اعلنت السلطات المصرية انها سترسل قوات خاصة الى السودان لتأمين خروج الجماهيرالمصرية بعد الاعتداء الذي تعرضوا له على يد  مشجعين جزائريين  بعد انتهاء المباراة الفاصلة التي أقيمت مساء الأربعاء لتحديد الفريق المتأهل لنهائيات كأس العالم.

 و أكد السفير المصري لدى الخرطوم عفيفي عبد الوهاب في وقت مبكر من صباح اليوم الخميس أنه جار إرسال قوات خاصة إلى السودان لتأمين خروج الجماهير المصرية من العاصمة السودانية بعدما تعرضوا لاعتداءات من قبل الجماهير الجزائرية عقب انتهاء المباراة.

وفي حديث لإذاعة "الشباب والرياضة" قال السفير المصري إن المشجعين المصريين تعرضوا لاعتداءات من جانب الجماهير الجزائرية بشارع "الجمهورية" ، مضيفا أن هناك بعض الإصابات بين الجماهير المصرية.

وأضاف أنه على اتصال دائم بكافة الجهات المعنية في الحكومة السودانية لحين وصول القوات الخاصة المصرية بعد اتصالات من الرئيس المصري حسنى مبارك لإبلاغ الرئاسة السودانية بسرعة التحرك للسيطرة على الموقف "المحتدم".

ومن جانبه ، اعلن  وزير الإعلام المصري أنس الفقي إنه تم إرسال سرب من الطائرات لإعادة المصريين من السودان.
وذكرت تقارير إعلامية مصرية أن العشرات أصيبوا بجراح نتيجة لهجمات من قبل ما يعتقد أنهم من المشجعين الجزائريين على المصريين في الخرطوم عقب مباراة كرة القدم التي جرت بين منتخبي الفريقين مساء أمس الأربعاء وانتهت بفوز الفريق الجزائري بهدف مقابل لاشيء وصعوده إلى نهائيات كأس العالم.

وكان الفقي هدد بإرسال قوات مصرية لحماية المصريين الموجودين حاليا في السودان لتشجيع فريق كرة القدم المصري لو فشل الأمن السودان في حمايتهم عقب "تأكيد الاعتداء" على عدد منهم.

وقال الفقي لبرنامج "القاهرة اليوم" الذي يذاع على فضائية أوربت في وقت مبكر من صباح اليوم الخميس إن هناك تنسيقا على أعلى مستوى وأن الرئيس حسنى مبارك نفسه يتابع الموقف بشكل دقيق وتم إجراء اتصالات بالكثير من الجهات الرسمية السودانية.

وأوضح الفقي أن مطار الخرطوم يضم حاليا سرب طائرات مصري مكون من 9 طائرات جاهزة للتحليق والعودة بالمصريين إلى بلدهم فورا ، ودعا جميع المصريين الموجودين هناك للبقاء في أماكنهم حتى وصول الأمن السوداني إليهم لتأمينهم.
 

منتخب مصر يعود لأرضه

وأعلن التليفزيون المصري عن عودة بعثة المنتخب المصري لكرة القدم فجر اليوم الخميس بسلامة الله إلى أرض الوطن على متن طائرة خاصة قادمة من العاصمة السودانية برفقة نجلا الرئيس المصري جمال مبارك وعلاء مبارك، بعد انتهاء المباراة.

كما وصلت أولى طائرات المشجعين الى ارض الوطن، وسوف يتوالي وصول باقي المشجعين بشكل مستمر، وذلك بعد إرسال سرب من الطائرات لنقل المشجعين المصريين من الخرطوم في أسرع وقت.

وجاء ذلك بعد ساعات طويلة من تعطل وصول ما يقرب من 10 ألاف مشجع مصري سافروا خلال اليومين الماضيين لمساندة فريقهم في مباراة الحسم في الخرطوم.

