نشرت الصحافة البريطانية في الأيام الأخيرة مكتوبا حكوميا سريا يكشف أن التطعيم الجديد ضد انفلونزا الخنازير قد يكون متعلقا بمتلازمة جيليان بارا(Guillain-Barré syndrome - GBS) –

وهي متلازمة عصبية صعبة قد تؤدي الى ضعف في العضلات، تشويشات بالشعور، وقد تؤدي الى الشلل وحتى في حالات شاذة الموت.
وكانت البروفيسور اليزابيث ميلر، رئيسة قسم التطعيم في وكالة صحة الجمهور البريطانية، قد أرسلت المكتوب الى ما يقارب 600 أخصائيو أعصاب كبار في بريطانيا في نهاية شهر تموز الماضي. وطالبتهم ميلر في مكتوبها أن يتخذوا حذرهم من التطعيم وأن يعوا ويدركوا امكانية مضاعفة الخطر للاصابة في المتلازمة بسبب التطعيم.
وتطرقت ميلر لتطعيم كان قد منح في العام 1976 لمحاربة وباء انفلونزا الخنازير التي تفشت في تلك السنة، والذي تم الغاء استخدامه عشرة أسابيع بعد ان بدأ استخدامه كتطعيم جماعي، وذلك لأنه تبرر أن عدد كبير من الناس ماتوا من التطعيم نفسه وليس الانفلونزا.
ويظهر من المكتوب الذي أرسلته ان التطعيم نفسه تسبب بمرض وموت مباشر لـ25 شخصا، بسبب الوباء الذي انتشر في العام 1976 والذي تسبب أيضا على يد فيروس H1N1 وهو الذي يسبب انفلونزا الخنازير، ولكن ربما صنف مختلف قليلا. في حينه كان الرئيس الأمريكي جرالد فورد قد أوصى بتطعيم السكان بشكل جماعي، وذلك ايمانا منه أن صنف الانفلونزا الذي انتشر كان مماثلا لذلك الذي تسبب بمقتل نصف مليون أمريكي و20 مليون شخص في انحاء العالم كله في العام 1919 و 1918. وقد حصل على التطعيم ما لا يقل عن 40 مليون أمريكي، والذين توفي منهم قرابة 25 شخصا بسبب خلل تنفسي، في حين أصيب أكثر من 500 شخص منهم بمتلازمة جيليان بارا.
ورغم أن الصنف الحالي من فيروس H1N1 يختلف عن الذي كان في العام 1976، الا أنه يعتقد المختصون أن القلق ما زال موجودا فيما لو عاد السيناريو ذاته مرة أخرى. وأكدت بروفيسور ميلر في مكتوبها أن "التطعيم الذي استخدم في العام 1976 اظهر انه يوجد علاقة بينه وبين متلازمة جيليان بارا وتم منع استخدامه".