• البداية:

بداية الأول من أيار في شيكاغو، المدينة الصناعية في الولايات المتحدة.
في الأول من أيار 1887 تظاهر عمال شيكاغو من اجل يوم عمل من ثماني ساعات وتحسين ظروف العمل المذلة. وفي خروجهم إلى الشوارع فرقتهم الشرطة بالقوة. احد المتظاهرين خلع قميصه الذي تغطى باللون الأحمر بسبب دماء أصحابه النازفة ورفعه عاليا كراية ومنذ ذلك الوقت أصبح رمزًا كعلم احمر – علم الكفاح من اجل حقوق العمال والعدالة الاجتماعية.
وبعد سنتين من هذا الحدث في 1889، قرر الكونغرس العالمي لتجديد الاشتراكية الدولية الذي عقد في باريس وحدد الأول من أيار – كيوم مظاهرة للعمال في جميع أنحاء العالم.
في الأول من أيار 1890 تظاهر حوالي مليون عامل في باريس، هذه المظاهرة فُرقت بالقوة على يد وحدة جيش الخيالة، بينما حاول المتظاهرون تقديم طلباتهم للبرلمان.
في 1921 أعلنت الهستدروت  بشكل رسمي عن الأول من أيار كعيد للعمال والذي يجب إحياؤه كل سنة.

*ما هو سر قوة الأول من أيار؟*

لماذا ملايين العمال يعودون ويتظاهرون في كل القارات بمناسبة الأول من أيار؟
لأن هذا اليوم يحوي في داخله في كل مكان النضال من اجل حقوق العمال، ضد البطالة، ومن اجل اجر معقول ومساواة حقيقية. العيد يشمل كل النضالات الاجتماعية في العالم والتضامن بين العمال، والرغبة للعيش في سلام. والطلب لمساواة بدون تمييز ديني، عرقي وقومي والذي منه تتولد الفكرة لحل نزاعات قومية بطرق سلمية. شجب القومية والعنصرية التي تفرق بين العمال وتمنع توحيد النضال أمام المستغلين وأصحاب رؤوس الأموال.
ومنذ ولادته عمل المشغِّلون والحكومات للمس بأفكار ورموز الأول من أيار.
في إسرائيل حاولوا أيضا منع يوم العطلة وفي السنوات الأخيرة الهستدروت لا تواصل تنظيم التظاهرات في ساحات المدن ولإبراز المطالب المستجدة المطلوبة للعمال وبذلك فهي تساعد جمهور المشغِّلين على إضعاف قوة النقابات  المهنية، ولمنع إقامة تنظيمات للعمال وإلغاء الاتفاقات الجماعية.

*هل هذا ما زال ذا شأن؟

الناس يتساءلون وبصدق: هل هناك أهمية للأول من أيار. وما الحاجة بالنقابات المهنية والهستدروت؟ ومن اجل إقناع العمال أن شعارات الأول من أيار ليست بذات شأن  في إسرائيل، تحاول الحكومة والمشغلون بيع القصة التي تتردد على الألسن وكأن عهد النضالات قد انتهى وأننا نعيش في مرحلة تقليص الفجوات وتحسين مستوى الحياة.
ولأن الجماهير لم تعد تقتنع بهذه القصة تشهد المظاهرات الجماهيرية التي تطالب بعدالة اجتماعية والتي جرت في الصيف الماضي.
ويجب الإضافة والتوضيح كم هي الحاجة إلى وجود لجان قوية وهستدروت مكافحة.
الهستدروت يجب عليها ان تكون هي المبادرة لتنظيم العمال في نقابات مهنية، تدافع عن العمال الضعفاء والذين هم غير منظمين. وتدافع عنهم أمام اتفاقات شخصية، عمل مقاولة ومكاتب عمل خاصة.
الهستدروت يجب عليها الوقوف إلى جانب النضال ضد الفصل وإغلاق مصانع، ضد البطالة واستغلال عمال أجانب.
ومع هذا كنقابة مهنية يجب عليها ان تثقف لقيم اجتماعية وطبقية، وإعطاء ردود في المواضيع الساخنة والتي تقف في الجدول اليومي للمجتمع الإسرائيلي:
احتلال أو سلام. اغناء القليلين أو رفاهية الأكثرية، مساواة المرأة بالفعل وليس مجرد الكلام، ضد تمييز الجماهير العربية، وضد الإكراه الديني.
الهستدروت يجب عليها الالتزام بموضوع السلام والتعبير عن رغبة أعضائها اليهود والعرب من اجل اقتلاع الاحتلال وللوصول إلى اتفاق عادل.
وكحركة اجتماعية عليها ان تكون ناشطة في الدفاع عن حقوق  الشبيبة، ومكافحة العنف والمخدرات. وللدفاع عن المتقاعدين وكل المظلومين في المجتمع الإسرائيلي.