ونفت مصادر ومؤسسات رسمية مصرية، بينها وزيرا الإعلام والصحة، وقوع أي وفيات بين المصريين في السودان، في حين تحدثت تقارير عدة عن وفاة شخصين وإصابة عشرات بينهم فنانون ومثقفون وإعلاميون.

وفور وصولهم مطار القاهرة، عبر عدد من الفنانيين والاعلاميين المصريين الذين كانوا يشاركون منتخبهم الوطني عن حزنهم الشديد وغضبهم جراء الاعتداءات التي تعرضوا لها من مشجعي الجزائر.

وقال طارق يحيى المدير الفني للإنتاج الحربي إن هناك سوء تنظيم غير عادي من قبل السودانيين حيث كان الجزائريون يجلسون فى أماكنهم، في حين لم يتمكن عدد كبير من مشجعي مصر من الدخول لدرجة انه دخل بصعوبة للمشاركة، واكد طارق ان اختيار السودان لهذه المباراة كان غير موفق.

أما الاعلامي وائل الابراشي فقد عبر عن غضبه الشديد لما حدث للمشجعين المصريين فى السودان، مشيراً الى ان هناك مشجعين مصريين مازلوا فى الخرطوم داخل منازل اهالي سودانية، كما اشار فى الوقت نفسه الى ان المشجعين الجزائريين فور وصولهم الخرطوم اقبلوا على شراء سكاكين واسلحة حادة وسيوف من السوق وهذا دليل عى انهم كانوا ينوون الانتقام من الجماهير المصرية سواء كانوا غالبين او خاسرين، واوضح الابراشي أن الجزائرين استئجروا عددا من الاطفال السوادنيين فى مقابل إمدادهم بأماكن تواجد الجماهير المصرية وبالتالي الاشتباك معهم.

 وكانت شرطة الخرطوم أصدرت بيانا رسميا صباح أمس ذكرت فيه توقيف عدد كبير من المشجعين الجزائريين الذين حضروا الي السودان وكانوا يحملون أسلحة بيضاء (سكاكين وسيوف)‏,‏ حيث تم تجريدهم منها قبل ان يعاد اطلاق سراحهم‏.‏

ويذكر أن السكاكين والسيوف يتم بيعها في السودان داخل المحلات والأسواق العامة باعتبارها هدايا تذكارية ولكن بعض المشجعين المتعصبين يستغلون ذلك لاستخدامها في بعض أعمال الشغب‏,‏ وهذا ماجعل الشرطة السودانية تكثف من التواجد الأمني وتجريد المشجعين من أي أسلحة قد تتسبب في اصابة البعض عقب المباراة‏.‏

تأمين المصالح الجزائرية بمصر

وعلى الجانب الآخر،  عززت قوات الأمن المصرية في وقت مبكر من صباح اليوم من تواجدها المكثف على السفارة الجزائرية والمصالح الجزائرية فى مصر خاصة بعد الأنباء التى وردت من السودان حول "اعتداء" مشجعين جزائريين على المشجعين المصريين ووقوع العديد من الإصابات ، وتردد أن هناك قتيلا من المصريين بخلاف المصابين.

ونقلت صحيفة "القدس" الفلسطينية عن مصدر أمني مصري إن التوجيهات صدرت تحسبا لتحركات شعبية مصرية قد تضر بالمصالح الجزائرية فى مصر مثلما حدث من الجزائريين ضد المصالح المصرية فى الجزائر.

وقد تجمع عشرات من الشباب المصري فجر الخميس أمام مقر السفارة الجزائرية بالقاهرة منددين بالاعتداء على الجمهور المصري عقب المباراة .

وقال المصدر إن عدد من المشاركين في التجمع تجاوز 250 شخصا، لكن قوات أمن كثيفة تطوق المنطقة التي تقع فيها السفارة في حي الزمالك وقامت بتفريقهم وإبعادهم بعدما رددوا شعارات صاخبة بينها المطالبة بطرد السفير الجزائري والثأر للمصريين من كل الجزائريين المقيمين في مصر.