قال وزير الخارجية السورية وليد المعلم إن التحقيقات التي أجرتها لجنة التحقيق الدولية في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري برئاسة المحقق الألماني ديتليف ميليس كانت مبرمجة لاتهام سوريا.

وجاء كلام المعلم تعليقا على الهجوم الذي شنه المدير العام السابق للأمن العام اللبناني جميل السيد الأحد على المحكمة الدولية لمحاكمة الضالعين في اغتيال الحريري.

ونقل راديو "سوا" الامريكي عن المعلم قوله خلال مؤتمر صحافي مشترك مع الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا: "إن محكمة الحريري شأن لبناني بين لبنان والأمم المتحدة".

وكان السيد، وهو احد الضباط الأربعة الذين طلب ميليس توقيفهم في صيف عام 2005 في إطار التحقيقات التي كان يجريها حول اغتيال الحريري، رفض أن تتجاهل المحكمة الدولية تضليل التحقيق على أيدي شهود زور ، حسب قوله.

وحول الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ، قال المعلم "لم نتطلع على خطة السلام التي يعتزم الرئيس أوباما طرحها، لكن نريد أن نعرف حقا، عندما يتواتر الحديث عن اجتماعات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ماذا عن وقف الاستيطان؟، ووقف تهويد القدس، وتدمير المنازل، وماذا جرى في موضوع رفع الحصار عن غزة؟".

وأضاف أن "الجهود منصبة حاليا على المسار الفلسطيني أما موقفنا من أي مؤتمر دولي للسلام فنحن نعتقد أن مثل هذا المؤتمر يجب التحضير الجيد له وأن تتوضح مرجعياته وأن يأتي تتويجا للتقدم على المسارات الثنائية".

وبشأن التوتر في العلاقات السورية العراقية ودعوة بعض المسؤولين العراقيين لتشكيل محكمة دولية لمحاكمة بعثيين مقيمين في سوريا على غرار المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، قال المعلم "هذا شأن عراقي، لكن أعتقد أننا نعيش في هذه المنطقة ونريد أن نرى أي إجراء يتخذ من قبل مجلس الأمن يجب أن يراعى على كل الجرائم التي عانى منها الشعب العراقي منذ احتلال أراضيه وكل المجازر الجماعية".

وشدد على موقف بلاده من العلاقات مع العراق بأنها "علاقات حسن الجوار وعلاقات أخوية".

وعن الحوار السعودي السوري، قال "إن العلاقات السورية-السعودية تسير في المسار الصحيح، وقد وصل منذ يومين السفير السعودي، وهذه العلاقات هدفها تحقيق أمن واستقرار المنطقة".

وعن الأنباء التي تحدثت عن وجود وساطة سورّية بين إيران والغرب بشأن الملف النووي وملف المعتقلتين الفرنسيتين، قال المعلم "نحن لم نكن وسطاء في هاتين المسألتين، وأكد أن ما تقوم به بلاده هو مجرد نقل وجهات النظر".

بدوره، شدد سولانا على أن "مفاوضات التسوية ينبغي أن تستمر ولكن الوساطة أمر مهم أيضا وينبغي ألا نترك الأطراف المعنية تتفاوض إلى ما لا نهاية".

وأضاف، "نسعى جاهدين أن يتحقق استئناف للمفاوضات وأن يتم تحقيق شيء ملموس". وعن استراتيجية الاتحاد الأوروبي في موضوع السلام، قال إنه تم طرح الكثير من القضايا المهمة وأهمها استئناف السلام والجهود تنصب لتحقيق هذا الهدف، وأضاف، نأمل تحقيق ذلك بالقريب العاجل.

وأكد أن لدمشق دوراً كبيراً يمكن أن تلعبه وقال "نحن نحاول وضع استراتيجية للسلام والاستقرار في المنطقة، تحدثنا عن ذلك وعن العلاقات الثنائية بين الاتحاد الأوروبي وسوريا"، مشيراً إلى أن توقيع اتفاق الشراكة السورية الأوروبية يمكن أن يتم قبل نهاية العام.

وكان الأسد استقبل سولانا، وبحث معه، حسبما صرحت مصادر رسمية سورية، العلاقات السورية الأوروبية والمستجدات السياسية في المنطقة، وخاصة في العراق والمناطق الفلسطينية المحتلة ولبنان، بالإضافة إلى آفاق التسوية السياسية في الشرق الأوسط.

وحسب المصادر ذاتها أكد الأسد لسولانا أن تحقيق تسوية عادلة وشاملة للصراع في الشرق الأوسط يتطلب انسحاب إسرائيل من كامل الأراضي العربية المحتلة في عام ،1967 بما في ذلك الانسحاب من كامل الجولان السوري المحتل حتى حدود الرابع من يونيو/حزيران ،1967 وتمكين الشعب الفلسطيني من حقوقه الثابتة والمشروعة.

وحث الأسد دول الاتحاد الأوروبي على لعب دور فاعل في جهود التسوية، والضغط على إسرائيل من أجل وقف الاستيطان، وفك الحصار عن قطاع غزة، والقبول بتسوية على أساس قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، ومبدأ الأرض مقابل السلام، ومبادرة السلام العربية.

هذا وتأتي زيارة سولانا إلى دمشق في مستهل جولة سيزور خلالها عدداً من دول المنطقة. تشمل لبنان ومصر وإسرائيل والأراضي الفلسطينية.