم الملتهب الهادئ , الذي يشبه عاصفه على وشك الهبوب .
أنا يا قلبي أستسلم , من اليوم فصاعدا لن أنهيك عن فعل شئ, ولن أنصحك , فمن الواضح أنك لا تجيد فن الاستماع .
ولكني أريدك أن تتذكر أنني ساكون دائما بانتظارك مرحبا بعودتك , بعد أن تكتشف أخيرا أنك بالنسبة إليه لست إلا مجرد عابر سبيل.