يوم الثلاثاء الموافق
30/04/2024
الصفحة الرئيسية اجعلنا صفحة البداية اضفنا للمفضلة





























2009-05-16 20:59:51
البابا بندكتوس ال-16 لقد أعجبتني
كنت أرى في وجه قداسة البابا الرّاحل يوحنا بولس الثاني القداسة ...فالخشوع الذي ملأ كيانه ، والنور الذي شعّ وأشرق منه أضفيا عليه قداسة حقيقيّة.
ولم يكن الأمر كذلك مع خليفته بندكتوس السادس عشر ، الألمانيّ المولد ، والذي رأيت فيه عنفوان الألمان وجبروتهم البعيدة عن الرّومانسيّة والقداسة ، الى أن حطّ قداسته قبل أيام في البلاد المقدسة ، فزار الأردن وإسرائيل والسلطة الفلسطينيّة ، فقوبل بالترحاب الحارّ في كلّ بقعة حطّ فيها عصا ترحاله ، فالأردن مُمثلاً بمليكه الشّاب ومليكته وشعبه ، استقبلوه بحفاوة بالغة يعجز قلمي عن وصفها ، وكذا الأمر في إسرائيل والدولة الفلسطينية.
أنا لست كاثوليكيًا ، ولا اورثوذكسيًا ولا إنجيلياً ، وإنما اعتبر نفسي مسيحيًا فحسب ، يعشق يسوع ، الذي اشترى البشرية بدمه الطاهر من كلّ شعب وأمة ولسان.
كانت الزيارة موّفقة ، بل رائعة ، واستطاع البابا بندكتوس أن يُغيّر رأيي فيه ، فرأيت فيه القداسة والرّقة والنور الحقيقي ، ورأيت الجُرأة على قولة الحقّ ، كلّ الحقّ بعيدًا عن المُجاملة وبعيدًا عن المُداهنة.
لقد حمل قداسته الرّسالة وأعلنها جهارا ...الإنسان هو هو المحور ، والسّلام هو ما يريده ساكن العرش العظيم ، والظلم هو ما يُبغضه .أمّا المحبّة فهي تبقى الأساس ، وهي الدستور والمصباح الذي ينير طريق الشعوب في العالم ، ألمْ يقل الربّ يسوع : "أنا نور العالم " .
لقد جاء البابا حاجًّا ، فأسبغ على المنطقة قدسية ، ورفع معنوية الأقلية المسيحية في الشرق ، والتي دعاها الى الانزراع في تربة الشرق وعدم الهجرة ...جاء حاجًّا فغنت الناصرة بكلّ سكّانها ومن كلّ الطوائف ، وتجلت هذه المدينة الخالدة بأحلى لباس وأجمل حلّة ، كان لرئيس البلدية المهندس رامز جرايسي ولمجلسه البلديّ أيادٍ بيضاء فيها .
نعم غنّت الناصرة ، و"قفز" جبل القفزة فرحًا وابتهاجًا حين رأى عشرات الآلاف تُرنًم وتُسبًح وتُعيد الأمجاد ، وكذا الأمر مع بيت لحم وأورشليم والقبر المقدّس ، وكلّ بقعة في هذه الدّيار التي تحمل أنفاس يسوع وهمسات موعظته الرائعة : " أحبّوا أعداءكم ، باركوا لاعنيكم .."
جاء حاجًّا ولكن للسياسة دورًا ، ودورًا مهمًّا ، أصاب كبده البابا في مطار " بن غوريون وهو يغادر ، أصابه في الصميم بكلمة قصيرة ، هادفة ، صادقة وجريئة.أدان من خلالها اللاساميّة ، ووقف مع كارثة الشعب اليهودي أيام النازيّة ، وأحسّ بالجرح الذي لا يندمل ، ونادى بعدم نسيان هذه الجريمة البشعة التي قام بها أعداء البشرية النازيون ، وطالب المجتمع الدّولي بالاعتراف بدولة إسرائيل في حدود آمنة ، مستقرة ، انسجامًا مع الإرادة الدولية .
ولكنه لم ينس آلام الشعب الفلسطينيّ وجرحه النازف أبدًا ، فدعا إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة الى جانب إسرائيل ، فمن حقّ هذا الشعب الجريح أن يفرح وأن يكون له وطن وملاذ، يُحيي فيه آماله وطموحاته ، مناديا باللاعنف ، فالمحبة هي البلسم الشّافي.
وعرّج قداسته على موضوع الجدار الفاصل ، الذي أدمعه وأوجعه ،فنادى بإزالته ومحوه ، لأنّه يُمثّل العداء والعداوة والتفرقة وهضم حقوق الإنسان وتقييد حريته، وبالمقابل دعا الى بناء جسور السلام والاحترام المتبادل بين شعوب المنطقة .
طار قداسته الى الفاتيكان ، ليس قبل أن يعد بأنًَ الشرق سيكوكب في صلواته ، وسيظل في خياله ، الى أن يأتي السلام ، عالمًا أن الامر ليس سهلا ، ولكن بصلوات الكاثوليك والمسيحيين جميعهم سيأتي حتمًا.
وأخيرا ، لقد زرع البابا بندكتوس في يوم زيارته الأخير في القبر المُقدّس الفارغ بذرة الوحدة مع الكنائس الأخرى هذه الوحدة التي تريدها السماء وتفرح بها ، كما وزرع زيتونة المحبة في حديقة بيت رئيس دولة اسرائيل وكلّ الطوائف .
قداسة البابا بندكتوس نحبّك ، ونرى من خلالك وجه السيّد الذي أحبَّ الإنسان حتى المُنتهى


تعليقات        (اضف تعليق)

* الاسم الكامل
البريد الالكتروني
الحماية
* كود الحماية
البلد
هام جدا ادارة الموقع تحتفظ لنفسها الحق لالغاء التعليق او حذف بعض الكلمات منه في حال كانت المشاركة غير اخلاقية ولا تتماشى مع شروط الاستعمال. نرجو منكم الحفاظ على مستوى مشاركة رفيع.
مسؤولية التعقيب تقع على عاتق المعقبين انفسهم فقط
يمنع ادخال اي مضامين فيها اي تجاوز على قانون منع القذف والتشهير او اي قانون آخر
فيديو عبلين |  اخبار عبلين |  دليل عبلين |  عن عبلين |  العاب اونلاين |  للنشر والاعلان |  من نحن |  اتصل بنا | 
Online Users
Copyright © ibillin.com 2007-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع عبلين اون لاين
Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com