يوم الثلاثاء الموافق
14/05/2024
الصفحة الرئيسية اجعلنا صفحة البداية اضفنا للمفضلة





























2010-09-08 20:02:40
بأي حال عدت َ يا عيد بقلم : إبراهيم مواسي

يطل ّ العيد على المسلمين كل عام برداء  أكثر سواداً ورثاثة

واهتراء ً ،، وبوجه  أشد ّ قتامة وحلكة وعبوساً وتقطيباً ،،

 ونحن نتجمـّل ونرسم الإبتسامات المزيفة

على شفاهنا ،، ونلوّن عيوننا بلون الفرح وهي إلى الحزن

والكآبة أقرب ... نتبادل التهاني والتبريكات والمعايدات

والهدايا ،، والقلوب مشحونة بأطنان من الغل والحقد

والكراهية والبؤس واليأس والملل والضجر ...

نكذب ونزيــّف ونتلون ونخادع ونرائي ولا نستحي ولا نخجل ..

يطل ّ علينا العيد ومآسينا تكبر وتعظم وتزيد ...

تثقل كواهلنا المصروفات ببذخ وترف و(جخة ) لا نحتاجها

ولو أصبحت ديوننا بحجم الجبال ...

ترى الناس سكارى  تزدحم بهم الشوارع  بأمواج بشرية

عظيمة ،، وما هم بسكارى ،، ولكن ّ جنون العيد شديد !!

يلجمهم العرق وكأنهم في يوم الحشر ،، ويهجرهم

الصبر ويتملكهم الغضب فينفجرون  ،، فينقلب

يوم العيد إلى وعيد وتهديد وصراخ وضرب وعويل

 وجراح وخيبة أمل ...

وتكثر الطلبات على ربّ المنزل من زوجة وأولاد

وزيارات أقارب وأصدقاء ورحلات  ،، فينوء كاهله تحت

الحمل  الثقيل ،، فيخر صريع العيد وبهجته القاسية الكالحة ...

والعنف الكلامي والجسدي والقتل والسرقات والاعتداء

على أعراض الناس  ،،  كالسوس ينخر في عظام

المجتمع ولا أحد َ هنا ...

 

أرتال السيارات في العيد وقبيله ُ في المدن والقرى العربية

كأنها أسراب نمل عثرت فجأة  على فتات سكر متناثر ...

الصافرات المزعجة ،، والمفرقعات التي تصم ّ الآذان

وكأن المسلمين مقبلون على حرب لا على عيد ...

الهجوم البربري على المحلات ،، والسعار الذي يصيب

الناس ،، وحمــّى المشتريات  والتكالب البشري ّ على البضائع

 لا مثيل لها ،، وكأن المحلات التجارية والأسواق

ستنفد بضاعتها إلى الأبد ...

حتى الطفل الذي كان يفرح في زمان  جميل مضى  بهدية بسيطة

أو بحذاء أو ثوب جديد ،، لا يــُدخل الفرحة  إلى قلبه ولا يجليها

على محياه اليومَ  أي ّ شيء ... لا يعجبه العجب ولو جئت له بلبن

العصفور ...

هنا يفرحون ويمرحون وهناك في مكان ما يموتون ...

هنا يأكلون ويشوون اللحم وتنتفخ بطونهم ويشبعون حدّ  التقيؤ ..

ثم يرمون ما بقي في النفايات ،، وما بقي كثير كثير ...

وهناك يموتون جوعاً ،، ولا يجدون شيئاً يسد رمقهم

حتى في النفايات !!!...

هؤلاء لا يعلمون بأولئك ...

بل يعلمون ولكن .........

لا دخل َ لهم بهم ...

 لم يسمعوا بهم ،، أو أنهم سمعوا وطنـّشوا ...

العيد أصبح إحدى الكذبات الكبرى التي نواسي بها  أنفسنا ...

العيد مظاهر  وأعباء ورسميات ،، لا محبة وفرحة وتواصل ...

وهيــَذي حكاية العيد

أقصها عليكم يا أطفال يا حلوين : ــ

 كان يا ما كان  ..

 في قديم الزمان  ...

كان  هناك يوم اسمه ُ  عيد ...

كان فيه خوخ وعنب ورمــّان ..

وصبايا وصبيان  ...

كاللؤلؤ والمرجان ...

مرّ الزمان ،،

وتوحش الإنسان  ...

ونما العيد وكبر ،،

ثم شبّ وشاب وهرم ،،

ثم ّ مات ..............

 وكلّ مــَن عليها فان ..

ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام !!!

 



تعليقات        (اضف تعليق)

* الاسم الكامل
البريد الالكتروني
الحماية
* كود الحماية
البلد
هام جدا ادارة الموقع تحتفظ لنفسها الحق لالغاء التعليق او حذف بعض الكلمات منه في حال كانت المشاركة غير اخلاقية ولا تتماشى مع شروط الاستعمال. نرجو منكم الحفاظ على مستوى مشاركة رفيع.
مسؤولية التعقيب تقع على عاتق المعقبين انفسهم فقط
يمنع ادخال اي مضامين فيها اي تجاوز على قانون منع القذف والتشهير او اي قانون آخر
فيديو عبلين |  اخبار عبلين |  دليل عبلين |  عن عبلين |  العاب اونلاين |  للنشر والاعلان |  من نحن |  اتصل بنا | 
Online Users
Copyright © ibillin.com 2007-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع عبلين اون لاين
Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com