يوم السبت الموافق
18/05/2024
الصفحة الرئيسية اجعلنا صفحة البداية اضفنا للمفضلة





























2009-07-19 04:00:00
الاسراء والمعراج .. رحلة بالجسد والروح
في شهر رجب من كل عام يحتفل المسلمون بذكرى الإسراء والمعراج، والتى عندما نحتفل بها أو بغيرها من المناسبات المختلفة بسيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم إنما يكون ذلك للعبرة والتأسي وأخذ الدروس المستفادة وإنزالها منزل التنفيذ في حياتنا العملية.
وفى هذه المناسبة نرى العديد من المعجزات التى أعطاها الله لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم فالإسراء وهو إنتقاله من مكة المكرمة الى بيت المقدس وثم عروجه الى الملأ الأعلى ووصوله الى الجنة، كل ذلك كان لهدف واحد وهو تكريم النبي وإطلاعه على عجائب خلق الله وليس المقصود منه الوصول الى مكان ينتهي فيه وجود الله تعالى لأن الله تعالى لايوصف بالمكان والجهة كما هو شأن المخلوقات .
قال تعالى:"سُبْحَانَ الذي أسرى بِعَبْدِهِ ليلاً من المسجدِ الحرامِ إلى المسجِد الأقصى الذي باركنا حَولَهُ لِنُرِيَهُ من ءاياتِنَا إنّهُ هوَ السميع البصير" (سورة الإسراء /1 )، فلاشك ان معجزة الإسراء ثابتةٌ بنص القرءان والحديث الصحيح ، فيجب الإيمان بأن الله أسرى بالنبي ليلاً من مكة المكرمة إلى المسجد الأقصى ، وقد أجمع أهل الحق من سلف وخلف ومحدثين ومتكلمين ومفسرين وعلماء وفقهاء على أنّ الإسراء كان بالجسد والروح .

 
 
يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين
  

يقول الدكتور يوسف القرضاوى رئيس اتحاد العلماء المسلمين: الإسراء تلك الرحلة الأرضية التي هيأها الله لرسوله صلى الله عليه وسلم من مكة إلى القدس، من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، بينما المعراج رحلة من الأرض إلى السماء، من القدس إلى السموات العلا، إلى مستوى لم يصل إليه بشر من قبل إلى سدرة المنتهى.
هاتان الرحلتان كانتا محطة مهمة في حياة النبى صلوات الله عليه وفي مسيرة دعوته في مكة، بعد أن قاسى ما قاسى وقال: لعلي أجد أرضًا أخصب من هذه الأرض عند ثقيف، عند أهل الطائف، فوجد منهم ما لا تُحمد عقباه، ردوه أسوأ رد، سلطوا عليه عبيدهم وسفهاءهم وصبيانهم يرمونه بالحجارة حتى أدموا قدميه صلى الله عليه وسلم ،ومولاه زيد بن حارثة يدافع عنه ويحاول أن يتلقى عنه هذه الحجارة حتى شج عدة شجاج في رأسه.
فخرج عليه الصلاة والسلام دامي القدمين من الطائف ناجى ربه هذه المناجاة، وبعث الله إليه ملك الجبال يقول: إن شئت أطبق عليهم الجبلين، ولكنه صلى الله عليه وسلم أبى ذلك، وقال: إني لأرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله ولا يشرك به شيئاً، اللهم اهدِ قومي فإنهم لا يعلمون.
ثم هيأ الله تعالى لرسوله هذه الرحلة، الإسراء والمعراج، ليكون ذلك تسرية وتسلية له عما قاسى، تعويضاً عما أصابه ليعلمه الله عز وجل أنه إذا كان قد أعرض عنك أهل الأرض فقد أقبل عليك أهل السماء.
وقد ذهب جمهور الفقهاء ان الاسراء كان بالروح والجسد معا ،وفى ذلك قال فضيلة الشيخ عطية صقر رئيس لجنة الفتوى الأسبق بالأزهر-رحمه الله- : الإسراء مأخوذ من السُّرَى وهو المشْي اليلاً، وإسراء الله تعالى بالنبي محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ معناه انه نقل ليلاً من المسجد الحرام بمكة إلى المسجد الأقصى بالشام، وهو ثابت بالقرآن الكريم في قوله تعالى ( سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصا الذي باركْنا حوْله لنُريَه من آياتنا إنه هو السميع البصير )،كما وردت به الأحاديث الصحيحة.
والمعراج مأخوذ من العروج وهو الصعود إلى أعلى، وقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم عُرِج به من الأرض إلى السماء، وذلك بالأحاديث الصحيحة، أو بقوله تعالى ( ولقد رآه ) أي جبريل ( نَزْلةً أُخْرَى عِنْدَ سِدْرَةِ المُنْتَهَى عِنْدَهَا جَنَّةُ المَأْوَى إذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى مَا زَاغَ البَصَرُ وَمَا طَغَى لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى ) ( النجم: 13 ـ 18 ) .
ولأن الإسراء ثَبَت بالقرآن قال العلماء: إنَّ مُنْكره كافر؛ ولأن المعراج ثبت بالحديث الذي لم يبْلغ مَبْلغ التَّواتر، ولعدم الدِّلالة القطْعية عليه في آيات سورة النجم قالوا: إنَّ منْكره غير كافر بل هو فاسق .

 
 
عبد الصبور شاهين
  

َويؤكد الدكتور عبد الصبور شاهين عضو مجمع البحوث الإسلامية  ان الإسراء بالروح والجسد معًا لأن ذلك هو فعل الله سبحانه وليس فعل سيدنا محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ والعقل لا يستبعد ذلك على قدرة الله، فهو على كل شيء قدير، وليس هناك ما يمنع قبولَ الخَبَر الموثوق به في حصوله بالرُّوح والجسد معًا .

هذا، ومَن قال: إنَّ هذه الرحلة كانت بالروح فقط استند إلى قوله تعالى ( وما جعلْنا الرؤيا التي أريْناك إلا فتنةً للنَّاس ) ( الإسراء : 60 ) حيث قال: إن الرُّؤيا مصدر رأى الحُلْمِيَّة لا البصرية، فإن مصدر " رأى " البصرية هو رؤية. لكنْ أُجِيبَ على ذلك بأن الرؤيا والرؤية مصدران لرأى البصرية .

ويضيف: كما استدلَّ القائل بأن الإسراء كان بالرُّوح فقط بقول عائشة رضى الله عنها :ما فُقِدَ جسده الشريف، لكن رد هذا الحديث بأنه ليس ثابتا عنها؛ لأن سندَه فيه انقطاع ، وراوٍ مجهول، وقال ابن دحية: إنه موضوع .


تعليقات        (اضف تعليق)

* الاسم الكامل
البريد الالكتروني
الحماية
* كود الحماية
البلد
هام جدا ادارة الموقع تحتفظ لنفسها الحق لالغاء التعليق او حذف بعض الكلمات منه في حال كانت المشاركة غير اخلاقية ولا تتماشى مع شروط الاستعمال. نرجو منكم الحفاظ على مستوى مشاركة رفيع.
مسؤولية التعقيب تقع على عاتق المعقبين انفسهم فقط
يمنع ادخال اي مضامين فيها اي تجاوز على قانون منع القذف والتشهير او اي قانون آخر
فيديو عبلين |  اخبار عبلين |  دليل عبلين |  عن عبلين |  العاب اونلاين |  للنشر والاعلان |  من نحن |  اتصل بنا | 
Online Users
Copyright © ibillin.com 2007-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع عبلين اون لاين
Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com