يوم الثلاثاء الموافق
14/05/2024
الصفحة الرئيسية اجعلنا صفحة البداية اضفنا للمفضلة





























2010-08-13 12:43:53
أنا ورمضان بقلم : إبراهيم مواسي
لا أدري مدى استساغة  الإستهزاء الهادف  في شهر رمضان ،، شهر  نقاء وصفاء الروح  !! ..  لكن ّ روحي تأبى إلا     أن    تثرثر  وتنفض ما في داخلها من غبار كلام قد تناثر في حنايا نفسي !!.. فكشأني من عباد الله   الصائمين  في هذا الشهر الفضيل ،، أظن ّ أنني من أفضل الناس خلقا ً ومنطقاً وحسن سلوك !!ـ وقد آليت ُ على نفسي ،، أن أفضحها  وأخرج كل ما فيها لتكون عبرة للغير !! .. فما أسهل صيام المعدة عن الطعام !! .. كيف لا وأنا ألتهم على السحور ما لذ  وطاب من الطعام ،، وأملأ معدتي حتى  التخمة بالفطور !!.. ثم ألحقها بشتى أصناف الحلويات والفواكه والمكسرات في ما
تبقى من الليل ،، فكيف أجوع وأعطش  ؟؟؟ ..  أما نهاري ،، فأقضي أكثر من نصفه نائماً إمــّا في البيت وإمــّا في المسجد !!.. والنوم في المسجد أجمل وأرق وأهدأ !!... فلا علي ّ إن شخرت ُ قليلا ً وأزعجت  البعض ،، فليس على النائم حرج !! .. أما العمل ،، فلا حاجة لي فيه في  رمضان ،، لأن الله لا يكلف نفسا ً إلا وسعها !!ـ ،،  فلنرتح في رمضان ولنعمل في غيره ،، فالعمر طويل ،، والعمل لا ينتهي !!ـ ،،  والنــّوم في النهار يعين على صلاة التراويح التي ينقرها الإمام نقرَ الدّيك ،،  فلا يزيد وقتها عن العشرين دقيقة !!.


ibra0409200901.jpg
 ناهيك عن ملاحظاتنا الكثيرة ونحن لم نغادر عتبة المسجد بعد  عن لحنه في القراءة وعن صوته البشع  وعن خطئه المتكرر  ونسيانه  الكثير !! ..  ثم ّ إنني خرجت ذات نهار  بعد  أن طــُردت من البيت لكثرة نومي ،، لأقوم  بجولة في سيارتي حتى أقتل بعض الوقت إلى أن  يحين َ  موعد ُ الإفطار  !!ـ ..  فرأيت فتاة جميلة متبرجة كأنها فينوس ،، تمشي وتتلوى كالأفعوان  ،،  وكأن لا  شأن لها برمضان !!ـ... فرحت أتفحصها من أعلى رأسها إلى  أخمص قدميها وشهوتي تفور تحت جلدي كقدر ما يغلي فوق لهيب الحطب  !! ...  ثم مصمصت شفتي ّ الجافتين وبصقت واستعذت  بالله من الشيطان الرجيم وقلت : اللهم إني صائم !! ...  وتذكرت أن الشيطان مصفد في أغلاله ،، وشهوتي  هي الحرة الطليقة !!ـ  ... لكني ألقيت باللوم أخيرا ً على  هؤلاء الفتيات المتبرجات اللائي لم يتصفدن
ولم يخجلن ،، فينسين ّ الرجل َ  رمضان  وصيامه وقيامه ،، وبرأت نفسي الطاهرة الزكيــّة  !!ـ  .... وفي أثناء تجوالي  قررت شراء بعض الحاجيات  البسيطة !!.. فدخلت أحد المراكز التجارية  ورحت أرمي في السلة كل ّ ما أشتهي وأحب ّ  ،، سواء أكنت بحاجة إليه أم لا !!.. هذا لذيذ ،، وهذا  شهي بعد الفطور  ،، وهذا جيد على السحور ،، وهذا مسل ّ أمام التلفاز ،، فلم أصح ُ إلا ّ وانا أنقد العاملة أكثر من خمسمائة شيكل ،، وكأني  أناولها إياها شكراً على استمتاعي  بجمال وجهها ورقة حديثها معي !! ...  مللت التجوال فعدت إلى البيت ،، وفي أثناء وقوفي أمام الإشارة الحمراء  اقتربت مني سائلة من الضفة  ،، فامتعضت ورحت أمثل دور الباحث عن الشواقل ،،  ثم اعتذرت منها وقلت في نفسي : يخرب بيتكو ما أكثركو ،، فايعين  زي ّ الفش عالقش  ،، ــ على قولة أهل كفر مندا ــ بتخلوش بجيبة الواحد شيكل !! ..

