طالعتنا الصحف والمواقع الإلكترونية مساء الجمعة وصباح الاحد الماضيين بتقارير عن ذلك الإحتفال بغبطة البطريرك ثيوفيلوس الثالث، ولم تبخل بتبريرات لذلك

الإسترحام المخزي لينطبق على تلك التبريرات مثلنا القائل: "عذر اقبح من ذنب". ولم نفاجأ حين اكتشفنا ان تلك التقارير كلها ما هي الا بيان كتبه شخص واحد وعممه على وسائل الإعلام فأصر احد المواقع الجريئة الا ان ينشره باسم الكاتب الصريح. ولم نفاجأ ان الصحفي المقصود ما هو الا المساعد البرلماني والمستشار الإعلامي للنائب محمد بركه، وهو نفسه الذي دعا الإعلاميين للمؤتمر الصحفي الذي عقدته لجنة البطريرك في الناصرة يوم 28.12.2009 وهو نفسه الذي وزع الدعوات لأعضاء الكنيست العرب للمشاركة في الإحتفال المذكور، وهو نفسه الذي اتصل باعضاء الكنيست في محاولة لإقناعهم عدم المشاركة في الإجتماع الذي دعوناهم اليه مساء الاحد 17.1.2010 . فهل هذا الشخص الذي يعمل لدى النائب محمد بركه يعمل ايضا لدى البطريرك واعوانه ام انه تحالف يثير الكثير من الأسف والتساؤلات حول هوية المشاركين في اللقاء.
لم يكن لدينا شك، وقد قلنا ذلك مسبقا، ان لجنة البطريرك، بتغطية حزبية وبلدية وبضغط بطريركي مورس على الكهنة العرب، وبفعل المنح الطلابية، قادرة أن تملأ القاعة بالمستقبلين، ولكنها لم تستطع ان تقنع من سجلت اسماؤهم في الدعوة بين المتحدثين من امثال سعادة القاضي احمد ناطور، سيادة المطران الياس شقور، سيادة المطران بولص ماركوتسو، وسيادة المطران سهيل ديواني، بالمشاركة في مثل هذا اللقاء والمعد مسبقا. فبوركتم ايها السادة الاعزاء وبوركت افعالكم ، شكرا لكم وحفظكم الله من كل كبوة.
ادعوا في بياناتهم ان الغالبية العظمى من المجالس واللجان الملية شاركت في هذا اللقاء، ولم نفاجأ بهذا الإدعاء، لقد عهدنا بيانات التهويل في كل المناسبات السابقة فلماذا يصدقون القول اليوم؟. واذا كان الامر كذلك حقا، اين هم الممثلون المعتمدون للطوائف المحلية مثل عبلين ( شوقي حبيب- رئيس اللجنة التنفيذية وجاكي حاج)، كفرياسيف ( ميخائيل خوري- سكرتير اللجنة التنفيذية وخليل بولص) ، ابو سنان (منير خوري) ، البقيعة (اليف صباغ) ، جديدة (جورج انطون) ، الرامة وليد حنا وحبيب جريس) ، البعنة (زاهي خازن) ، عكا (نادر ذيب) ، شفاعمرو (جريس حنا) ، كفرسميع (نعيم ناصر) ، ترشيحا (رومل عزام) ، يافا (غابي قديس وبيتر حبش)؟ الا تشكل هذه المجالس اكثر من 50 % من مجموع 23 مجلسا؟ وهل يعتقدون ان كل من شارك في هذه المهزلة عملا بالتزام جزبي او عائلي او اجتماعي أو وعد بالمنفعة فقد مثل طائفته المحلية؟
في كل الحالات، ليس بعدد الحضور وحده تقاس النجاحات بل بتحقيق الأهداف التي وضعت للحدث، فإذا كان هدفهم ان يخرجوا سيدهم من الماأزق الذي هو فيه فيبدو لهم انهم نجحوا.. ولكن الى حين. وإذا كان هدفهم اقتناص الشرعية منا فقد فشلوا فشلا ذريعا مهما علت اصوات التصفيق والترحيب والمبالغة المعهودة في التقارير الإعلامية.
لقد كانت الميزة الاساس لهذا الحدث هو مقاطعة 13 مجلسا ولجنة ملية على الاقل من اصل 23 ،ومقاطعة المطران عطالله حنا، وكذك اربعة شخصيات مركزية من الذين ذكرت اسماؤهم، كمتحدثين، في الدعوة. ومقاطعة كل اعضاء الكنيست العرب ما عدا نواب الجيهة لأسباب لا تخفى على احد، ومقاطعة الغالبية العظمى من المدعويين رؤساء يلديات واعضاء لجنة متابعة وشخصيات اعتبارية اخرى. هل تساءل اعضاء لجنة البطريرك لماذا حدث هذا؟ أم ان همهم الوحيد هو تجنيد اكير عدد من المدعويين ارضاء لسيدهم واملا في الحصول على بعض"السيولة" من الصفقات القذرة كما وعدهم؟ وهل تباع الاوطان والحقوق ببعض السيولة يا رفاق؟ وهل هذا هو تراث المؤسسين للمؤتمر الارثوذكسي امثال اميل توما وحنا نقارة وجان مجدلاني ويوسف الديك رحمهم الله جميعا؟ ام ان رفاق اليوم قد فقدوا البوصلة بعد ان اعماهم الحقد الشخصي والحزبي والعنجهية المحلاوية؟
فتحية والف تحية لكل من اصغى لنداء الحق والحفاظ على الأوقاف، واستجاب لمطلب المقاطعة، لكل من ذكرت اسماؤهم هنا وكل الذين لم تذكر اسماؤهم، ونعاهدكم ما عاهدنا الله عليه أننا على طريق الحق والإستقامة الارثوذكسية باقون وللوطن والاوقاف حافظون وللقدس فلسطينية عربية مخلصون، وعلى درب آبائنا واجدادنا سائرون نحو المؤتمر العربي الارثوذكسي الحقيقي، بعزة وكرامة على أسس وطنية للحفاظ على الاوقاف والمقدسات وحقوقنا الطبيعية والمشروعة كما عهدتمونا ، مهما بلغت التحديات.


باحترام – مكتب اللجنة التنفيذية للمؤتمر العربي الارثوذكسي