عزيزتي الأم .. إذا كان طفلك يعاني من الإمساك بصورة متكررة أو مستمرة ، لا تقلقي كثيراً من هذا الأمر لأنه الأكثر شيوعاً لدي الأطفال في مختلف الأعمار ، يمكنك تغيير بعض الأنماط الخاطئة بمجرد التعرف على السبب الحقيقي وراء إصابة طفلك من الإمساك.

والإمساك هو قلة عدد المرات التي يتبرز بها الطفل، مع صعوبة في إخراج البراز بسبب صلابته، ما يؤدي إلى ألم وعدم ارتياح أثناء عملية التبرز ، من بين الأعراض الأخرى لإمساك الطفل إخراجه برازا كبير الحجم وأكثر قسوةً بالنسبة للبراز المعتاد، أو مع وجود دم أحمر مختلط به، أو ألم في البطن وفقدان شهية الأكل، أو عدم رغبة الطفل في دخول الحمام ومقاومة ذلك، أو صراخه من الألم أثناء التبرز.

يؤكد الأطباء أن غالبية الأهل لا يدركون تماماً ما يسببه الإمساك من آلام نفسية وجسدية للطفل، وهنا يصبح لا بد من معالجة الطفل بالصبر والحنان والمؤازرة، بالإضافة إلى ضرورة التعرف على الأسباب التي أدت إلى الحالة بهدف مساعدة الطفل وتنظيم عملية الإخراج لديه.

ويشير الأطباء أن هناك أسباب متعددة وراء إصابة الأطفال بالإمساك أهمها عدم وجود ماء كاف في البراز، أو نتيجة عدم حصول الطفل على كمية كافية من السوائل أو عدم تناول غذاء متوازن يحتوي على كمية كافية من الألياف؛ مثل الحبوب والخضراوات والفواكه.

ويحدث أحياناً نتيجة تغيير نوعية الطعام ، أو التحول من الرضاعة الطبيعية إلى الرضاعة الصناعية  أو نتيجة الضغط النفسي الذي يمارسه الوالدين أثناء التدريب على التحكم في دخول الحمام ، أو التهابات الحفاض ، أو قد يكون السبب نفسي نتيجة عدم وجود توافق عاطفي بين الطفل وأمه.

التهابات بمنطقة استخدام الحفاضات، أو وجود التهابات حول فتحة الشرج، مما يؤدي إلى شعور الطفل بالألم أثناء التبرز، فيقوم بحبس رغبته في التبرز، وبتكرار الحبس يتسع القولون ويفقد حساسيته للامتلاء التي تنبه الجسم للرغبة في التبرز، وهذا يؤدي إلى زيادة الإمساك.

ألبان وسوائل

إذا تمكنت الأم من معرفة الأسباب وضعت يديها على الحل الفوري لإزالة معاناة الطفل ، ولمساعدته على التخلص من الإمساك وآلامه ، تابعي معنا الإرشادات التالية :

- احرصي على أن يتناول طفلك وجباته في مواعيد منتظمة ، على أن يكون طعامه منوعاً ومتوازناً يحتوي على الألياف كالعيش الأسمر "البلدي"، الخضر، الفواكه، التمر.

- قدمي لطفلك الكثير من السوائل على أن تشمل كوب كبير من الحليب على الأقل، واستبدلي المشروبات الغازية بالماء العادي وعودي أطفالك على شربه بكثرة.

ويؤكد الأطباء أنه على الرغم من أهمية تناول السوائل في هذه الحالة إلا أنها تشبع الطفل وتمنعه من تناول المأكولات الجامدة الغنية بالألياف ما يزيد حالة الإمساك سوءاً.

ومن الأفضل أن يشرب الطفل كوبين من الحليب يومياً ويقلل شرب العصير لكي يتمكن من تناول ما يحتاج إليه من المأكولات الجامدة وتشجيعه على الإكثار من شرب الماء خصوصاً أنه لا يحتوي عملياً على وحدات حرارية ، أما إذا أصر الطفل على تناول العصير فيمكن تخفيفه بإضافة الماء إليه ، وكذلك من الأفضل إعطاء التفاح للطفل مثلاً بدلاً من عصير التفاح لأنه يحتوي على نسبة كبيرة من الألياف في القشرة وفي اللب.

-  دربي طفلك على الذهاب إلى الحمام يومياً في وقت معين حتى تعتاد ساعته البيولوجية على افراغ الأمعاء في وقت محدد.
- تأكدى من عدم وجود أي التهابات بمنطقة الشرج ، ذلك لأن وجود الالم عند التبرز يدفع الطفل الى عدم التبرز، مما يؤدي الى حدوث الامساك.
-  ساعدي طفلك على الحركة والنشاط والرياضة، لأن ذلك يسهل له التخلص من الامساك.

روح إيجابية

ووجهت رابطة طب الأسرة الأمريكية خلال أحد دراستها السابقة مجموعة من النصائح للأمهات حول كيفية تعاملهن مع الطفل المصاب بالإمساك المزمن وملخصها:

الحفاظ على الروح الإيجابية في التعامل مع مشكلة الطفل ، فغضب الأم وتوعدها له بالعقوبة أو إشعاره بالخجل من شكواه أو صراخه أثناء التبرز أو ممانعته للذهاب إلى الحمام ، أو نهره عندما تتلطخ ملابسه الداخلية , هو أسوأ ما يمكن للأم أن تفعله وسيزيد المشكلة تعقيداً.

يجب أن تعي الأم كيفية عمل أعضاء الجسم، فبعد تناول الطعام تعمل الأمعاء على زيادة حركتها كي تدفع الطعام نحو الأجزاء الداخلية من الجهاز الهضمي ، وحركة الدفع إلى الأمام هذه قد تؤدي إلي نشوء رغبة في التبرز لدى الطفل، وهنا تستطيع الأم تحين الفرصة للطلب من الطفل أو حثه على الذهاب إلى الحمام للتبرز، هذا مع جعل جلوس الطفل على كرسي الحمام مريحاً عبر وضع حلقة مناسبة لحجم جسمه في أعلى المقعد ووضع شيء مرتفع نسبياً يستطيع الطفل وضع رجليه عليه كي يرتاح عندما يستدعي التبرز وقتاً طويلاً قد يصل إلى 10 دقائق، والبقاء معه ومحادثته أثناءها حتى يفرغ من قضاء حاجته ، وشددت الرابطة على دور ترغيب الطفل في هذا الأمر بتقديم مكافئة للطفل على تعاونه.