كيف هو حالكم ... وما هي أخباركم .... هل من جديد؟ ... أم هو القديم بطبعه .... !! يسعدنا أن يكون الجديد السعيد .فكم هو جميل أن يعيش الإنسان بين حين وآخر في جو جديد , أو وضع فريد , كالتعرف على أشخاص جدد , أو مزاولة هواية أو عمل جديد ، أو الذهاب لمكان محبب على قلبك ، كالبحر مثلا !!....فالإنسان بطبعه الفطري يحب التجديد والتغيير .

أما ألان أصدقائي الأعزاء ، أريد منكم أن تتصوروا معي وضعا جديد قائما وكأنه موجود .....( انسوا أين انتم موجودون ، وفيما تحدقون ) تخيلوا فحسب ... أنت تقف ألان أمام المحيط "اختاروا أي مكان تحبوه في هذا العالم  ، الكاريبي ، الأطلسي , الهادي ".........تقف على شاطئ الرمل , عاري القدمين , والأمواج تعصف وتلطم قدماك .... ملابسك خفيفة, حيث انك لا تشعر بجسدك ... وفي هذا الجو كله تتسلل إليك رائحة المحيط  عبر جزيئاته التي تملئ المكان، فتعشش في حنايا انفك .... ويتملكك عبق المكان فيؤثر فيك ......... إلى الآن والجميع يتخيل ... أتمنى ذلك ....

هدوء يعم المكان وراحة تستوطن قلبك ,عقلك وفكرك ... لا شيء هنالك سوا  أصوات تلاطم الأمواج الهائجة والمائجة  .....

فما هي الخطوة الأولى القادمة , والمتوقعة منك !!! ما هو الأمر الذي ستقوم فيه؟؟ما هو الشيء المنتظر إذا؟؟ هل سيكون  الهدوء طبعك والاسترخاء ملاذك والتأمل صنيعك ، كوضعك  القائم الآن ....!!!! أم ستكون هنالك هيئة جديدة  على نحو آخر كالتالي مثلا :

اللوم , والعتب , والمحاسبة ....حيث انك  ستشتم ,وتلعن, وتسب وتستهزئ ......!!!!

هل هي فرصة سانحة للصراخ والعويل والبكاء  ، فتخرج الطاقة التي بداخلك.....!!!!

هل هو الحديث الروتيني المعتاد , والذي يدور بينك وبين أي شخص آخر .....!!!!

أم ستكون الابتسامة الواسعة , من ثم الضحك وحتى القهقهة ............!!

هل ستبدأ بانتقاء الأحجار الصغيرة وحتى الكبيرة ! لترميها في مياه البحر التي تملئ المكان .....!!

هل ستبدأ بالغناء وترنيم الأغاني .... وما هو نوع تلك الأغاني .......!!!

أم ستأخذ بك الذكريات إلى الماضي البعيد ، فتعيش أيامها الجميلة وذكرياتها الحميمة ....!!

او ستخلع ملابسك مباشرة وتقفز إلى مياهه ....!!

أصدقائي الأوفياء ثقوا تماما انه لن يسألكم  (البحر )عن سبب حزنكم وفرحكم  ، كما انه لن يضيره لعنكم وشتمكم ، ولا حتى هدوئكم وتأملكم .... هو سيجمع ذلك كله فيه .... ولن يحتاج إليكم ، هو الذي يملك السحر في جذبكم , يكفيه أمواجه التي كلما حاول احتضانها ابتعدت عنه بعيده ؟ يكفيه مكوثك الدائم في أعماقه دون أن يضجر منك ؟ يكفيه لومك الدائم له بالغدار الغامض !! فهو الذي يعطيكم فرصة لاستخراج ما في مكنونكم ، والتي تخجلون أو تخافون أو حتى تهابون في قولها لأحد  آخر ؟؟ لذا فهو كاتم أسراركم , مفرج همومكم , صديقكم البعيد أن رغبتم !! فلما لا تقومون بزيارته ، وتتفقدوه بين كل حين وآخر ، لما لا تسألوا عنه ، وتستفسروا عن أخباره ؟ فهو الكبير , الواسع , الشاسع , الجذاب , والغامض ....

فعندما ........

تشعر بالظلم وتعجز عن الانتظار اذهب إليه

عندما تضطر إلى تغيير مبادئك لتساير الحياة قم باستشارته

عندما تنحني أمام العاصفة كي لا تقتلعك هو سيأخذ دور المعلم لك لأنه حريص على البقاء

عندما ترى الأشياء من حولك تتلوث وأنت تتألم بصمت ، انظر لزرقته وشفافيته

عندما تفتح عينيك على واقع مرير لا تريده اشتكي له

عندما تحن إلى الماضي الذي لا يعود قم إليه

عندما تنادي بصوت عالي مرتفع فلا يجيبك احد اقذف بأعماقه كل ما تريد فسيتحملك

عندها ستشعر بقليل من الهدوء ، الطمأنينة والراحة  ، فلقد أفرغت ما في عقلك وفكرك وشعورك ... فعد إلى الواقع من جديد وأملئ ما كان فارغا بأمور جميلة ، سعيدة واهم من كل ذلك جديدة ....

 

جورج سلمان

محرر موقع عبلين أون لاين