أراء حره | الرئيسة | هوسُ العرب وجنونُ الكنيست بقلم : إبراهيم مواسي

موقع عبلين اون لاين

قبل كل شيء وقبل أن يتهمني البعض بشيء ،، أصرّحُ بأنني لا أنتمي لأية جهة كانت أو حزب أو حركة أو تنظيم أو مؤسسة ،، بل إنني أحياناً أقف ضد نفسي التي يضمها جنبايَ !!! ،، بل وأشدّ من ذلك فإني أمقت السياسة والسياسيين وكلّ ما يمت إليهم بصلة .....
في هذه الأيام وكلما اقتربنا من ساعة الصفر الإنتخابية ،، نرى الناس لا حديث لهم ولا همّ ولا اهتمام إلا بالكنيست وأحزابها وأعضائها ووسخها .. وإذا كنت أتفهم انشغال أبناء العمومة بذلك ــ فهي دولتهم وتلك كنيست ـهم وذاك شأنهم ـــ فإنني لا أفهم ولا أتفهم تكالب أبناء جلدتنا ولهاثهم المخزي وراء الأحزاب وتجار الأصوات ،، علماً بأنني أستوعب ــ لا أوافق ــــ استشراس المرشحين العرب ومـَن يدور في فلكهم ،، واستماتتهم في كسب الأصوات وشراء الذمم ،، لأنهم ( سيفوزون ) بجاه كاذب وزعامة مزيفة وأموال طائلة تدخل جيوبهم نهاية كلّ شهر ...
ذات الوجوه تطل علينا كل حين وحين ،، بذات الأجندات وعين الشعارات ونفس البرامج التي تملأ الصفحات ولا تملأ عقل طفل صغير ،، ولا تحتل حيزاً أضيق من شبر مربع على أرضع الواقع .....
وجوه سئمناها ومللناها وقرفناها وعفناها ونبذناها وكرهنا الأرض التي وطئتها !!! حزب هرب زعيمه خوفاً من السجن وطمعاً في حفنات من ثروات أهل النفط بعد أن داس بمداسه على كل المبادىء التي نادى بها ،، ولا زال يدّعي الوطنية وينادي بالتحرير والكفاح والنضال ... وآخر ينادي بشعارات لينين وستالين وماركس وقد شبع الدود منهم ومن كلماتهم التي لا تساوي الحبر التي كتبت به ...
انهارت على رؤوس أصحابها في عقر دارها ،، وزبانيتها هنا لا زالوا يصرخون حتى جفت حناجرهم .... بربــّكم : كيف لشجرة ذبلت جذورها ويبست وذوت أن تمدّ فروعها بالماء والغذاء والخضرة والحياة ؟؟؟ وأضداد اجتمعت لمصالح ضيقة تحت مسميات وهمية ،، بينما وظف بعضهم دين الله للوصول إلى مآرب دنيوية تحت مظلة الكنيست ،، وآخرون قبضوا بضع آلاف من الشواقل ثمناً لأصوات عائلاتهم ...... فلم يعد غريباً عليك أن تمر من جانب بيت أحدهم وقد علق لافتة كبيرة لحزب ما ،، بحجم الألم الذي ينخر عظامنا ،، وهو الذي لا يعرف حتى أسماء المرشحين لذلك الحزب !!!..... فما التفسير لمشهد كهذا إلا امتلاء جيب الرجل برزم حمراء أو خضراء في زمن عزّ فيه الشيكل والدولار ؟؟؟ لأكثر من شهر شغلونا بقضية النائب حنين زعبي وشطب ترشحها ،، رغم أنها قضية محسومة أصلاً ،، وما هي إلا تمثيلية أخرجت جيداً وأعد لها بمهارة خارقة ،، وقام حزب التجمع بأداء أدوارها ببراعة منقطعة النظير لكسب تعاطف الجماهير وحصد أكبر كم من الأصوات ،، وكأن الزعبي بسفرها على متن سفينة الحرية قد حررت القدس والأقصى وحيفا ويافا وعكا ....... ولسنوات طوال لا زالت الجبهة تجتر شعارات بالية مهترئة نخر فيها السوس وتغوطها الدود ،، تنضح وجوهنا بالمساواة والنضال صباح مساء ،، ولا نرى طيفاً لكفاح ،، أو أثراً لجراح .....
ما لمسناه فقط اعتلاء ذات الوجوه منصة الكنيست كل فترة وفترة ،، ونجاح أعضاء من أبناء العمومة على حساب الصوت العربي .... وإنني أتحدى كل مــَن ينتمي لحزب الجبهة ويؤيدها أن يثبت لي ويقنعني بكسب صوت يهودي واحد لصالح هذا الحزب !!!! أما عن تحالف الطيبي والحركة الإسلامية وتيار الصانع وورثته فحدّث ولا حرج ....
