ها نحن نعود إليكم في لقاء متجدد نعيش لحظاته سويا كما تعودنا دائما .

إذا هو يوم جديد يطل علينا بساعاته الجديدة ولحظاته المقررة لنا والتي لا نعلم كنهها ، إلا رب البشر وبالتالي هو يوم مكتوب علينا عيشه أحببنا ذلك أم لم نحب ... وظني أن جميعنا موافق على أن يعيش يومه !!!؟

إذا هو التزام قمنا بإبرامه بين طرفين ، أما الأول فهو معروف ، نحن ... أنا وأنت وهو ، وأما الطرف الآخر فهو خالق البشر ، خالقنا ومحضرنا لهذه الدنيا .

وهو أن نعيش يومنا بكل فرحه وحزنه وبكل مغامراته ، وان نعمل ونكد ونسعى فيه ، لاستجلاب قوت عيشنا ، فهكذا صممت الحياة وهكذا بنيت .

إلى هنا ... كلام جميل وواقعي ، يدخل العقل والمنطق .....

أصدقائنا ماذا لو ألغينا هذا الاتفاق ، بمعنى أن نقطعه ولا نلتزم فيه !!! ماذا لو قررنا إلغاء أيامنا القادمة ..؟؟!!

بكلام واضح وعبارات صريحة ... ماذا لو وضعنا حد لهذه الأيام ..؟؟؟ ماذا لو قررنا وضع ذلك الحبل الغليظ حول رقبتنا ..؟؟؟

انه الحمق بعينه ، وانه الجنون المطبق ، انه الهذيان الشنيع ... قولوا ما شئتم ، لكن هل ينكر أحدكم أن هذه الظاهرة باتت واضحة وضوح الشمس وخصوصا في مجتمعنا العربي وبالتحديد في أواسط الشباب ، وطبعا الأسباب عديدة وكثيرة  :

* البيئة الاجتماعية .

* اضطرابات نفسيه .

* صفات شخصية " خلقية "

* تجارب قاسية ... وغيرها العديد ....

نعم إننا قمنا بذكر الأسباب ،لكن اوتفكر يا من تسول لك نفسك بالقيام بهذا الأمر انك إن ملكت جسدك وحياتك يحق لك أن تفعل بها ما تشاء ... اعذرني لكنك مخطئ ... وأي خطأ هذا .

ألا تعلم يا هذا أن مالك روحك وقلبك هو نفسه من أحضرك لهذه الدنيا ، ألا تعلم أن بيديه هو فقط  إخراجك منها  ، ألا تعلم انه هو القابض وهو الباسط .

فحاول أن تفكر معي إن كنت حقا إنسان كاملا " فلا أظن أن من يقدم على هذا الفعل هو إنسان عادي " أقول فكر إن أردت أن تعتدي على إنسان ما ، وبدأت ترسم الخطط وتحدد السبل ، وكان لك ما أردت " لا سمح الله " هل ستعيش حياتك الاعتيادية هكذا أم انك ستحاكم وتأخذ جزائك ، نحن نتكلم فيما لو حصل ذلك في الحياة الدنيا ، وبفعلك أنت في غيرك ، فماذا لو فعلت ذات الأمر بنفسك سيكون الأمر نفسه بفارق أن محاكمتك ونصيبك من الجزاء سينتظرك في الحياة الآخرة .

فما عملية ذلك الشاب الألماني الذي قتل عشرة أشخاص وأكثر من أصدقائه الطلاب عنا ببعيدة إذ ختم الجريمة بقتل نفسه .

فالدراسات عديدة والنتائج كثيرة حول هذا الموضوع ، فمنها من يشير أن الانتحار يشكل عشرة بالمائة من أسباب الوفيات بين سن العشرين والرابعة والعشرين ، وانه المسبب الثاني للوفيات بعد حوادث السير ، كما أن نسبته باتت بتصاعد وخصوصا في المجتمعات الغربية .

فلا يوجد سبب مقنع أيا كان يوجب الانتحار مهما حصل معك حتما  هنالك دائما حلول  فأريد أن أقص عليكم قصة قصيرة في هذا الخصوص ،  إذ  كان  هنالك رجل قد باع كل ما يملك واخذ ما جمعه فأشترى به أرضا في غرب أمريكا طمع أن تكون له أرضا خصبة يستثمرها بزراعتها ، ويجمع المال من ثمرتها ، فلما بلغها رآها مملوءة بالحيات والثعابين ، كلما قتل واحدا منها رأى عشرة ، فكاد يفقد عقله من هول الصدمة ، ويهيم على وجهه مجنونا أو يعلق حبلا في شجرة فيشنق نفسه ثم قعد يفكر فرأى أن هذه النقمة يمكن أن تنقلب إلى نعمة لان ما في الدنيا شيء إلا وفيه بعض النفع ، فهداه الله بتفكيره إلى أن يجعل الأرض لتربية الحيات والأفاعي ، يبيع منها لهواة تربية الأفاعي ، وجاء بخبراء يأ خذون جلودها لتصنع منها الحقائب والأحذية للنساء ويستخرجون سمها ليكون منها ترياق فيه الدواء بعد أن كان منه الداء فاغتنى من ذلك ولولا هذا التفكير لانتحر .

أصدقائنا  إن المؤمن لا ينتحر أبدا ولا ييأس أبدا لأنه يعلم أنها مهما سدت من حوله الطرق وتعذر عليه المسير وحاقت به الشدائد ، فان طريق السماء لا يغلق أبدا وان سدت الأبواب كلها ، فأن باب الله مفتوح دائما فمدوا أيديكم إذا ضاقت بكم أبواب الرزق أو حاقت بكم المصائب فقولوا " يا رب  " .

فاللهم أبعدنا عنه وجنبنا إياه.