رغم إدراكي لمحدوديّة تأثير التمثيل العربيّ في البرلمان الإسرائيليّ ومحدوديّة دَوْرِه، سأقف في الثاني والعشرين من ثاني الكانونَيْن أمام صندوق الاقتراع.
رغم اقتناعي في قرارة نفسي بأنّ هذا التمثيل يكاد يكون أحيانًا عديم الجدوى، لن أمتنع عن التصويت يوم الثلاثاء القريب.
رغم علمي يقينًا أنّ عدوّ الشمس، العنصريّ القبيح، معتادٌ أن يستغلّ هذا التمثيل كيما يجمّل وجهه الدميم أمام العالم البليد المنافق، سأُدْلي بصوتي.
لن أعاقب أحدًا. لست سجّانًا ولا منتقمًا ولا مُناكِفًا. لديّ ما لديّ من ملاحظات وانتقادات تجاه الأحزاب وتجاه النوّاب (بتفاوت –بلا ريب)، لكنّي أنا كذلك لستُ منزَّهًا عن النقد ولا معصومًا عن الخطأ. لستُ حالة من التكامل. أعرف أنّني لست أكثَرَ مِن كلّ مَن سِوايَ وطنيّةً. لست أكثَرَ مِن كلّ مَن سِوايَ نشاطًا وفاعليّة. لست أكثَرَ مِن كلّ مَن سِوايَ نفعًا وقدرةً على تحمُّل المسؤوليّة.
الآن، وكما هو الحال دومًا، أرى مِن واجبي أن أكون مع مَن لا أستحي به ولا يتعيّب بنا.
من واجبي أن أدعم مَن لا يشعر بالنقص والدونيّة لكونه عربيًّا، وفي الآن ذاته لا يحاول جعل العروبة دينًا أو عقيدة أو جدول عمل.
من واجبي أن أنحاز مَن لا يزحف ولا يلتفّ. من واجبي أن أدعم مَن لا يراوغ ولا يتلوّن ولا يتفنّن في التهريج.
من واجبي أن أنحاز إلى مَن لا يرى المرأة عضوًا قاصرًا، أو قمرًا يستمدّ نوره من الرجل/الشمس، أو عارًا أو عورة (وهي –والله- هي الروعةُ؛ هي الروعةُ لا العورةُ!).
من واجبي أن أدعم مَن لا يسيء إلى الدين -بِأَدْيَنَة السياسة وتسييس الدين.
إن غاب التمثيل العربيّ الحقيقيّ عن البرلمان (الحقيقيّ لا ذاك الشكليّ الهزليّ والمزيّف والمذدنب)، فما أخشاه هو أن يغدو مَن أتعـيّب بهم في الواجِهة، ويغدو أهل المواجَهة في زوايا الإقصاء. خشيتي ليست رعبًا ولا ذعرًا ولا جزعًا، وقد لا تقنع كلَّ مَن يختلف عنّي. هي خشية آخُذُها في الاعتبار، حين آتي بعد بعض تحيُّرٍ فأتّخذ القرار بعدم الامتناع عن ممارسة حقّ الاقتراع.
من واجبي أن أدعم مَن لا يَهاب ولا يستهين ولا يهون ولا يخون، وإنْ لم يحظَ "بإعجابي" في كلّ نقطة وتفصيل. من واجبي الآن ألاّ أمتنع وألاّ أقاطع. لن أقاطع!
17/1/2013