* لتلخيص سنة 2011 – الأول من أيار حتى 2012*

بدون شك ان الحدث الأبرز هو الاحتجاج الاجتماعي في الصيف الأخير. عندما مئات آلاف الأشخاص خرجوا إلى الشوارع للمطالبة بعدالة اجتماعية.
ومع ذلك من المهم تأكيد فشل الهستدروت بقيادة عوفر عيني.
وحتى في الإعلانات عن نضال اجتماعي قطري – اكتفت الهستدروت باجتماع لجان في حديقة اللجنة التنفيذية.
ومن المؤسف الحقيقة انه في نضالات كثيرة كبحت عمليا قيادة الهستدروت العمال، كما هو الحال مع العمال الاجتماعيين، وفي نضال عمال المقاولة، برز بشكل خاص نضال عمال "حيفا خيميكاليم" ضد الغبن للجيل الثاني، النضال الذي جرى بواسطة "قوة للعمال" والهستدروت وقفت جانبًا. ومعروفون عمال القطارات الذين ناضلوا ضد الخصخصة وكُبحوا في الحال بالتوجه إلى محكمة العمل.
وفي الآونة الأخيرة تحولت محكمة العمل وفي أحسن الحالات إلى وسيط، ولكنها عمليًا هي الكابح لإضرابات العمال التي صودق عليها من قبل العمال أنفسهم أو من قبل ممثليهم.
لمناسبة الانتخابات للهستدروت يجب ان لا ننسى ان عيني حولها إلى كابح وليس لرائد، وخاصة في هذه الفترة التي كانت بحاجة إلى قيادة أخرى التي تساند وتعطي نفَسا لنضالات العمال الذين يدافعون عن حقوقهم. سياسة عيني كانت إعطاء الدعم لسياسة الخصخصة ولإيجاد "سلام بيتي" الذي يمكّن الحكومة والمستغلين لبيع الموارد الطبيعية للبلاد والمصانع العامة لحيتان المال ولأصحاب أموال محليين وأجانب.
وعلى أهمية الخصخصة يمكن الاستفادة من وثيقة معهد فان – لير الذي كُتب في 2011 بواسطة أمير بازفوكس والعاد ليشم. ومذكور هناك جملة من الخصخصات في الشركات الحكومية:
الصناعات الجوية – بنك لئومي – شركة بنك البريد – قطار إسرائيل – ميناء ايلات – روابط المياه والصرف الصحي وغيرها.
وتقف بالدور الآن كذلك الخصخصات لمؤسسات في الجهازين الصحي والتعليم.
في خدمات العمل والرفاه هناك خصخصة للعمال الاجتماعيين، ملاجئ النساء ضحايا العنف والخدمة لتأهيل الأسير.
في الجهاز القضائي يدور الكلام عن إلزام التحكيم. وهناك برنامج خصخصة لمديرية أراضي إسرائيل وجمعيات حماية الطبيعة والحدائق الوطنية، المراقبة على تنقيبات الغاز والنفط، خصخصة تحلية المياه وغيرها..
وعمليا بيع بالجملة لإسرائيل لأصحاب رؤوس الأموال. من المفهوم ان سياسة الخصخصة تهدف للمس بالعمل المنظم والهجوم على اللجان الكبيرة والتي بقي منها القليل. يجب التذكير بالأهمية الكبيرة لها في الاتفاقات الجماعية والتي كنتيجة لانجازاتها يسعد عمال في أماكن صغيرة. وهذا هو السبب ان بيبي نتنياهو و "" على أنواعهم يديرون تحريضًا ضد اللجان الكبيرة والقوية التي تناضل من اجل المحافظة على الموجود ولزيادة الأجر وتحسين ظروف العمل للآخرين.
وهذا ما يجب تذكره والتذكير به خلال كل أيام السنة وخاصة في الأول من أيار 2012 يوم الوحدة والنضال لجميع عمال إسرائيل.
يوجد في إسرائيل تقليد طويل للاحتفال بالأول من أيار. ولا يوجد أي سبب للتوقف عن ذلك، بل بالعكس هذا اليوم ضروري جدًا حيث ان العمال في إسرائيل عليهم ان يتكاتفوا في الدفاع عن حقوقهم للعمل في نطاق اتفاق جماعي، ولانتخاب لجنة عمال ولإدارة نضالات وإضرابات.
الأول من أيار كان وما زال يوم كفاح من اجل الحقوق التي لم تُعط للعمال بسبب طيبة قلب الحكومات والمشغِّلين، وإنما أنجزت من خلال نضال مثابر لعدالة اجتماعية، للمساواة والسلام.

نقلا عن الجبهه