هلّ هلالك شهر مبارك                  على جميع المؤمنين بأوقاته

شهر مبارك حلََّتْ خيراته               بشفي العليل من كل علاته 

صومك يا رمضان بِكسِر الحردان     بقوي الفقير والمعتر بصلاته 

لم يكن شهر رمضان شهر صوم فقط،بل كان وسيبقى شهر الصلاة والتأمل بأمور سماوية،أحدثها ربنا –عزّ وجلّ- لكي تُقرّب المؤمنين الى الأمور الدينية التي تعتمد

بالأساس على الأخلاق الحميدة،والتي بدورها تجمع ما بين الخالق كلي الرحمن وبني البشر.

في شهر رمضان علينا كمؤمنين أن نتذكر ونذكر اخوتنا الذين لا يملكون كسرة خبز،في المخيمات الفلسطينية وفي القارة الأفريقية حيث يسود الجوع والمحل ويموت يوميا المئات من الأطفال،وفي أماكن عديدة.

لنفكِّر بهم لأن أنبياءنا كانوا يفكرون بالمؤمنين وغير المؤمنين قبل أن يفكروا بأنفسهم،فسيدنا يسوع المسيح عليه السلام حين جاعت الجموع،رفع يديه نحو ربنا وبارك القليل من السمك والخبز،فاستجاب الله لصلاته وأطعم الجموع وبقي المزيد من الطعام. والنبي العربي سيدنا محمد بن عبد الله القريشي صلّى الله عليه وسلّم،حين دعا العرب الى عبادة الله الواحد منحهم أركان الاسلام:الشهادتان والصلاة والصوم والزكاة والحج،لكي يهذب أخلاقهم ويهديهم الى عمل الخير ونبذ الشرّ. وكان إفطاره في شهر الصوم الكريم كأساً من اللبن(الحليب)وعدد قليل من التمر.كان قنوعاً بهذا كي يُشاهد المؤمنون هذا ويتمثلون به.

إذاً فلنجعل شهر الصوم شهر القناعة وعدم التبذير بالأموال وكأننا لأول مرة نتناول الطعام،نعم لتكن القناعة والاكتفاء الذاتي هما العنصران اللذان نعتمد عليهما في تصرفاتنا أيام هذا الشهر الكريم والمبارك،ولنتذكر بأن هناك اخوة لنا بالإنسانية لا يجدون نقطة ماء يروون بها ظمأهم،ولنكن شاكرين للخالق –عزّ وجلّ- على ما أنعم علينا من نعمه وهدايته لنا ولجميع بني البشر.

إذاً لنجعل شهر رمضان الكريم شهر التقوى والتعبد لا شهر المأكولات الكثيرة وتبذير الأموال،ولنصلي من أعماق قلوبنا الى نبذ العنف بكل أشكاله وإحلال السلام في مجتمعنا العربي خاصة وفي جميع المجتمعات عامة،وما يساعد على تحقيق هذا هو التقرب من الله – عزّ وجلّ- والعمل بما أوتي به أنبياؤنا من ارشاد وهداية،ولنرفع أيدينا الى أعلى ناظرين الى وجهه الوضاء والرحب وصاحب القلب الكبير الذي يتسع لكل طلبات بني البشر،ولنصلي:

يا ربنا اجعل صومنا مقبولاً لديك.

يا ربنا اهدنا الى الطريق الصواب

والخير وابعدنا عن طريق الشر.

يا ربّ نسألك الرحمة لنا ولجميع

بني البشر.

وليكن يا ربّ هذا الشهر فاتحة

خير للمؤمنين والصائمين ولكل

بني البشر.

وليكن يا ربّ هذا الشهر أيضاً شهر التأمل بما فعلنا وبما سنفعل مع أنفسنا أولاً ومع أقاربنا ومع بني البشر،ولنصلي دائماً أن يهدينا الى المحبة ونبذ الضغينة والبغض والكراهية.

والى اخوتنا وشركائنا في هذه الحياة في هذا الوطن الصغير- عبلين- وفي العالم أجمع أقول:

 كل رمضان وأنتم وجميع المؤمنين بألف ألف ألف خير،وليعيده ربنا عليكم وعلينا وعلى الجميع والكل يتمتع بالصحة والعافية والتقرب من الله وتعاليمه والعمل بحسبها آمين.

 قال تعالى: وإنْ شكَرتُم لأزيدنكم، صدق الله العظيم.

                                                                                    عبلين