ينتظر زائر العاصمة التشيكية براغ في هذه الأيام الكثير من الفعاليات الاجتماعية والثقافية والطبيعية من أهمها تأمل جمال المدينة وسحرها من المكان المرتفع لقلعتها الشهيرة أو الإطلال عليها من جسر تشارلز التاريخي الذي يربط بين ضفتي نهر الفلتافا أو زيارة مسرح اللاترنا ماجيكا الذي يجمع بين السينما والمسرح بطريقة ساحرة أما المكان المفضل لدى الكثير من السياح وزائري براغ في هذا الوقت الحار من العام فهو نافورة براغ الضخمة التي تجمع بين الماء والموسيقى والألوان في عمل فني يقول القائمون عليه بأنه فريد من نوعه بهذا الشكل والحجم في القارة الأوروبية.
 
على الرغم من شهرة نافورة براغ يمكن اعتبارها حديثة العهد إلا أن تاريخ هذه النافورة ليس كذلك حيث تقول المصادر التاريخية بانالمصمم التشيكي فرانتيشيك كرشيجيكقد بناها في عام 1891 ولذلك تسمى الآن باسمه( نافورة كرشيجوفا ) وقد اعتبرت في وقتها إعجاز تقني أما الشكل الحالي النهائي لها فقد أخذته في عام 1991 بعد أن حولت لفترة طويلة ومنذ الحرب العالمية الثانية تحديدا إلى حوض مائي للإطفاء ثم تعرضت للإهمال وأصابتها العديد من الإشكالات.
 
وتتواجد نافورة براغ الآن في مقدمة قائمة عروض مختلف المكاتب السياحية التي تستقبل السياح الأجانب في براغ ولذلك يمكن في موقع النافورة يوميا ولاسيما مساء ليس فقط مشاهدة المئات من الزوار من دول العالم المختلفة وإنما سماع عبارات الإعجاب والإشادة تنطلق منهم بكافة اللغات مع كل توقف لدفقات المياه التي تشب سريعا في بداية العرض باتجاه السماء ككوبة من الفرسان مرصوفة إلى جانب بعضها البعض ثم تعود إلى التراجع في حركة منضبطة وفق ايقاعات الموسيقى المصاحبة لها. ولا يتم الاكتفاء بذلك كله بل يترافق هذا الأداء بحركة عشرات الألوان التي تنطلق من 1248 مصباح إنارة قوي من نوع برجيك تور موجودة تحت الماء فيما يؤمن توزيع الأصوات 60 جهاز مكبر للصوت.
 
وتبلغ مساحة المجال المائي الذي تحدث فيه هذه الاستعراضات الليلية يوميا 1650 مترا مكعبا من الماء أما أنابيب المياه التي تتحرك عبرها مياه النافورة فيصل طولها إلى 2 كلم.
وتقوم بتأمينأداء النافورة العديد من الدوائر أو الحلقات المائية يتم التحكم بها من خلال 50 جهاز شفط للمياه أما نهايات هذه الحلقات المائية فتحتوي على نحو 3000 رذاذ وبالطبع فان مجمل العملية بشرائحها الثلاث أي المائية والإضاءة والموسيقى يتم التحكم بها عبر جهاز الكومبيوتر.
 
ولا تقتصر العروضفقط على بث موسيقى تشيكية لموسيقيين كبار كسميتانا ودفورجاك وإنما أيضا تتضمن مختارات من أشهر وأفضل الأعمال الموسيقية في العالم منها القديم كسيمفونيات موزارت وبيتهوفن وباخ ومنها الجديد كموسيقى مايكل جاكسون وحتى موسيقى أفلام جديدة كالموسيقى التي أعدت لفيلم سيد الخواتم أو موسيقى فيلم تيتانيك وغيرها...
كما يتم أيضا عدا الجمع بين السيمفونيات والمياه تقديم عروض مسرحية وباليه من قبل فرق مختلفة كمسرحيات روميو وجولييت وكارمن وروسالكا لكن اشهر هذه العروض هو باليه بحيرة البجع التي يحضر عروضها المئات يوميا.
 
نافورة كرشيجيكوفاالتي تتسع لستة آلاف شخص تضيء ليل براغ الساحر في هذا الوقت من العام الأمر الذي تجعل الزوار والسياح يمضون وقتا جميلا يخرجون منه بانطباعات تظل محفورة في ذاكرتهم لفترة طويلة .