واصلت مشواري ،،  فمررت  في طريقي عودتي بمجموعة أصدقاء يفترشون قارعة الطريق ،، فعرجت نحوهم  لأقطع من الوقت شوطا ً  آخر  !! ... فوجدتهم يمزحون ويستغيبون فلان وعلان   ،، ويغمزون ويلمزون كل مــَن يمر بهم ،، فخضت معهم خوضا ً عظيماً حتى نشرنا كل غسيل وسخ لأكثر من مائة   رجل وامراة ،،  على أكثر من ألف حبل وحبل  !! ...  ثم تطور الجدال بيننا  ،،  فغضبت ورحت أشتم وأسب ّ وألعن  حتى تجرأت على سب ّ الذات الإلهية !!ـ ...  فاستعذت بالله  من  الشيطان مرة  أخرى ،، واستغفرت الله كثيرا ً ،، وقرأت دعاء ختم المجلس علّ الله يغفر لي ذنبي ،، ورددت : اللهم إني صائم  !!
mhmod040909.jpg
 
 

 وعندما دخلت البيت كان قد  بقي  لأذان المغرب  ما يقارب النصف ساعة!!..ـ  فأحضرت القرآن لأقرأ ما تيسر من آياته ،،  ورحت أرتل وأجوّد ،، حتـّى  خيل َ لي أنني الشيخ عبد الباسط  عبد الصمد ،،   لكنني  مللت بعض قراءة  نصف صفحة !!.. فجلست أمام  شاشة الحاسوب  ورحت أحادث صديقتي على المسن ،،  فمرّ الوقت سريعاً ولم ينبهني  إلا  صوت المؤذن يخترق أذنيّ  معلناً  أوان الفطور !! ...  فوعدتها أن أعود إليها بعد الفطور مباشرة ،، وهي ألذ عندي من الفطور ذاته ،، لكن الجوع كافر  !!...
جلست إلى مائدة الإفطار وقد ازدحمت  بالصحون ،، فاحترت ويدي تتنقل بينها أيها أختار ومن أيها ألتهم  !!ـ  ... وقد قمت عنها وهي  تكفي عشرة   جوعى  ،، لكن  على ما يبدو  فإننا نفضل كسب الأجر والثواب  في إطعام حاوية النفايات !!..
عدت ُ إلى صديقتي أحادثها ،،  فداهمني أذان العشاء ،،   فتململت امتعاضاً ،، وحدثتني نفسي الشريرة أن أؤجل  صلاة العشاء والتراويح في المسجد ذلك اليوم ،،  خوفاً من غضبها علي ّ إن تركتها  للمرة الثانية !! ...
لكني عندما تنبهت لموعد مسلسل باب  الحارة ،، اعتذرت منها بأدب ،، لأنني لا  أستطيع تفويت حلقة واحدة منه  !! ...  وبعد أن أرخى  الليل سدوله  السوداء الكثيفة الأخيرة ،، وبعد أن تأكدت  أن ّ الجميع نيام ،، انتقلت  إلى روتانا أغاني ،، لكن ّ وجه  دارين حتشيتي  لم يرق لي كثيراً ،،  فحولت عنه إلى  قدّ هيفاء الممشوق ،، فراق لي الكلأ  الأخضر والماء العذب ،، ثم انتقلت بعدها  إلى روتانا أفلام  ،، فلم يرق لي الفلم كذلك ،، فاستقر  أمري أخيراً على إم بي سي أكشن ،،  فرحت أتابع  الفيلم الشيق حتى  موعد السحور !! ...  وهكذا  سيمر رمضان سريعا ً ،،  رغم أنه لم يمض عليه سوى بضعة أيام  ،،   لأرتاح من الصيام ومشقته  وحصره لشقاوتي وانفلاتي !!  ...  وكم ضحكت ــ وأنا أردّد معها منتشياً ومصدقاً ــ  عندما تذكرت قول  جدّتي رحمها الله : لو كان رمضان  زين ما كان فراقو عيد !!!


تعليقات        (اضف تعليق)

* الاسم الكامل
البريد الالكتروني
الحماية
* كود الحماية
البلد
هام جدا ادارة الموقع تحتفظ لنفسها الحق لالغاء التعليق او حذف بعض الكلمات منه في حال كانت المشاركة غير اخلاقية ولا تتماشى مع شروط الاستعمال. نرجو منكم الحفاظ على مستوى مشاركة رفيع.
مسؤولية التعقيب تقع على عاتق المعقبين انفسهم فقط
يمنع ادخال اي مضامين فيها اي تجاوز على قانون منع القذف والتشهير او اي قانون آخر
فيديو عبلين |  اخبار عبلين |  دليل عبلين |  عن عبلين |  العاب اونلاين |  للنشر والاعلان |  من نحن |  اتصل بنا | 
Online Users
Copyright © ibillin.com 2007-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع عبلين اون لاين
Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com