بدعوة ومبادرة من الجمعية الأوروبية للأدب العربيّ الحديث، التي تضمّ كبار الباحثين و الأساتذة في الجامعات الأوروبية والأمريكية في حقل الأدب العربيّ الحديث وتحت عنوان : " جغرافيات وأنواع جديدة : وظيفة الأدب "
New geographies and genres : The function of literature
انعقد في جامعة " أوتونوما " Autonoma في العاصمة الإسبانية مدريد ، بين
السابع والعاشر من شهر مايو /أيار 2014 ،المؤتمر الحادي عشر للجمعية الأوروبية لدراسة الأدب العربي الحديث.وتناول المؤتمر أنواع التحوّلات والتنقلات الجارية في المشهد الأدبيّ العربيّ، خاصة المادية والمفهومية واللغوية ، إلى جانب موضوعات حديثة تمّ تهميشها حتى فترة قريبة من الزمن .
وتمحورت أبحاث المؤتمر في الموضوعات التالية :
- الأدوار والمفاهيم الجديدة للأدب.
- أنواع أدبية جديدة ( الخيال العلمي والرواية المصوّرة وغيرها)
- كتاب عرب ناشؤون من الخليج إلى المحيط
- الأدب العربيّ والأدب العالميّ .
- الجانب الدينيّ كعامل أساسيّ في الكتابة الإبداعية المعاصرة.
- موقع الالتزام اليوم .
- القرّاء و/أو الترجمات.
- تغيير الضوابط الأدبيّة ( القانون الأدبيّ ).
وقدّمت في المؤتمر محاضرات مكثّفة باللغة الإنكليزيّة ،مدّة أربعة أيام متواصلة.
وكان ضيوف الشرف الروائية السعودية رجاء عالم صاحبة رواية طوق الحمام الفائزة بشهادة البوكر العربية عام 2011 ،التي تحدثت عن آفاق كتابتها وانفتاحها
على كل ما هو إنسانيّ وأصيل ،والروائي العراقيّ المقيم في الولايات المتحدة الدكتور سنان أنطون ،صاحب رواية يا مريم التي أدرجت ضمن القائمة القصيرة لجائزة البوكر العربية علم 2013 ،والتي تتحدث عن معاناة الأقليات في العراق ،والكاتب المصري عزت القمحيّ.
وقدّم الدكتور سمير فوزي حاجّ محاضرة حول مؤثرات الأدب العالميّ في الرواية الفلسطينيّة بشكل عام ،وروايات جبرا إبراهيم جبرا بشكل خاصّ ،مبيّنا تعالق وتأثّر نصوص جبرا بالأوذيسة Odyssey للشاعر الإغريقيّ هوميروس Homer ،من حيث التلميح إلى أسطورة أفروديت ،من الصفحة الأولى في رواية السفينة لجبرا ،
والتشابه بين شخصية لمى في السفينة وأفروديت ،من حيث ثيمة الإغراء والخيانة ، وكذالك التشابه مع سيرسه في الأوذيسة ، والتي حوّلت معظم رجال يوليسيس إلى خنازير ،وكما ورد في السفينة لجبرا " الغانية الذكية ،فريسة الهوى التي تفترس محبّيها ، سيرسة التي تحوّل عشاقها إلى خنازير "-(السفينة،ص96).وكذلك وظّفت
السفينة أسطورة بنلوب penelope، زوجة يولسيس الوفية،التي بقيت تنتظر
عودة زوجها التائه عشر سنوات ،احتالت فيها على النبلاء الذين أرادوا الزواج منها ،بحجة إتمام حياكة ثوب الزفاف ،الذي كانت تحوكه في النهار وتفرطه في الليل.
كما أبرز الدكتور سمير حاجّ ، حلم العودة لدى الفلسطينيّ في أعمال جبرا ،ممثّلا بشخصية وديع عسّاف ،في السفينة ،الذي يتماهى مع يولسيس في الأوذيسة، من حيث رفض الغربة –أوروبا ، بكل إغراءاتها ومفاتنها ،فيولسيس رفض البقاء مع الحورية كالبسو calypso في جزيرتها أوجيجيا Ogygia ،أكثر من سبع سنوات ،وفضّل العودة إلى وطنه إيثاكا (رمز فلسطين)،وزوجته بنيلوب،رغم الموت والفناء.وكذالك بيّن تأثر روايات جبرا بمسرحية العاصفة The Tempest لشكسبير، من حيث هبوب العاصفة ،وثيمة النجاة في السفينة ،وكذالك التأثر بأعمال الكاتب الإيرلندي جيمس جويس ،من حيث توظيف الموسيقى داخل العمل الروائيّ خاصة الأوبرات،فالموسيقى في أعمال جبرا تؤدّي وظيفتين ،وظبفة تعريفية بالشخصيات ، ووظيفة تقنية ،حيث تنبش ذاكرة الشخصيات ،وتردّهم إلى
وعيهم وإلى ماضيهم. وبيّن الدكتور سمير حاجّ ،أنّ الروائيّ الفلسطينيّ جبرا إبراهيم جبرا ،تأثّر في روايته البحث عن وليد مسعود (1978) برواية يولسيس Ulysses (1922) لجيمس جويس،من حيث استخدام المونولوغ الطويل ،ففي البحث عن وليد مسعود مونولوغ من ثماني صفحات ونصف ،وفي يولسيس مونولوغ مولي بلوم مكوّن من 45 صفحة.
الصفحة الرئيسية
اجعلنا صفحة البداية
اضفنا للمفضلة
موقع عبلين اون لاين 
