يوم الخميس الموافق
02/05/2024
الصفحة الرئيسية اجعلنا صفحة البداية اضفنا للمفضلة





























2011-06-18 06:03:25
زيتون الجليل ما زال يد رّ ويعطي زيتاً أخضر بقلم جاسر الياس داود
كلمة تهنئة للتلميذ العزيز الرفيق سمير فوزي حاج-المحامي،بمناسبة حصوله على شهادة الدكتوراة في موضوع اللغة العربية وآدابها من الجامعة العبرية بالقدس.
اختياري للعنوان هو الصحيح في نظري واعتقادي،لأن تلاميذنا هم كأشجار الزيتون أخذوا والآن يعطون بدون حدود،ومنهم التلميذ النجيب "أبو الفوز"(اسم التحبُّب)الذي تعلّق باللغة العربية تعلقاً شديداً كتعلق الوليد بوالدته. 
عرفته منذ أول يوم دخلت فيه للتدريس في المدرسة الثانوية التابعة للمجلس المحلي آنذاك،وكان مديرها المربي المرحوم مخائيل نور سلمان "أبو نور"،وهذه المدرسة أنجبتْ (إن صحَّ القول هذا) وخرّجتْ خيرة شباب وشابات عبلين،ليتبوؤوا مراكز علمية واجتماعية واقتصادية في مجتمع هذه البلاد. كان ذلك في شهر 10/1975م لأول مرة أدخل الى الصف العاشر للتدريس ولم أزل طالباً جامعياً آنذاك.كان التدريس آنذاك ذا متعة، لأن أبا الفوز وغيره من أبناء صفه كانوا ينهلون العلم دون
ملل،بالرغم من شحة المصادر والمواد المساعدة للدراسة والتوسع بالمواضيع التعليمية.
ورغم هذا،كان أبو الفوز والطالب الذي لا ولن أنساه جميل جريس حنا شحادة سلمان،يتحاوران حول نقطة في النحو، وكان الحديث يدور بينهما أحياناً لدقائق،كل واحد منهما يشرح وجهة نظره في الوقت الذي فيه كنت أنا وجميع الطلاب نصغي لحوارهما ونقاشهما البنّاء.
لم يكن أبو الفوز ضليعاً ومتبحراً باللغة العربية فحسب،بل كان أيضاً ينتمي سياسياً الى طبقة الكادحين التي تربّى عليها وفيها،وذلك بفضل والده الذي فقده وهو طالب بالصف العاشر وهو في الستينات من العمر،في الوقت الذي فيه كان أبو الفوز وأخواته الست ووالدته أطال الله في عمرها بأمس الحاجة له،ولكن كما يقول المثل الشعبي "رَبَّك ما بِنْسى عَبيدَهُ".
ثابر واستمر أبو الفوز بالدراسة الى جانب مساعدة الوالدة والأخوات في العمل الزراعي لكي يعيل العائلة،التي تربَّتْ على العمل كما كان عمدة البيت والدهم المرحوم فوزي اسكندر حداد حاج،أحد مؤسسي الحزب الشيوعي في عبلين،مزارعاً كادحاً يعيش ويعيل عائلته الكريمة من كدِّه وعرق جبينه.
هكذا رضع أبو الفوز من حليب العمل والكدّّ والطموح الى العلى أو الأعالي،لهذا تراه يلتحق بالجامعة العبرية بالقدس لدراسة موضوع اللغة العربية وآدابها،ومن ثمّ يلتحق بنفس الجامعة لدراسة موضوع الحقوق أو المحاماة.ولكن تعلقه باللغة العربية التي أحبها حتى النخاع،شجعته على الاستمرار بالتعليم لنيل شهادة الماجستير وكان له باستحقاق وجدارة.
 عشت قسماً كبيرا من هذه الفترة معه بالجامعة العبرية بالقدس،وكانت بمثابة المحطة الثانية من حيث العلاقة الاجتماعية بيننا،فجميل أن يجد المعلم تلميذه الى جانبه يطمح  لنيل شهادات جامعية ،فهذا شعور عظيم،فالغرسة التي رواها المعلم بالعلم والمعرفة نَبَتَتْ وشبَّتْ وأثمرَتْ وأعطَتْ.
