يوم الخميس الموافق
02/05/2024
الصفحة الرئيسية اجعلنا صفحة البداية اضفنا للمفضلة





























09/08/2011 - 04:44:55 pm
الصومُ... احترامُ الواِلدَيْن بقلم جاسر الياس داود

لقد دعا أنبياؤنا  الى احترام الوالديْن طيلة أيام حياتهم وبعد موتهم،وذلك من منطلق الاحترام الانساني أولاً ومن ثمّ حقهم في تربية أبنائهم،وحقهم بالطاعة لأوامرهم التي في مركزها يضعون مصلحة أبنائهم فوق مصلحتهم الشخصية.لهذا وَجَبَ على كل الأبناء والبنات الطاعة للوالديْن من منطلق الاحترام المتبادل،والمحافظة على الخيوط الاجتماعية التي تربط الآباء بأبنائهم.

نرى سيدنا يسوع المسيح ابن ستنا مريم العذراء يحترم طلبات والدته، وذلك عندما طلبَتْ منه المساعدة عندما نفذت الخمرة في عرس قانا الجليل(كفركنا اليوم)،وكيف استجاب لطلبها بالرغم من قوله لها:ما لي ولكِ يا امرأة لم تأتِ ساعتي بعد. فحَوَّلَ الماء خمراً،وكيف رفعَها الى السماء بعد موتها ليحافظ عليها هناك أيضا.

وكذلك النبي العربي محمد بن عبد الله القريشي(صلعم) وقف الى جانب احترام الفتاة والمرأة،بالرغم من حرمانه من عنصر الحنان الأبوي،إذ توفي والداه وهو صغير السن. ولكن هذا لم يمنعه من انصاف المرأة التي هي واحد من اثنين من الوالديْن،فقد أتاح للمرأة مكاناً مرضياً،فدافع عنها ورفع من شأنها. فحرَّمَ وأدَها (وأد البنات في العصر الجاهلي وهو دفن الابنة وهي حية خوفاً من الفقر أو السبي في زمن الحروبات التي كانت تدور بين القبائل العربية)ومنعَ سبيها في زمن الحروبات والاقتتالات،ووهبها في كتابه العزيز القرآن الكريم حقوقها الاجتماعية والشرعية.

لقد أتى النبي محمد(صلعم)بثورة ثقافية حين وضع قواعدها ومنها إلزام الرجل والمرأة المسلمين أن يتعلّما وان يتفهّما كل شيء ويتفقّها في الدين.ففي سورة آل عمران الآية 110 قال تعالى:"كُنتُم خيرَ أمَّة أُخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتَنْهَونَ عن المنكر". 

لقد عامل الرسول محمد(صلعم)أهله بالمعروف وطلب من المؤمنين بدينه وعقيدته أن يفعلوا مثله،فهو حُرِمَ الوالدين،ولكن الله عزّ وجلّ عوّضه بعمّه "أبو طالب" وغيره من الأقارب.فقال الرسول(صلعم)"دينارٌ أعطيته مسكيناً ودينارٌ أعطيته في سبيل الله ودينارٌ أنْفَقتَهُ على أهلك هو أعظمُ أجر".

واذا عُدنا الى العصر الجاهلي واستعدنا قصة الشاعر التغلبي عمرو بن كلثوم مع ملك الحيرة عمرو بن هند،الذي أراد أن يذلَّ افتخار أم عمرو بن كلثوم بحسبها ونسبها،بأن يُشغلها مساعدة لأمّه(أمّ الملك)،هذه المحاولة أدت الى غليان الدم بشرايين الشاعر التغلبي،الذي لم يتأخر في الدفاع عن كرامة والدته بأن قتلَ الملكَ عمرو بن هند.

أوردتُ هذه القصة دون القصد لنتيجتها،كي أُظهرَ مدى احترام الابن لوالدته،حتى وإن أدى هذا الى اقتراف ما حرّمه ربنا وهو القتل.

