اللجنة التنفيذية للمؤتمر العربي الارثوذكسي، برئاسة السيد شوقي حبيب، تحذر جماهير شعبنا عامة وابناء طائفتنا خاصة والشخصيات الوطنية من السقوط في مصائد الشقاق والنفاق وتطالبهم بالمقاطعة.
عمم القاضي المتقاعد رائق جرجورة والسيد إميل اسمر، يوم امس، بيانا الى وسائل الإعلام يؤكدان فيه عزمهما ومن معهم على استقبال البطريرك ثيوفيلوس الثالث في الناصرة عصر اليوم الجمعة، ضاربين بعرض الحائط كل الجهود التي بذلت لمنع هذه المهزلة التي ترعاها مؤسسة البطريركية اليونانية وموظفوها والمنتفعين منها، وعليه فقد اقتضى موقفنا التالي:
1. إن انتحال المحتفلين بالبطريرك صفة المؤتمر الارثوذكسي السابع هو محاولة لقنص الشرعية التي يفتقدونها، في الوقت الذي لا يعترفون فيه بدستور اللجنة التنفيذية. ولكن هذا لن يثنينا عن عقد المؤتمر الشرعي في الموعد المقرر مهما بلغت التحديات. وما تأجيلهم لجلسة الأبحاث الا تأكيدا لضعف التأييد الذي يلقونه من المجالس واللجان الملية ويؤكد ان الهدف المنشود من هذا كله هو التهليل والتزمير للبطريرك الذي فقد مصداقيته عند اخوتنا في بيت لحم وتمت مقاطعته وتيتيمه اثناء زيارته التقليدية لبيت لحم، فلم يجد في استقباله سوى اخوة لنا الذين حملوا لافتات التنديد بسياسته، فهل تريدون، باستقبالكم هذا له، إعادة ماء وجهه؟
2. من الجدير ذكره، انه ليس كل من يشارككم اعمالكم يمثل مجلسه. ومهما بلغ التجند الحزبي، المؤسف، والنصراوي البلدي، لهذا الإحتفال ومهما بلغ التحريض الشخصي على قيادات الحركة الوطنية الأرثوذكسية، ومهما علت أصوات الطبول مدفوعة الأجر، فلن ينفعكم، لأن الشرعية الحقيقية لا تأتي من أعداد المجندين بشكل أعمى او خوفا على... بل من الموقف المعلن والممارسة الفعلية.
3. إن الإصرار على اقامة الحفل الإفتتاحي دون جلسات العمل يؤكد ان جوهر الموضوع هو الإحتفال وليس مناقشات مواضيع المؤتمر، ويفترض ان تعقد المؤتمرات من اجل مناقشة مواضيع هامة وليس من اجل الإحتفالات والتطبيل والتزمير، مما يزيدنا قناعة ان قرار الإحتفال والإستقبال لم يكن بيد مجلس الناصرة وعليه لم يستطع الغاءه.
4. يؤسفنا هذا الإصرار على الإستقبال الإحتفالي للبطريرك في الوقت الذي يقوم به، نيابة عن المؤسسة اليونانية المستبدة بأوقافنا ومقدراتنا منذ مئات السنين، بالإستمرار في سياسة من سبقوه في التفريط بأوقافنا لصالح جهات استيطانية حتى وإن كان ذلك بالحكر لمدة 99 سنة وليس بالبيع المطلق كما يزعمون، لأنه في نهاية الأمر لا يخدم الوطن او الطائفة، والصفقات لم تقتصر على اراضي مار الياس فقط بل هناك عدد من الصفقات نفذت في السنوات الاخيرة.
5. يؤسفنا ان الإحتفاء بالبطريرك ثيوفيلوس يأتي عشية الجلسة الفاصلة في المحكمة العليا، يوم الإربعاء القادم، في القضية التي رفعتها البطريركية اليونانية ضد الطائفة الارثوذكسية في يافا في محاولة لسلب أهالي يافا كنيستهم كما سلبت العقارات التي حولها.
