يوم الخميس الموافق
02/05/2024
الصفحة الرئيسية اجعلنا صفحة البداية اضفنا للمفضلة





























20/09/2013 - 10:45:20 am
الحُريّة قصّة للأطفال بقلم :زهير دعيم

               

كانت الفكرة فكرته، فقد أصرَّ فريد ابن التاسعة على أن يشتريَ له أبوه قفصًا ذهبيًا وفيه طائرا كَنار ، انّه يحبّ الكناري بلونه الأصفر المائل إلى الحُمرة وصوته العذب الرخيم ، فقد شاهده عند صديقه منير .

 كان ذلك منذ سنة ، ولكن فريدًا تغيّر في هذه الأيام كثيرًا ، فقد علّمته معلمة الصّفّ والتي يحبّها كثيرًا ، علّمته أنّ الطيور والعصافير خُلقت لتعيش حُرّة تنعم بالفضاء والحريّة والربيع الذي ملأ الأرجاء ، لا أن تُحبس في أقفاص.

   لقد فكّر فريد وفكّر ...كيف يمكن أن يحرّر هذين الطائرين الجميلين من الأسر ، صحيح أن والده دفع ثمنهما مبلغًا من المال ، ولكنّ الحريّة أغلى ثمنًا !!.

  احتار فريد هل يخبر امّه أم أباه بالأمر ، أم يتصرّف بنفسه ، وحكّ رأسه وضحك...

 وفي اليوم التالي عندما جاءت الأم لتطعم الكناريين ، تعجّبت حين لم ترَ الا كناريًا واحدًا.

  أين الثّاني تساءلت ، وتساءل الأب ، وتساءل حتّى فريد ، فباب القفص مقفَلٌ ولا أثر للريش بجانبه.

  وظلّ اللغز لغزًا ، رغم أن الوالدين نظرا إلى ولدهما نظرة فيها شيء من الشّكّ .

 مرّت الأيام والكناري يعيش الوحدة والحزن ، فأقترح الأب أن يشتري كناريًا آخر ، ولكنّ فريد حاول ان يمنع هذه الخطوة ، فاتفق  الجميع على التأجيل.

 اخذ فريد في عصر احد أيام الربيع المتأخرة القفص الذهبيّ والكناري في داخله، أخذه إلى الحديقة وعلّقه بغصن شجرة التوت ، وما هي إلا لحظات حتى هبط  الكناري الثاني على القفص ، وأخذ يزقزق ويشارك شريكه الغناء.

 نادى فريد والديه ، ونظر إليهما طويلا ، وكأنه يرجوهما شيئًا .

  ولم يخب ظنّه ورجاه ، فها هو الأب يقوم إلى باب  القفص الذهبيّ فيفتحه ، لينطلق الكناري الأسير إلى الخارج مسرعًا  ومزقزقًا وكأنه يقول : شكرًا ... شكرًا .

 وطار الكناريان بعيدًا، وطار معهما فريد إلى غرفته ليعود حاملاً من حصّالته مبلغاً من المال ، وعرضه على أبيه لقاء حريّة العصفورين ، ومعتذرا بأنه هو هو الذي حرّر الكناري الأول ، في خطوة لتحرير الثاني .

 ضحك الوالدان كثيرًا، ورفضا قبول المبلغ ، بل مدحاه على أخلاقه ومبادئه.

  ظلّ القفص الذهبيّ مُعلَّقًا بشجرة التوت ، مفتوح الباب ، عامرًا بالطعام ، يبيت فيه  الكناريان ليلا، ليطيرا صباحًا على أجنحة الحُريّة ، ليس قبل أن يُغرّدا أغنية الصّباح الجميلة على نافذة غرفة فريد.



تعليقات        (اضف تعليق)

* الاسم الكامل
البريد الالكتروني
الحماية
* كود الحماية
البلد
هام جدا ادارة الموقع تحتفظ لنفسها الحق لالغاء التعليق او حذف بعض الكلمات منه في حال كانت المشاركة غير اخلاقية ولا تتماشى مع شروط الاستعمال. نرجو منكم الحفاظ على مستوى مشاركة رفيع.
مسؤولية التعقيب تقع على عاتق المعقبين انفسهم فقط
يمنع ادخال اي مضامين فيها اي تجاوز على قانون منع القذف والتشهير او اي قانون آخر
فيديو عبلين |  اخبار عبلين |  دليل عبلين |  عن عبلين |  العاب اونلاين |  للنشر والاعلان |  من نحن |  اتصل بنا | 
Online Users
Copyright © ibillin.com 2007-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع عبلين اون لاين
Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com