كان أبو الفوز يعمل في بعض الليالي بعد عودته من التعليم الجامعي في فندق بالقدس، من أجل إعالة نفسه والاستمرار بالدراسة الجامعية. كل هذا الى جانب دراسته لنيل شهادة الماجستير في اللغة العربية وآدابها وشهادة المحاماة.
أما المحطة الثالثة والتي جمعتنا بالعمل بمهنة التدريس فكانت مدرسة تراسنطة الثانوية بيافا،حيث كنتُ أدرس بجامعة تل أبيب لنيل شهادة تأهيل مديرين،وفي نفس الوقت أدرِّسُ في هذه المدرسة موضوع التاريخ واللغة العربية ،وكان أبو الفوز يُدرِّسُ فيها موضوع اللغة العربية،إذ كان يحضر خصيصاً من عبلين تاركاً عمل المحاماة ليرتاح منه قليلاً،ويسبح في بحر اللغة العربية الذي لا حدود له،وكان يستمتع بهذه السباحة.
كيف لا وهو الذي يرنو الى نيل شهادة أعلى من شهادة الماجستير،وكان له بجدارة. لم يبتعد أبو الفوزفي هذه الدراسة عن هموم شعبه العربي الفلسطيني،فاختار دراسته لنيل شهادة الدكتوراة عن الأديب الفلسطيني جبرا ابراهيم جبرا،وكان مرشده البروفيسور العراقي الأصل والمتبحر باللغة العربية ويحبها كثيراً شموئيل موريه،الذي كان وما زال يكن الحب والاحترام لأبي الفوز،وفرح كثيراً عند نيله شهادة الدكتوراة.
والى أبو الفوز(أبو فوزي) عملتَ واجتهدتَ وسهرتَ الليالي وتعبتَ،ولكنكَ لم تملّ أو تتأفأف ولم تدخل في محيط الاحباط بتاتاًُ،فكان لكَ،قطفتَ ثمر أتعابكَ،فهنيئاً لك وهنيئاً للزوجة المربية أم فوزي وجميع أفراد العائلة الكريمة.
وأودّ أن أهمس في أذنك يا تلميذي جهراً وليس بسرٍّ:هذا هو من رضى الله والوالدين عليك.
فإليكَ يا تلميذي وصديقي العزيز ألف ألف ألف تحية وتهنئة. وكما يقولون باللغة الشعبية "هاي التلاميذ اللي بِتشِد الظهر"
    
فألف مبروك ومنها للأعلى- آمين
       
الداعي لكَ بالخير
                                           معلمكَ وصديقكَ
                                   جاسر الياس داود والعائلة  
                                عبلين – السبت 18/6/2011م
:


تعليقات        (اضف تعليق)

* الاسم الكامل
البريد الالكتروني
الحماية
* كود الحماية
البلد
هام جدا ادارة الموقع تحتفظ لنفسها الحق لالغاء التعليق او حذف بعض الكلمات منه في حال كانت المشاركة غير اخلاقية ولا تتماشى مع شروط الاستعمال. نرجو منكم الحفاظ على مستوى مشاركة رفيع.
مسؤولية التعقيب تقع على عاتق المعقبين انفسهم فقط
يمنع ادخال اي مضامين فيها اي تجاوز على قانون منع القذف والتشهير او اي قانون آخر
فيديو عبلين |  اخبار عبلين |  دليل عبلين |  عن عبلين |  العاب اونلاين |  للنشر والاعلان |  من نحن |  اتصل بنا | 
Online Users
Copyright © ibillin.com 2007-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع عبلين اون لاين
Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com