لقد نادى نبي العرب محمد بن عبدالله القريشي صلى الله عليه وسلم باحترام الابنة والأخت والمرأة والوالدة،وخاصة عندما تبلغ الأمّ الكِبَر،فعلى الانسان أن يتفقد الوالدة في كبرها، وأن يقف على نشاطها كي يساعدها فيما لا تستطيع فعله من حاجيات ضرورية لحياتها،وعمل بهذا رسول الله(صلعم)تمشياً وامتثالاً لأمر الله عز وجل بقوله كما جاء في سورة الاسراء ،آيات 23-24:"وقضى رَبُّكَ ألاّ تعبدوا إلاّ إياهُ وبالوالدين إحساناً إما يبلغنَ عِنْدَكَ الكِبَرُ أحَدُهُما أو كلاهُما فلا تقُلْ لهما أُفٍّ ولا تنهرهُما وقُلْ لهما قولاً كريماً واخفِضْ لهما جناحَ الذُّلِّ من الرحمةِ وقُلْ ربِّ ارْحَمْهُما

كما رَبَّياني صغيراً".

جاء في صحيح مسلم، الجزء الثامن،الصفحة الثانية:يُرْوى أنّ رجلاً جاء الى الرسول (صلعم) وقال له:

"مَنْ أحَقُّ الناسِ بِحُسْنِ حِمايتي؟قالَ:أمّكَ.قالَ:ثُمَّ مَنْ؟ قالَ:ثُمَّ أمّكَ،قالَ:ثُمَّ مَنْ؟قالَ:ثُمَّ أمّكَ،قالَ:ثُمَّ مَنْ؟قالَ:ثُمَّ أبوكَ.

ويُروى ان رجلاً استأذنَ النبي(صلعم)للجهاد،فقال له:أحَيٌّ والداكَ؟

قالَ:نعم فقال له الرسول(صلعم):

ففيهما فجاهِدْ.

أما اليوم فهناك ظاهرة،ربما لها سلبياتها وربما لها ايجابياتها،وهي كَبُرَ والدُكَ أو والدتكَ فحَوِّلْهُ/ها الى بيت أو ملجأ العجزة للتخلّص من همّهِ/ها.وهناك ظاهرة أخرى والتي تدلُّ على حبِّ الأبناء للوالدين،فعند كبر وتقدم أحدهما بالسنِّ يحضرون له مساعد/مساعدة للاعتناء به/ها،وحال لسانهم يقول:تحت عينينا لأنو إلهِنْ علينا حق وواجب الأبوة والأمومة،فإحْنا بُكرا هيك راح نصير.

وأخيراً علينا أن نتذكر قصة الحفيد والجد والوالد،حين عاد الوالد الى البيت،فوجد ابنه يصنع صحناً(طبقاً)من الخشب،فسأله الوالد:لِمَنْ هذا الصحن؟

أجابه الابنُ:هذا الصحن لَكَ،فعندما تكبر وتصبح عجوزاً مثل جدّي أُطْعمكَ به كما تفعل مع جدي العجوز.

ندم الوالد على ما كان يفعله مع والده العجوز،وطلب السماح منه ومن الله عزّ وجلّ،وأخذ يشارك والده معهم على طاولة الطعام، ويضع الطعام له في صحن عادي لا من الخشب.

اذاً تذكّروا ايها الأبناء والبنات،الصوم هو صومنا وابتعادنا عن التعجرف والتكبّر على والدينا مهما كانوا،لأن رضى الله هو من رضى الوالدين،فكل رمضان والعام والآباء والأبناء بألف خير.

 

  

 



تعليقات        (اضف تعليق)

* الاسم الكامل
البريد الالكتروني
الحماية
* كود الحماية
البلد
هام جدا ادارة الموقع تحتفظ لنفسها الحق لالغاء التعليق او حذف بعض الكلمات منه في حال كانت المشاركة غير اخلاقية ولا تتماشى مع شروط الاستعمال. نرجو منكم الحفاظ على مستوى مشاركة رفيع.
مسؤولية التعقيب تقع على عاتق المعقبين انفسهم فقط
يمنع ادخال اي مضامين فيها اي تجاوز على قانون منع القذف والتشهير او اي قانون آخر
فيديو عبلين |  اخبار عبلين |  دليل عبلين |  عن عبلين |  العاب اونلاين |  للنشر والاعلان |  من نحن |  اتصل بنا | 
Online Users
Copyright © ibillin.com 2007-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع عبلين اون لاين
Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com