نقف مكتوفي الايدي ولا نستطيع التحدي امام اصرار الدولة العبرية الاعتراف بها وبجوهرها كدولة يهودية نظيفة من الاقليات الاخرى وبخاصة الاقلية القومية العربية الفلسطينية الانتماء .

نقف ونحن على ادراك بأن الهدف الاستراتيجي من وراء الدعوة ليهودية الدولة يكمن في تطبيق النظرية الصهيونية العنصرية – الفاشية وهي القضاء على الوجود العربي صاحب الارض والحجر والشجر الاصلي في البلاد , وازالة كل ما هو تاريخي يربطنا ببلادنا ووطننا وثقافتنا .

الصهيونية تطور وتوسع فكرها ولم تقف مكانها وترفض الجمود العقائدي , تتحرك دائما لتجد الوسائل والدوافع لنقاء دولة اليهود من غير اليهود . فظاهرة ليبرمان تعني استمرارا للنهج الايدويولوجي الصهيوني وهي تطوير منهجي لفكرة بن غوريون بتنظيف الدولة اليهودية ممن تبقى من اصحاب الارض الاصلانيين , وبيت القصيد من ظاهرة ليبرمان يكمن بانها شكل من اشكال الفاشية السياسية . الا نتذكر ونذكر كيف بدأ هتلر يروج لفكرته بالتطهير العرقي؟

حكومات اسرائيل المتعاقبة ومنذ قيامها لجأت الى اساليب الترهيب الفكري والجسدي بحقنا كأقلية قومية عربية وبخاصة منذ قرار التقسيم 181 الداعي لاقامة دولة عربية واخرى يهودية على ارض فلسطين .

دولة اسرائيل قامت بموجب القرار المذكور اعلاه , ومنعت بمساعدة الدول الامبريالية والانظمة الرجعية العربية أنذاك والتي لا تزال مهيمنة حتى اليوم وبدعم امبريالي ايضا محافظة على قفاها وايضا "لعصبية " قادة فلسطين السابقين الذين رفضوا القرار مراضاة لتلك الانظمة الرجعية وللصهيونية العالمية.

اسرائيل استغلت قرار التقسيم لاستمرارية وجودها وبقائها " وتظاهرت " بمحاربتها للاحتلال البريطاني الانتدابي لتحارب اقامة الدولة الفلسطينية في واقع الامر وتعمل على تهجير العرب من بلادهم فلجأت الى العصابات اليهودية المسلحة لتدعم جهود الدولة العبرية لقتل وارهاب اصحاب الارض والبيت والزامهم بالمغادرة القسرية ليصبحوا لاجئين وتحت رحمة الانظمة العربية الموالية للاستعمار الجديد بشكله الجديد الصهيونية.

الرجعية الفلسطينية رفضت قرار 181 الامر الذي ساهم في عدم استمرار الجهود النضالية من اجل تطبيقه على فلسطين , فكانت النكبة بنكبتين وهي مستمرة الى الآن . الرجعية الفلسطينية لن تتعلم الدرس الاول وهي مستمرة بنفس النهج دون توقف فجائت لشعبنا بنكبة ثالثة ممثلة باوسلو وما تلاها من " اتفاقيات " معسولة , وهي تفاوض بعبثية ومدركة تمام الادراك والمعرفة بان الجانب الاسرائيلي يراوغ ويتخابث وهدفه تمكين دولته من الاستمرارية على حساب الشعب الفلسطيني .

على ماذا يفاوض  السيد محمود عباس وشلته من عريقات وغيره ؟

سؤال تناوله العديد من محللينا ومعلقينا ومفكرينا من ابناء شعبنا ومن فصائل شعبنا المقاومة للمشروع الامبريالي الصهيوني لتصفية القضية الفلسطينية . وكانت الاجوبة واضحة بأن السيد عباس ذهب ليصافح قادة اسرائيل مرغما ومشطبا لمرجعية واسس التفاوض , ذهب متجاهلا الثوابت الفلسطينية وعلى رأسها انهاء الاحتلال الغاشم والجالس على رقاب شعبنا منذ عدوان 1967 , السيد عباس " يطالب " بتجميد الاستيطان اليهودي على ما تبقى من فلسطين في الضفة , انتبه عزيزي القارئ يطالب بتجميد الاستيطان ولا يطالب بانهاء الاحتلال وكنسه من فلسطين المحتلة عام 67 وبذلك فتح المجال وأرخاه للسيد بيبي ليستمر في البناء الاستيطاني الكولونيالي وليشجعه للاستمرار بالتمسك باهداف الصهيونية .

ما دمت يا سيد عباس تطالب بتجميد الاستيطان فقط , وما دمت تطالب بالشرعية الدولية وتفتح ملفات الماضي فلماذا اذن لا تتمسك بكافة الثوابت وتتجاهل قرار التقسيم الذي يطالب بتطبيقه بيبي حين ينادي مشددا الاعتراف بيهودية دولته؟

لماذا لم نسمع تعليقا منك او من وفدك المفاوض ردا على عنجهية وفاشية ليبرمان الذي يطالب بطردنا نحن الاقلية الفلسطينية المتمسكة بارضها حين صرح الارض مقابل السكان وليس السلام مقابل الارض؟

اعتقد بان مطلب الاعتراف بيهودية اسرائيل منافيا للشرعية الدولية وقراراتها لان الهدف من ذلك تصفية ما تبقى من حقوق وطنية لشعبنا , الهدف منها تصفية القضية الفلسطينية ونسف جميع محاولات التسوية عن طريق مفاوضات عبثية لا جدوى منها سوى تلبية لاطماع اسرائيل وسياساتها التي تتجاهل حقوق شعبنا الشرعية بموجب الشرعية الدولية.

اما بالنسبة لنا كأقلية قومية فلسطينية لا يحق للسيد عباس وشلته التفاوض باسمنا رغم كوننا جزء من شعبنا الكبير لانه ويا "دوب " يمثل شعبنا الرازح تحت الاحتلال منذ 67.

ورائنا قيادة وطنية ممثلة بلجنة المتابعة , ورائنا اطر سياسية تمثلنا , جماهيرنا واعية ومسلحة بفكر وطني تقدمي لها تجربة سياسية ونضالية تعرف كيف تجابه التهجير والارهاب الفكري الصهيوني – الليبرماني , تتمتع بتجربة الصمود والبقاء , تتمتع ببرنامج سياسي وطني تعرف كيف تقاوم كما قاومت سابقا وبقيت وعمرت .

ما دام بيبي يطالب بما يطالب فمن حق شعبنا المطالبة بقرار 181 وليفهم السيد عباس ذلك .

اما للفاشي ليبرمان نقول ما رأيك بان تعود من حيث اتيت , لان نحن اصحاب الارض والحجر ونحن الاصل وملفنا نعرفه قبل ان تدنس قدماك ارضنا وكما قاومنا من اجل بقائنا ونجحنا سنقاوم افكار الفاشية وسننجح ايضا.