من المؤسف حقاً أن تطالعنا الصحف والمواقع الألكترونية بأن فلاناً وعلاناً سيخسر الحزب لصالحهما مبالغ طائلة كل شهر إذا لم ينجحا في الإنتخابات !!!!!!!!!!!!يا الله !!!!!.....أبعد هذا يحق لأحد أن يتبجحَ ويفتح فاه ليقول أن المسألة هي مسألة ضمير وخدمة ونضال ومش عارف شو ،،، وانها ليست لتعبئة الجيوب ونفخ الكروش ؟؟؟ قبل أيام أجرت إحدى القنوات الإسرائيلية لقاء مع الطيبي في أحد المطاعم العربية في وسط البلاد ....
وبغض النظر عن مضمون اللقاء ـــ الذي لا يختلف عن غيره بعرض عضلات زائفة وتنميق كلام ـــ فإن ما لفت نظري هو كمية وجودة الطعام الذي قــُدّمَ لهما .... حتى أن الصحافي لفت انتباه النادل بأنهما اثنان فقط ...!!.. وهمس للطيبي : هناك فقراء كثيرون ينظرون إلينا !!... ولكي يتفادى الطيبي الإحراج الذي سببه له محاوره ،، تملص من الإجابة بما معناه : تعمليش فيها بطل ،، ما هي قنواتكم بتبث أكلات شبيهة على مدار أربع وعشرين ساعة !!!.... كان هذا ردّ ممثل الجماهير الذي رمى في النفايات أكثر مما أكل ،، في زمن تبيت فيه عائلات مستورة دون عشاء !!!!! مائة وعشرون ألف شيكل ستدخل جيبَ الصانع شهرياً إذا لم يدخل الكنيست وهو في المكان الخامس بينما الثالث غير مضمون !!!ونصف هذا المبلغ سيحصل عليه كنعان إذا فشل أيضاً .... أي بعملية حسابية بسيطة : مائة وثمانون ألف شسكل شهرياً ،، ما يعادل خمسة وأربعون ضعفاً لدخل عامل بسيط مغلوب على أمره ،، وجلّ أفراد مجتمعنا بسطاء مغلوب على أمرهم !!!!!!!وقد حاول الصانع الإنضمام إلى التجمع ،، ولمــّا لم ينل مكاناً يرضيه ،، عاد هرولة إلى أحضان الأم التي لفظته عن المقدمة .... فعن أيــّـة مبادئ تـتحدثون ؟؟؟لو كان دخل عضو الكنيست أربعة آلاف شيكل شهرياً ،، هل سيكون هذا التكالب على هذا المنصب من اجل خدمة الجماهير ؟؟؟ وأنا والله لا أستغرب من تصرف هؤلاء ،، إنما استغرابي وعجبي من انقضاض الناس على الصناديق يوم الإنتخابات ،، وكأنها جنة عدن يتسابقون إليها !!!!!،، وتراهم يختلفون فيما بينهم ،، هذا يؤيد الحزب المناضل وذاك يؤيد الحزب المكافح المنافح ،، ورحم الله شوقي إذا يقول : إلامَ الخلف بينكم إلاما ـــــ وهذي الضجة الكبرى علاما ؟؟؟وفيما يكيد بعضكم لبعض ـــــ وتخفون العداوة والخصاما ؟؟؟ ويأتيك متحذلق متفلسف لينهب صوتك بمقولة بالية : إذا بتصوتش لحزب عربي بروح صوتك للاحزاب الصهيونية !!!ما يروح يا سيدي ،، وإنت مال أمك إنت على رأي الممثل المصري محمد سعد !!.....
المهم أن يكون ضميري مرتاحاً بموقفي المعارض لدعم أي مرشح ينوي دخول الكنيست !!.... أمــّا السؤال الذي يطرح نفسه : لماذا الكنيست ؟؟؟سأدع الإجابة عن هذا السؤال لمرشحة حزب التجمع هبه يزبك ،،فمن فمك أدينك ،، وشاهد من أهلها أقوى دليلاً وأسطع برهاناً .....قالت ضمن كلمة لها في مجد الكروم : إمكانيات عملنا في الكنيست محدودة جداً ،، وقدرتنا على تمرير القوانين كذلك محدودة جداً ...!!فلمذا أنتم هناك إذن ؟؟؟ثم أجابت عن ذلك بشكل غير مباشر : تحصين مكان للنساء ،، وتغيير المشهد السياسي العام بوضع النساء في الواجهة وفي المقدمة ،، ليقدن المظاهرات وليتصدرن المهرجانات ..... ثم تكرر كلمة النساء النساء النساء ،، وكأن شغلنا الشاغل هو النساء ،، وقضيتنا الأساسية هي المرأة !!... وأن يكون عندنا عضو كنيست هو نضال طويل ،، لأن السقف الأعلى لطموحنا هو أن يكون عندنا عضو كنيست أنثى !!!!يا عيني على هيك نضال ،، ويا عيني على هيك طموح !!!يذكرني هذا بنضال وطموح عباس وزمرته والملك عبد الله وحاشيته والمرحوم مبارك وعائلته بالسلام الدائم والعادل والشامل !!!
ارحمونا الله يرحمكم .............