6. يؤسفنا ان القائمين على هذا الإستقبال، ومن يدعمهم حزبيا، لم يصغوا الى نداءات إخوتنا في فلسطين والأردن لمنع انعقاد مؤتمر الشقاق هذا ومهزلة الإستقبال المهينة، في الوقت الذي تخوض به الطائفة وشعبنا الفلسطيني معركة قاسية وخاصة في القدس، بينما يقوم البطريرك بالتوقيع على صفقة لحكر 71 دونما، غالبيتهم في القدس الشرقية، لشركة اسرائيلية.
7. يؤسفنا ايضا، ان يقوم مجلس الناصرة بالتحالف مع المنشقين الاوائل، اولئك الذين انشقوا قبل انتخابات الناصرة بكثير بحجة انهم يرفضون ترؤس الناصرة للجنة التنفيذية، وتحولوا الى مستشارين لدى البطريرك، لخدمة أهداف لا تمت الى الوطنية او الحقوق الارثوذكسية بصلة، أولئك الذين لا يعترفون أصلا باللجنة التنفيذية والمؤتمر الإرثوذكسي خدمة لاهداف البطريرك في تمزيق الطائفة والغاء شرعية هيئتها القطرية المنتخبة المتمثلة بالمؤتمر العربي الأرثوذكسي.
8. يؤسفنا ان يتم الإحتفال واستقبال من ضرب بعرض الحائط كل التزاماته بما في ذلك إقامة المجلس المختلط، ومن يرعى الإنشقاق من بدايته، ويموله بطرق مختلفة يعرفها المحتفلون اكثر من غيرهم، وتحت شعار "الوحدة الشاملة". فماذا بقي من هذه الوحدة؟!!
9. يؤسفنا ان مجلس الناصرة الجديد وممثليه السياسيين لم يقبلوا نداءات المؤسسات العربية الارثوذكسية في فلسطين والاردن وكافة القوى الوطنية، وأصروا على إقامة حفل الإستقبال والمهزلة هذا. المهزلة التي سوف يسجلها التاريخ عارا على قيادة هذا المجلس الى الأبد.
هل حقا تعود الخلافات على صراعات داخلية في الناصرة؟ وإذا كان الأمر كذلك كما تدعون، فهل يدفع الجميع ثمن احقاد شخصية او حزبية داخل الناصرة او خارجها؟ هذا ادعاء معيب ومهين لعقول الناس ووعيهم ولكنه بطبيعته يرتد على اصحابه.
بعد كل هذا وما سبقه من كشف للحقائق التي تدين البطريركية اليونانية ومن يقف على رأسها ومعاونيه، هل يعقل ان يدعي القائمون على هذه المهزلة بالوطنية او الوحدوية؟ ماذا ابقيتم من شعارات الوحدة او شعارات الوطنية دون ان تهينوها وتفرغونها من مضامينها؟ إن المقياس الحقيقي لصدق الشعار هو الممارسة يا رفاق! أليس كذلك؟
واخيرا، وبناء على كل ما تقدم وما نشر سابقا في وسائل الإعلام، وبعد ان استنفدنا كافة الوسائل لمنع هذا الإنقسام والمهزلة، نتوجه الى جميع ابناء شعبنا وخاصة الى الشخصيات السياسية والدينية والإجتماعية المدعوة الى هذا الإحتفال المهين، وندعوكم الى مقاطعته وعدم المشاركة في مثل هذا التحقير لتاريخنا وقضيتنا الارثوذكسية الوطنية، انها ليست قضية بعض المكاسب المادية مقابل السكوت عن الفساد والفاسدين وعن الصفقات المخزية وإن التغطية السياسية والحزبية لهذا الاحتفال مقابل الحفاظ على حفنة من الاصوات يتناقض تماما مع كل ادعاء ونهج وطني.
نعم للوحدة الحقيقية. نعم لإقامة المجلس المختلط ومشاركة الطائفة في إدارة الشؤون غير الروحية للبطريركية، نعم لزيادة عدد المطارنة العرب في البطريركية.
وفقنا الله جميعا لما فيه خدمة طائفتنا الارثوذكسية وشعبنا العربي الكريم.

شوقي حبيب
رئيس اللجنة التنفيذية
21.1.2010