يوم الاثنين الموافق
29/04/2024
الصفحة الرئيسية اجعلنا صفحة البداية اضفنا للمفضلة





























2011-01-18 19:45:51
دينك وإيمانك محبة الإنسان وحريته بقلم: جاسر الياس داود
كلمة وفاء لرجل لم يعرف إلا المحبة والوفاء لشعب فلسطين                                    
القسيس الفلسطيني البار الكنن شحادة نعيم شحادة



وَقفتَ أمام المذبح تسبح الله تعالى متمنياً للمؤمنين عيداً سعيداً, وطالباً منه تعالى أن ينظر إلى أوضاع أبناء شعبك المضطهد في معيشته اليومية, مطاردته وملاحقته أينما كان.صلاتك توقفتْ وبصرك نحو شباك صغير أمام المذبح, وتَساءلتَ في قرار نفسك ناسياً صلاتك لبرهةٍ:أهذا هو الفرج؟!!!أمن هنا سيأتي المسيح المخلص لشعبنا الأعزل ؟!!!
شعبنا الذي يقاوم بالقلم والكلام ولا يؤمن بالرصاص والدبابة والطائرة والقنابل العنقودية والفوسفورية, لأن صاحب الحق لا يحتاج إلى هذا كله. نعم أيها القسيس الغالي على أبناء شعبك الأبي:
لم يصدُّكَ الدينُ يوماً             في ساحاتِ الوغى خُضْتَ
بالكنائس نادَيْتَ بالمحبة         وفي هموم ِشَعبك صَبرْتَ
لم تتقاعَسْ يوماً بالنضال        مِنَ الجليل إلى النقبِ جُلْتَ
رافعاً راية النضال والعزِّ       ولهموم شَعْبكَ كرَّسْتَ
لم تدافع عن أرض كفرياسيف وجارتها أبو سنان فقط, بل رأيت في منطقة "المل" أو كما يسمونها بمنطقة رقم (9) (وهي عبارة عن أرض سهلية تستغل وتستعمل للزراعة, إن مساحة الأرض الزراعية التي تقع ضمن المنطقة والتي أُغلقت ويهددها خطر المصادرة تساوي حوالي (17) ألف دونم, وتعتمد مئات العائلات من القرى الثلاث المحيطة بها وهي عرابة, سخنين ودير حنا... وعرب السواعد بكامل اقتصادها على هذه الأرض) التهديد الكبير لحرمان أبناء شعبك من أرضهم, ورأيت فيها البداية لنكبة ثانية بعد نكبة 1948 م, لهذا صاح, ابن عرابة الشاعر على الصح قائلاً في ديوانه موت على جبين فراشه ص 90
ها أنذا بين يَدَيْكَ
فلاحاً عربياً سلبوه الأرض, الزرع, الضرع
رغيف العيش
عامل حفريات مسحوق,
صحفياً ذبحوا خطواته
لم يهدأ لك بال يا قسيس ولم يغمض لك جفن, لان التسبيح لله لا يكفي وحده, لِمَن نسبح إذا خيمَّ الظلم والظلام على أبناء شعبنا, هكذا سألتَ نفسك أمام المذبح, الذي اعتدت أن تقف أمامه فاتحاً يديك ومتضرعاً, لِمَن هو أقوى من الجميع أن يوقف هذا الاستغلال والظلم والغبن ويرفعه عن أبناء شعبك شعب فلسطين.
صوتُك فوق المنابر جَلَجَلَ        بأقوالِكَ المُؤَّثرة أَفْصَحْتَ
أَمام المجازر والأهوال وقفتَ       وفي عرينِ الأسودِ رَبَضْتَ
لصليبِكَ لمسيحِكَ سجْدتَ       لإخوانِكَ المؤمنينَ ناديتَ
إسلامٌ دروزٌ مُوَحَّدينَ         إخوةٌ في الدينِ ساوَيْتَ
لهذا لم نُفَرَّق بين هذا وذاك من أبناء شعبك, بل رأيت في كل واحد منهم إبناً لك في العرق ِ واللغة والحياة, ناديتَ في الجليل بمثل ما ناديتَ في المثلث والنقب, كلهم أُخوة لك في الحياة, هذه المعادلة التي كنت تبحث عنها مَعْ مَنْ أراد الخير لأبناء شعبنا في هذه البلاد. تَنقلتَ من بلدٍ إلى آخر حاملاً معك الزاد الروحاني (الروحي) وزاد النضال من أجل خير أبناء شعبك وسلامتهم, وهذان الزادان لا تناقض بينهما, لأن الأول يكمله الثاني, فكنت الراعي الذي يخاف على خرافه من الضياع, لم يسجنك اللباس الكهنوتي الذي أَحببته كثيراً عن آلام وآهات المظلومين والمحرومين, لهذا رفعت صوتك عالياً ضد الحرمان الإنساني ومنادياً إلى فرش الحياة بالزهور أمام الأطفال والنساء والرجال, لأن الحياة الجميلة ستقربهم من الله -عز وجل- والذي بحثت عنه في عيون هؤلاء الأخوة, المسيحيين, الإسلام والدروزواليهود, كلهم في دينك أُخوة في عبادة الله الواحد الذي لا غير لنا سواه:
