قرأت بإنعام اقتراح السيدين اسامة غبريس ويعقوب عزام ، حول الاحتفال بعيد الصليب الكريم ، واقتراحمها باحضار شركة مختصة تتولّى امر تبذير 10000 شاقل في خلال دقائق معدودات ، تزعج فيها الآذان وتلوّث البيئة.
للوهلة الاولى قد يظن المرء أنّ اقتراح السيدين الفاضلين- ونيّتهما بريئة- اقتراح مُجدٍ ، ولكن لو أنعمنا النظر حقيقة لرأينا أنّنا بمثل هذا الاقتراح نُعمّق مفهومًا خاطئًا ، مضرًّا ، وندعم ظاهرة سيئة قد استشرت في مجتمعنا تثقب الاحساس والجيب والابدان ، والصليب بريء منها ، فهي لا تضفي مجدا الى مجد الصليب .
فحريّ بنا ان نقطع دابر هذه العادة السيئة ، فالنيران التي ساعدت في نقل خبر ايجاد الصليب الكريم اضحت هي بيت القصيد واضحى الصليب - رمز الخلاص - مُهمّشًا وهو الذي من المفروض ان نفتخر به.
حقًّا حريّ وبنا وجدير ان نُغيّر ونبدّل ، فمثلا أن نقوم بمسيرة مشاعل ليلة الصليب ، نحمل فيها الشموع ويعلو امامها الصليب ترافقه الترانيم والتسابيح، ومثل هذه المسيرة تضحي مع الايام نهجا قد تُسبّب في نسيان وترك المفرقعات الى الأبد وتقريب ربّ الصليب الى القلوب...مسيرة تقطع شوارع القرية- ولا دخل لمسيرة الكشاف بها- وانا على يقين انّ مثل هذه المسيرة الروحيّة لن تصل تكاليفها الى نصف المبلغ المقترح..فلا يصحّ ان نبذّر في دقائق اموال المؤمنين ، والفقراء العبالنة كُثر وهم أوْلى بهذا المال وكذا الجامعيون .
هيّا نعيد النظر بالاقتراح المقترح ، وهيّا نتوقف ونفكّر ، علما ان
ترتيب حفلة حفلاء من المفرقعات لا ولن توقف امر الفرقعة الخاصّة
مع محبتي
زهير دعيم