|
|
|
2010-03-16 17:03:46
أمّي.....بعضٌ من قداسة ..بقلم زهير دعيم
|
مع سقسقةِ العنادلِ على أفمام الزّهرات يطلُّ عيدُكِ. مع نوّار آذارَ المُكلّل بالرياحين يحلُّ عيدكِ.مع النسائم العابقة بشذا الياسمين والقَرنفل ، يحمل الرّبيع الينا خبر قدوم عيدك. فأنتِ سيمفونيّة ؛ فيها من كركرة الشّلال نتفةٌ ، ومن هدير الموجات بقايا ، ومن عصف الرّيح موجات ، ومن فيْضِ الحنين دفقات ، ومن لون الفرح آثار ، ومن القداسة بعضها.. سيمفونيّة أنتِ تعزف على وتر الوجود أحلى النغمات وتقول : هانذا ...أنا الحِضن الدافىء، والعين التي لا تنام. أنا الأمل المُزنَّر بالمحبّة ، المعقود على جبين المجد ، أنا الرّحمة في تبرّجها .. أنا الدّعاء الراكع في محراب الاله. أنا الأمومة ، والعيدُ وبعضٌ من حياة. في عيدِكِ يا أمّاه يحلو النشيد ، ويطيب الهوى ، وتنتشي الأيام. في عيدك يرقص آذار على مسرح اللوز والرّمّان. أمّاه أحاول جاهدًا أن أردّ لكِ بعض جميلكِ ، فيتقزّم الذهب واللُّجيْن عند أقدام أفضالِكِ، وأروح أستبدل الهدايا بالكلمات لعلّها تُسكت الشّوق والحنين ، فيعجز اللسان وينخرس القلم ، وتقف الكلمات حيْرى لا تلوي على شيء. اتراكِ جُبلتِ من من طين القداسة؟!! أتراكِ عُمدِّتِ في نهر الأردن؟!! أتراكِ ملاكٌ في ثياب بشر؟ بلى ملاك أنتِ تحمل السّماء الى الأرض ، والتحنان الى القلوب، والمياه العذبة الى الأرض العطشى. أمّي....أمّاه...ماما ...من كلّ لون وشعب وقبيلة ؛ أنتِ واحدة ....أنتِ قدّيسة في عيوننا وعين الخالق المُحبّ. قد تختلف العقليات ، ويختلف المناخ ويظهر الفرق جليًّا واضحًا في المستوى المعيشيّ والتعليميّ والتربويّ ، ولكن تبقى الأمومة واحدة ، تبقى في أحلى صورها وأبهى جلالها ....تبقى هي الأرجوحة والكتف الحنون والصّدر الأكثر حنانًا ، والعطر الذي يلمّ الشمل ...تبقى الملجأ. الأم السمراء والشقراء والصفراء والملوّنة هي ذات الأم ، التي أريجها يملأ الأنوف ، وفضائلها تعلو فوق كلّ الفضائل. ماذا أقدّم لكِ ؟! يا مَنْ قدّمْتِ لي قلبك على مذبح التضحية ؟ ماذا أقدّم لكِ ، وكيف أردّ جميلك ؟ سؤال راودني سنوات وحتى اليوم ظلّ بدون اجابة أمّاه أحبّك ....أحبّك وكفى ... فأنتِ حبّي الكبير بعد الله.كل عام والشمس تشرق لاجلك ، والمطر يُروي ارضنا بسببك. "كلّ عام وأنتِ حبيبتي"
|
|
|
|
|
|
تعليقات (اضف تعليق) |
|
|
|
|
|
|
|