ها أنذا بين يديك
عنواني الثابت بين يديك
اعترف بأنني لم أكره أحداً إطلاقاً
إني أجهزتُ على الحقد
أجهزتُ على الكُرْهِ
قبل الميلاد بجرح (موت على ...ص 91)
لوَّحْتَ في سخنين بأوراق الطابو لأصحاب الأرض من سكان سخنين, عرابة ودير حنا, وصرختَ أمام المغتصب المستبد, لم نأتِ من أوروبا وأمريكا وشمال إفريقيا وآسيا كغيرنا, بل جذورنا عميقة وقوية في أرض "المل" (منطقة 9), لم نسرق الطابو (الكوشان) كما سرقه الغير وزوّره بقانون القوي يأكل الضعيف, ورثنا هذه الأرض إرثاً شرعياً وقانونياً وبموجب شهادات تسجيل "كواشين" طابو, صادرة عن وزارة العدلية/ دائرة تسجيل الأراضي في دولة إسرائيل. فصِحتَ لا تتقاعسوا يا إخوة وقت الجدّ والحدّ حَلَّ:
لعزةِ اللهِ والمسيح سَبَّحْتَ            ولكرامةِ شعبِكَ صُنْتَ
بهمةِ الشعبِ ينبضُ الدَمُ             وبعروقِ أبنائِهِ أَجريْتَ
في السرَّاءِ والضراءِ وقفتَ               لأهلنا وذويكَ نَذرْتَ
نذراً لا يحتمله الرجالُ                لأرضنا الثمينةِ باركْتَ
منادياً إياها بالصليب                  والله وعبادته سُمِّرْتَ
عبادةُ الخالقِ حب فيها               التسامح  لعباده كَلَّلْتَ
هذا دأبُكَ ومنبرُكَ الحرُّ              بالنائباتِ قسيس نُودِيتَ
أصوات الوطاوط والخفافيش في الليل المظلم لم تخيفك, بل أَقبلتَ من إيمانك وقناعتك بمصداقية القرار على الإعلان أنت واللجنة القطرية للدفاع عن الأراضي عن إضراب الجماهير العربية في إسرائيل يوم 30/3/1976 احتجاجاً على مصادرة الأراضي العربية في الجليل ومناطق أخرى في البلاد. وبهذا تحديت قرار بعض رؤساء المجالس العربية المتواطئين آنذاك مع زلم السلطة, والذين أبلغوا زلمهم بان الجماهير العربية لن تضرب في هذا التاريخ, لهذا قالوا عنك في الصحف: "والقس الكنن الدكتور شحادة نعيم شحادة, رئيس لجنة الدفاع عن الأراضي, واحد من الذين واكبوا الأحداث وصنعوا القرار الشهير بإعلان الإضراب, احتجاجاً على بسط أصابع الإخطبوط السامّة والشرسة على الأرض لنهشها ولطشها. ورفضاً لسياسة التمييز وتضييق الخناق والإذلال ."
منعت كلمة أنا, لأنك تحدثت باسم الجموع وباسم شعبك على مختلف تعدداته وانتمائاته السياسية الاجتماعية والاقتصادية, ما آلمَ ابن النقب والمثلث والجليل آلمَكَ, لهذا لم يكن الإعلان عن الإضراب في منطقة البطوف فقط, بل أوعزت أنت وأعضاء لجنة الدفاع عن الأراضي لرؤساء المجالس والبلديات العربية وللقيادة العربية في هذه البلاد, بان مصادرة ارض المل(منطقة 9)هي مفتاح لمصادرة ما تبقى لشعبنا العربي من أراض في هذه البلاد:
يوم الأرض بسخنين باقٍ                        بصوتِكَ الجهورِ سطَّرْتَ
كنزُ حبِّ الأرض والكرامة                             لشعبٍ قاسى فَصََبرْتَ
فكرُكَ أَنارَ الدربَ لنا                        لخير شعبنا بارَكْتَ
لم يهمك ما يُقال عنك من بعض المغرضين والبعيدين عن الدين وهموم الدنيا التي تعصف بأبناء شعبك الصامد فوق تراب الوطن,لم تُصغ لهؤلاء المحرضين عليك بقولهم:"شو بدو هذا القسيس بهالشغلة؟!!!
لم تلمهم يا قسيس لأنك بأقوال مسيحك عاملت الجميع,المؤمنين وغير المؤمنين,وكنت في داخلك تقول:"أقوم بواجبي أمام الله وأمام شعبي المقهور والمظلوم,أنا لا اعمل ما يغيظ ربي والهي وشعبي,فالدين لله والوطن الذي لا وطن لنا سواه للجميع."
