عشقُ الوطنِ وسامُ شرفٍ
(مهداة الى شهداء فلسطين الذين مهّدوا الطريق لإقامة دولة فلسطين المستقلة الى جانب دولة اسرائيل)
جاسر الياس داود
أهدرْ يا بحر هَديرُكَ لا يُزْعجني أحباؤنا في المَهْجرِما زالوا يَحِنّونْ
الى ترابِ الجليلِ الأشمِ وعكا لِلّعبِ فوق سورها وبمياهها يسبحونْ
زُرقة السماء في يافا تُسحرهُم وَلِصفرة الرمال وبرتقالها يتعطشونْ
مهدُ المسيح ما زال في ذاكرتهم وصوب الأقصى في صلاتهم يُصَلونْ
رائحة السنديان في الكرمل تنعشهم وساحة الحناطير بسوقها لا ينسونْ
الحنينُ الى الديار والوطن يُقلِقهم والدموع السخية في المُقل يذرفونْ
حجارة البيت في هوشِة تنتظرُهم ولأبنائِهم في الأمسياتِ يتحدثونْ
عن أيامِ زمانٍ حينَ كانَ الأهل والأصدقاء بصحنِ الدار يتجمعونْ
يتحدثون عن أيام الحصاد والصيفِ وعن الناطور ولإعلاناته يسمعونْ
في بيت المختار ضيفٌ يَحِلُّ فَيَتوافدُ الأشخاص ولمجيئِه يُرَحّبونْ
جدَّةٌ تجلسُ أمامَ الحفيد ترقيهِ ونسوة لطرد عين الحسود يتأملونْ
على عيون الماء تتجمَّع النسوة وبجرارهنَّ المزخرفة المياه يحملونْ
سواعد السُمرِ بالمنجل تحصدُ والنساء لحبات القمح يُغربلونْ
أمٌٌّّ في البيت تطهو وتُرتِّبُ ولِزادِ الأبِ في الكرم يُرْسِلونْ
جدٌّ مُحبٌّ يحكي قصة لأحفاده ولكلامه الحلو كلهم له يَصغونْ
هذا يُنادي جدَّه وذاكَ يصيحُ كرِّرْ يا جدي فكلنا ينصطونْ
يبتسمُ الجدّ وفي قرار نفسه يقول هؤلاء حامو الوطن يكبرونْ
سأزرعُ فيهم حُبِّ وطنهم فيكبرُ ولتاريخ أمجادهم وآبائهم يتشوَّقونْ
لسحماتة،صفورية،البصة والغابسية ولمعلول ودقِّ الناقوس فيها يفرحونْ
يُسَبِّحون الخالقَ ويدعون للمحبَّة بقلوبهم وقلوب أبنائهم لا يتذمَّرونْ
يا بائعَ الوطن بملذات الدنيا والتين تَذَكَّر بأنّ هناك تاريخاً لا يَمحونْ
عين الدامون وتربة الرويس الحمراء باقية بالقلب لنِسيانِها لا يقدرونْ
مَهْما غَيَّرْتُم من الأسماء نذكُرُها صباحاً مساءً عشيّةً لا تتبجَّحونْ
كتبًٌ سماويةٌ نعتزُّ بها دوماً بالإنجيلِ والقرآنِ لربنا يُكبِّرونْ
بسمِ الآب والإبن والروح القدس الله أكبر ولجلالته فقط يركعونْ
عبلين 25/8/2011م