في سابقة تعد الأولى من نوعها في تاريخ الجمهورية الإسلامية ، وافق مجلس الشورى الإيراني في 3 سبتمبر على تولي امرأة منصب وزير وذلك بتعيين مرضية وحيد دستجردي على رأس وزارة الصحة.

وكانت دستجردي التي رشحها الرئيس الإيراني أحمدي نجاد لتولي حقيبة وزارة الصحة والعلاج والتعليم الطبي في حكومته الجديدة حصلت على تأييد 175 صوتا ولقيت معارضة 82 نائبا ، فيما امتنع 29 نائبا عن التصويت ، لتصبح بذلك دستجردي أول وزيرة منذ قيام الثورة الإسلامية في عام 1979 .

وفي أول تصريحات تدلي بها بعد نيلها ثقة البرلمان ، عبرت دستجردي عن سرورها وافتخارها بهذا التعيين ، قائلة :" مع اختيار سيدة لتولي حقيبة وزارية فقد حققت النسوة أملا قديما لهن ،  اختيار سيدة كوزيرة في الحكومة امر مهم للنساء وإنني أشعر اليوم بالفخر".

وتابعت " أعتقد أن النساء اليوم قد حققن أملا ظل يراودهن طويلا بأن تتولى سيدة إحدى الوزارات في الحكومة وتقوم بمتابعة مطالبهن وأرى بأن هذا الاختيار خطوة مهمة للنساء".

وبشأن المسألة الأهم في قطاع الصحة والعلاج والتعليم الطبي ، قالت :" أعتقد أنه علينا زيادة الاعتمادات في هذا القطاع" ، و اعتبرت الوصول إلى مواقع أفضل بأنه من ضمن أهدافها وبرامجها في وزارة الصحة والعلاج والتعليم الطبي.

ومرضية وحيد دستجردي من مواليد طهران عام 1959 والتحقت بكلية الطب في جامعة طهران عام 1975.
وفي العام 1988 نجحت في الحصول على درجة اختصاص في قسم النساء بكلية الطب في جامعة طهران، وبعد ذلك أصبحت عضوا في الهيئة العلمية لمجموعة النساء والتوليد في قسم النساء والتوليد بمستشفى آرش.

وتولت كذلك على مدى سنوات عدة مسؤوليات في كلية الطب ووزارة الصحة والعلاج ووزارة التعليم العالي وكانت نائبة عن طهران في الدورتين الرابعة والخامسة في مجلس الشورى .

ويرى مراقبون أن الموافقة على تعيين دستجردي كوزيرة يأتي في إطار محاولة المحافظين إحراج المعارضة الإصلاحية وتحسين صورة النظام الإسلامي خاصة وأن المرأة كان لها دورا بارزا في الاحتجاجات التي شهدتها إيران في أعقاب انتخابات الرئاسة .

الحكومة الإيرانية الجديدة

وكان مجلس الشورى الإيراني " البرلمان " منح في 3 سبتمبر الثقة لـ 18 من الوزراء الـ21 الذين اقترحهم الرئيس محمود أحمدي نجاد للحكومة الجديدة.

وأعلن رئيس البرلمان علي لاريجاني أن المجلس منح الثقة لـ 18 من الوزراء الـ21 الذين اقترحهم نجاد ، موضحا أنه من بين المرشحات الثلاث للوزارة لم يوافق البرلمان إلا على مرضية وحيد دستجردي لوزارة الصحة لتكون أول وزيرة في تاريخ الجمهورية الإسلامية ، كما وافق على تعيين وزير للدفاع مطلوب في الارجنتين لاتهامه بالاشتراك في هجوم على مركز يهودي عام 1994 ، فيما رفض اقرار تعيين مرشحتين أخريين وكذلك المرشح لوزارة الطاقة.

ولم تحصل فاطمة اجورلو على وزارة الضمان الاجتماعي التي كان رشحها لرئاستها أحمدي نجاد، وكذلك لم يوافق البرلمان على تسليم سوسن كشوارز وزارة التربية، كما رفض البرلمان منح ثقته لوزير الطاقة المقترح محمد علي آبادي.

وحصل معظم الوزراء على أكثر من 150 صوتا من أصل أصوات النواب الـ 286 الذين حضروا الجلسة ، ما عدا وزير النفط الذي حصل على 147 صوتا ، ولدى أحمدي نجاد ثلاثة أشهر لتقديم أسماء مرشحين جدد بدلا من أولئك الذين رفضهم البرلمان المكون من 290 عضوا ، إلا أن حكومته الجديدة يمكن أن تباشر أعمالها رغم رفض المجلس لثلاثة وزراء .

وبعد مصادقة البرلمان على حكومة نجاد الجديدة ، أدانت الارجنتين ترشيح أحمد وحيدي لتولي وزارة الدفاع بسبب اتهامها له بالتورط في تفجير مركز يهودي في بوينس ايريس عام 1994 والذي راح ضحيته 85 شخصا.
وحصل وحيدي على أعلى عدد من الاصوات اذ فاز بـ227 صوتا من 286 شاركوا في التصويت، وفسر البعض ذلك على أنه يدل على منطق تحد.

وفي المقابل ، حصل وزير النفط مسعود مير كاظمي على 147 صوتا فقط كأقل عدد من الاصوات بين الوزراء الذين أقرهم البرلمان ، حيث تعرض بسبب افتقاره للخبرة.

ويواجه مير كاظمي تحديا لتعزيز انتاج النفط والغاز ، حيث تعتبر إيران خامس أكبر دولة مصدرة للنفط في العالم وتمثل مبيعات الخام معظم ايراداتها ، إلا أنها تواجه مشاكل كبيرة في هذا المجال في ظل العقوبات المفروضة من قبل الولايات المتحدة والامم المتحدة بسبب النزاع على برنامج ايران النووي.

يشار إلى أن نجاد كان فاز بولاية جديدة في الانتخابات التي جرت في 12 يونيو/ حزيران الماضي والتي أثارت نتائجها احتجاجات ضخمة للمعارضة ، حيث يقول خصوم نجاد إن الانتخابات زورت لضمان إعادة انتخابه ، بينما تنفي السلطات تلك التهمة .