ويبدو أن غياب هؤلاء أمرٌ طبيعي في ظلّ الاضطراب الذي تشهده سوريا وبعض العواصم العربية، كما أنّ تسويق المسلسلات الذي يُعد مشكلة الدراما السورية المزمنة، شكّل أحد أسباب غياب العديد من الممثلين.

ومن بين الفنانين الذين ترك غيابهم فراغاً واضحاً في سوريا هم النجوم الأوائل الذين غادروا إلى دراما المحروسة منذ سنوات كالفنان جمال سليمان الذي يشارك في بطولة العمل المصري (سيدنا السيد) والفنان تيم الحسن الذي فضل الاشتراك ببطولة (الصقر شاهين) وجومانا مراد التي ربما تغيب عن الدراما المصرية أيضاً.

وفضّلت الفنانة سوزان نجم الدين عدم المشاركة في الدراما السورية هذا العام إلا بلقطات قليلة في مسلسل (أيام الدراسة)، إضافةً إلى مشاركتها في مسلسل "الفاروق" الذي يروي سيرة الصحابي الجليل عمر بن الخطاب، وهو الأمر الذي يتطلّب منها السفر وقضاء وقت طويل خارج وطنها.

وتسجل الدراما السورية هذا العام غياب الفنان السوري باسل خياط المتواجد في دبي لاستكمال دورات تدريبية في مجال الإخراج، والفنانة يارا صبري التي دعمت الثورة السورية منذ بدايتها، وخصوصًا من خلال مساهمتها في نشر أسماء المعتقلين على صفحتها الخاصة على موقع (فيسبوك)، ما أدى الى تعرضها إلى ضغوط عدة اضطرت على إثرها للغياب عن الإعلام أيضاً.

ولن يطل الفنان مصطفى الخاني خلال دراما رمضان 2012 بأي عمل، الأمر الذي يبرره الخاني بأنه ناتج بسبب ظروف فنية بحتة، وعدم توافر الشروط الفنية والإنتاجية الجيدة في العمل الذي يشارك فيه، وأنه لا يشارك في أكثر من عمل واحد في السنة.

ومن أبرز الفنانات الغائبات أيضاً دينا هارون التي كانت قد شاركت في مسلسل (تعب المشوار) مع المخرج سيف الدين سبيعي، إضافة إلى الفنانة ندين سلامة.
 
غياب المخرجين
ولن نرى هذا الموسم عملاً يحمل توقيع المخرج بسّام الملاّ صاحب (باب الحارة) و(أغا المسلسلات الشامية) على الرغم من تداول الكثير من الأخبار عن احتمالية إنتاج جزءين جديدين من باب الحارة، قبل أن  يَخْفُتَ الحديث عن هذا الموضوع تدريجياً ليتوزع نجوم مسلسله الشهير على مجموعةٍ من أعمال البيئة الشامية هذا العام.

ولن يشاهد الجمهور مسلسلاً جدلياً للمخرج نجدة أنزور على الرغم من إعلانه عن مسلسل (ثنائيات الكرز) عن نص للكاتب محمد ماشطة، لكن هذا المسلسل لم يتم تصويره على الرغم من تعاقده مع عدد من الفنانين إذ يبدو أنه فضل التأجيل إلى عام آخر بسبب انشغال معظم النجوم، ولأسباب أخرى قد تكون رقابية.

ومن المخرجين أيضاً الذين فضلوا نقل خبرتهم لتطوير دراما عربية أخرى المخرج سيف سبيعي الذي توجه إلى الدراما اللبنانية لإخراج (ديو الغرام)، وكذلك بعد ابتعاد المخرج سمير حسين عن الإعلام السوري كليًّا تأتي أخباره من القاهرة مخرجاً لمسلسل (أرواح منسية).

وكذلك لم يغب المخرج التونسي الأصل والسوري الهوى كما يحب أن يطلق تلك الصفة على نفسه شوقي الماجري طوال سنوات عن الدراما السورية، وكان طوال عمله فيها فاعلاً وناشطاً يقدم كل عام عملاً مميزاً ولكن صاحب (الاجتياح) و(اسمهان) و(هدوء نسبي) سيكون أبرز الغائبين عن موسم 2012 الدرامي، فالرجل قرر العمل في مسلسل مصري ضخم وهو (نابليون والمحروسة).

أما باسل الخطيب كان خياره سينمائياً أيضاً لهذا الموسم حيث أنجزَ (مريم) من إنتاج المؤسسة العامة للسينما، وذلك بعد خلافه مع الجهة المنتجة للمسلسل اللبناني "الغالبون" الذي أخرج الجزء الأوّل منه في موسم 2011، ليصبح الجزء الثاني من المسلسل في عهدة المخرج السوري رضوان شاهين.

كما يغيب أقدم المخرجين السوريين علاء الدين كوكش الذي لم يتسنَ له إنجاز الجزء الثاني من المسلسل الشامي (رجال العز) كما كان متوقعاً في موسم 2012، وبعد اتفاقه المبدئي مع شركة "قبنض" على مسلسل "طوق البنات" تقرر تأجيل بدء تصوير العمل لما بعد الموسم الرمضاني.

والمخرجة إيناس حقي تغيب للعام الثاني على التوالي عن الدراما السورية بعد مسلسل (أبو خليل القبّاني) الذي عرُض في موسم 2010 على قناة "أوربت" المشفّرة وترشح لجائزة (إيمي) العالمية.

هؤلاء أبرز الغائبين عن الموسم الدرامي الجديد وتبقى الدراما السورية هي الثابت والناشطون فيها متحولون، وهي الحاضر الأبرز على مدى سنوات.