صوتك أزعج الذين حسبوا وقالوا بان يوم الأرض سيزول وسينساه عرب هذه البلاد.اسمك ارتبط بيوم الأرض,لهذا نقول لك نحن ابناء هذا الشعب الصامد وصاحب الوعي لما يدور حوله من مؤامرات:"لن ننساك يا ابا سمير,لن ننسى وقفتك البطولية يوم الأرض وما بعده."
جسدٌلا تُزحزحه الرياحُ                        بفكرك للمغتصب نَهرْتَ
يا رافع الراية تمهَّلْ                          أخاك القسيس خسِرتَ
كنت يا ابا سمير وفياً للوقائع التاريخية,فعندما سُئلت في الصحف عن إقامة لجنة الدفاع عن الأراضي العربية,ذكرت الرئيس الأول لهذه اللجنة,إلا وهو طيب الذكر المرحوم الدكتور أنيس كردوش ابن القلعة الوطنية العربية,مدينة الناصرة,الذي لبى نداء ربه بعد أشهر من استلامه رئاسة هذه اللجنة,ومن بعده وقع الاختيار عليك لتقود هذه اللجنة, التي قلت عنها إجابة على سؤال وجه إليك وهو:"وما هي المكاسب التي حققتها الجماهير العربية بإضرابها؟
كان جوابك:"أقولها بملء الفم,إن عمل لجنة الدفاع عن الأراضي ومثابرتها في الكفاح وإعلان الإضراب,أوقف الكثير من المصادرات....وكان الهدف الأساسي للجنة الدفاع عن الأراضي,توعية الجماهير العربية وحثها للمطالبة بحقوقها.وعاقبت الجماهير العربية في الانتخابات التي جرت بعد يوم الأرض للسلطات المحلية كل الزعامات والرؤساء الذين لم يضربوا وهاجموا الإضراب.وفشل من هؤلاء في الانتخابات.وذلك بسبب تعمق وعي الجماهير التي رأت انه كان من واجب السلطات المحلية تمثيلها والدفاع عنها....واذكر بعد الذكرى الثانية ليوم الأرض,وصلتُ إلى البيت للتو بعد اجتماع شعبي,فمرَّ رئيس مجلس محلي وقال لي تهكما:ظننت إنكم ستاتون ألينا اليوم كي ترجعونا إلى قرانا العربية.فأجبته:في الواقع ذهبنا إلى بيتك لنرجعك إلى قريتك فوجدناك عند رابين.
ميلاد المسيح ناداكَ ملبياً                            إياه بالجسد الصامتْ
يا قارعاً ناقوس العيد                                ورافع الآذان الخافتْ
تَمهَّلْ لحظةً الوداعُ قاسٍ                             لبطلٍ في داخله كابتْ
همومَ شعبٍ جبّارٍ قاهر                              يا قسيس رسمك ثابتْ
كالصبار والزيتون الصامد                        في ارض فلسطين النابتْ
افتقدناك يا رجل المبادئ في يوم الأرض الاخير30-3-2010 فأنت القائل:"نحن في أمس الحاجة إلى الوحدة وتوحيد الصفوف تحت شعار واحد من اجل النضال الموحد ونيل حقوقنا الموحدة,لان السلطة لا تميز ضد المسيحي أو الدرزي أو المسلم,إنما ضدنا جميعا كفلسطينيين..لذلك أدعو أن تكون في يوم الأرض وحدة أعمق واشمل,
ولنكن قوة ضاغطة على الحكومة لتغيير رأيها."
هذه هي وصيتك لأبناء شعبك الصامد فوق تراب هذا الوطن,ولتكن هناك آذاناًصاغية لكلام وطني نادى بالوطن لأبناء الوطن جميعهم,,قبل أن ينادي المسيحي إلى عبادة المسيح ابن مريم .
فالي جنات الخلد أيها المعلم في الدين والدنيا,ولذكراك نحني هاماتنا تقديرا لعطائك السخي,وليكن ذكرك مؤبدا.                                               
                                                                                        عبلين


تعليقات        (اضف تعليق)

* الاسم الكامل
البريد الالكتروني
الحماية
* كود الحماية
البلد
هام جدا ادارة الموقع تحتفظ لنفسها الحق لالغاء التعليق او حذف بعض الكلمات منه في حال كانت المشاركة غير اخلاقية ولا تتماشى مع شروط الاستعمال. نرجو منكم الحفاظ على مستوى مشاركة رفيع.
مسؤولية التعقيب تقع على عاتق المعقبين انفسهم فقط
يمنع ادخال اي مضامين فيها اي تجاوز على قانون منع القذف والتشهير او اي قانون آخر
فيديو عبلين |  اخبار عبلين |  دليل عبلين |  عن عبلين |  العاب اونلاين |  للنشر والاعلان |  من نحن |  اتصل بنا | 
Online Users
Copyright © ibillin.com 2007-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع عبلين اون لاين
Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com