يوم  آخر نترافق وإياكم أصدقائنا الأوفياء ، عسى أن يكون جميلا ، ممتعا ، ومفيدا ....

ذات يوم ، وبينما كان الأب يقوم بتلميع سيارته الجديدة ، فوجئ بابنه ذي الست سنوات يلتقط حجرا ويقوم بعمل خدوش على جانب السيارة !! وفي قمة غضبه ، إذا بالأب يأخذ بيد ابنه ويضربه عليها عدة مرات ، بدون أن يشعر انه كان يستخدم " مفتاحا انجليزيا " ( يستخدمه عادة السباكون في فك وربط المواسير ) ويبدو أن الأب كان في فورة غضب شديدة على سيارته الجديدة التي كلفته آلاف الدولارات ، لهذا كانت الضربات قاسية وقوية ، مما أدى إلى بتر أصابع الابن .

في المستشفى كان الأب في غاية الألم ، وكان الابن يسأل الأب دائما : متى سوف تنموا أصابعي ثانية يا أبي ؟ هذا السؤال كان كافيا لتمزيق قلب الأب كل يوم فيحترق حسرة وندما .

ترك الأب المستشفى عائدا للبيت وتوجه إلى السيارة وبدأ يركلها عدة مرات . وعند جلوسه على الأرض ، نظر إلى الخدوش التي أحدثها الابن فوجده قد كتب : أنا احبك يا أبي !!! !!!

إذا هي ثورة الغضب وشحنة الغيض التي تسيطر علينا وعند رؤيتنا لايما  أمر قد يقهرنا أو يمس بنا ، فيجعلنا مندفعين نحو الهدف الذي سبب لنا كل هذا الكم من الغضب والقهر، متناسين ما نفعله ، فكم من اندفاعه في غير موضعها أورثت حزنا طويلا .....

أعزائنا الأصدقاء إن الغاضب منا وعندما يسيطر عليه الحنق والأسى ، لما قد حصل معه ، يسمح لغضبه في أن يسيطر عليه سيطرة كاملة ، فيرحب به إبليس ليستغل الفرصة ويوسوس له مشجعا إياه على المزيد والمزيد من الألفاظ والشتائم ، وان كان وفي قصتنا هذه ولعلها المؤلمة جدا  قد رأينا الضرب وهو أصعب الأمور وأخطرها .

وبالتالي أصدقائنا  الأعزاء لما لا نعطي أنفسنا فرصة لنهدأ قبل أن نتخذ قرار نندم عليه مدى الحياة فهذا سيجعلنا نفكر بالعواقب قبل حدوثها ...!!!

لما لا نفكر وبعد كل حالة غضب تواجهنا أن نحاول العد للعشرة ... واحد ... اثنان ... ثلاثة ... أربعة ... خمسة ... سته ... سبعة ... ثمانية ... تسعة ... عشرة . هكذا وبكل هدوء وروية وصدقوني ستكونون بعدها بأحسن حال واهدأ بال ، وهذا لأنكم قد أعطيتم لأنفسكم فرصة التفكير والهدوء.

فقبل أن يتحول  فائض الغضب  لديك إلى بركان يقذف كل من حولك ، تذكر أن ما هذه الغمامة السوداء والتي قد أعمت عيناك ، مآلها إلى الزوال وسيبقى هنالك الأثر المر الذي سيرافقك طوال حياتك .

 

جورج سلمان

محرر موقع عبلين أون لاين