ترددتُ بعض الشيء قبل ان أبدأ في كتابة هذه المقالة أو المحاولة , فأنا لست بأستاذ العربية أو بكاتب الأغنية أو بلافظ النفحات الشعرية - مع انه يوجد لي بعض المحاولات التي لا بأس بها في المجالين الاخيرين في اطار جوقة الكروان - ترددت الى أن بدأت بقراءة تلك الرواية .
في زمن طغت الشبكة العنكبوتية بمركباتها ومحتوياتها المختلفة عى حياتنا , بايجابياتها وسلبياتها الكثيرة وآخرها موقع التواصل الاجتماعي " الفيسبوك" وربما هو ليس الأخير ولكن الأشهر , أصبحنا أناس نتكلم العربية كلاما ولا نجيدها كتابة – ربما ابالغ بعض الشيء - .
امثالي كُثر , يتصفحون أويلتهمون الاخبار والمقالات والمحاولات الكتابية وهذا جيد ولكن ما إن نصل الى ذيل الخبر /المقالة حتى نرى لغة أخرى تختلف كلياً عما سبق , لغة يسمونها لغة " التشات" أو لغة " العربية المُعبْرَنه " أوغيرها من التسميات. تعليقات وردود أستصعب أو أوهم نفسي بصعوبة قراءتها لانني أشعر وكأنني أحل لغزًا أو "شيفرا " معينة.
مرارًا أحاول ومرارًا أخرى استشيط غضبا فألعن من أوجَد هذه اللغة "الركيكة " التي تحاول الطغيان والسيطرة على لغتي الام .
وأحيانا تسأل نفسي الاولى نفسي الأخرى أسئلة تعرف الاجابة عليها ولكنها تحاول دغدغة مشاعرها القديمة فتحاورها سائلة ً :
- ألا تذكرين كيف بدأتِ تتعلمين الكتابة في الصف الاول , تلك الكلمات البسيطة وقتها ولكنها عظيمة الآن ومنها دار , دور , باب.
- ألا تذكرين كيف بدأت تكتبين الجمل فكانت : زار نوري دار نادر.
- ألا تذكرين كيف بدأت امي وجدتي تلقنك الكلمات العربية الطفولية المحببة .
- ألا تذكرين بأي لغة حاورْتِ من أحبَبْتِ وعشقت ِ وبنفس اللغة طرّزتِ مكتوب عرسِك ِ
ماذا حدث اذاً لنكتب بلغة غريبة الأطوار تختلف كليا عما تلقيناه صغارا ودرسناه كبارا !!!
ما شدّني وشجعني الى الكتابة هي تلك الحوارية في رواية " ذاكرة الجسد " لأحلام مستغانمي فكانت :
" - لقد صدرَت لي أول رواية منذ سنتين
- سألـتـُكِ وأنا أنتقل من دهشةٍ الى أخرى :
- وبأي لغة تكتبين ؟
قُلتِ
- بالعربية
- بالعربية؟!
استفزّتــكِ دهشتي وربما أسأتُ فهمها حين قُلتِ :
- كان يمكن أن أكتب بالفرنسية ولكن العربية هي لغة قلبي ولا يمكن أن أكتب إلا بها....
نحن نكتب باللغة التي نحس بها الأشياء " .