ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية "بى بى سى" في تقرير لها السبت أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما أحدث ثورة في الاستخدام السياسي للإنترنت لحشد المؤيدين والترويج لسياسته ، موضحة أنه من أحدث الساسة الذين يسيرون على نهجه جمال مبارك أمين لجنة السياسات بالحزب الوطني الحاكم في مصر.

وأضافت قائلة :" يبدو أن نجاح اوباما أغرى آخرين بأن يحذوا حذوه، فنجد أن رئيس الوزراء البريطاني جوردن براون على سبيل المثال بدأ يستخدم موقع يوتيوب لبث رسائل إلي الشباب البريطاني لتأييد أجندته ، والآن ينضم جمال مبارك إلي هؤلاء الساسة الذين يلجأون للتكنولوجيا الحديثة والوسائط التفاعلية ".

وتابعت بي بي سي تقول " الأسبوع الماضي فتح الباب أمام مستخدمي الانترنت لتوجيه أسئلة أو تعليقات إلي جمال مبارك من خلال موقع (شارك) الذى أنشأ خصيصا لهذه المناسبة وموقع (فيس بوك) على أن يقوم نجل الرئيس المصري بالإجابة على بعض هذه الأسئلة خلال لقائه مع شباب الأكاديميين والذي يبث بدوره على موقع شارك ".

وأوضح تقرير الـ بي بي سي أن مستخدمي الإنترنت في مصر يمثلون حوالي 15% من السكان، مما يعني أن مبادرة الحزب الوطني لا تسعى للوصول إلي رجل الشارع العادي بقدر ما تسعى نحو شرائح معينة من الشباب.

وأضاف أن الحزب الوطني يعتبر متأخرا نسبيا في اقتحام الفضاء الإلكتروني، فخلال السنوات الماضية كانت المدونات والمجموعات التي تتكون على مواقع مثل "فيس بوك" في غالبيتها معارضة للنظام، بل إن بعض المراقبين يصف حركة المعارضة في مصر بأنها تحولت إلي "حركة نضال الكتروني" بعيدا عن التحرك الفعلي في الشارع السياسي.

وكان جمال مبارك عقد اجتماعا في 14 أغسطس مع مجموعة من شباب المدرسين المساعدين بالجامعات ومراكز الأبحاث بمقر الحزب الوطني في القاهرة ووصف خلال اللقاء المطالبين بـ"كوتة للأقباط" داخل مجلس الشعب بالـ"المخربين" الذين يهدفون إلى تخريب النسيج الوطنى ، قائلا :" لن ينجحوا فيما يرغبون، ولن نأخذ الموضوع باستخفاف ورغم اعترافى بأن الأقباط لديهم مشاكل فإن حلها بالحوار الهادئ وليس بتسييسه عن طريق أفراد فى الداخل أو الخارج".

واعترف جمال مبارك بفشل المجمعات الانتخابية التى نفذها الحزب الوطنى فى انتخابات عام 2005 لاختيار مرشحيه ، وقال: "شابت الاختيارات بعض الأخطاء بسبب القبلية والعصبية فى صعيد مصر، ولكن وجودنا فى معترك سياسى وانتخابى جعلنا نتسق معها، ونحاول إصلاحها".

وعن حصة مصر فى مياه النيل ، قال: "لا يوجد أى مساس بحصة مصر من مياه النيل، لكن فى نفس الوقت، محتاجين نكون فى تواصل مع إفريقيا لأنها تعطينا عمقا فهذه الدول لها متطلبات ومشروعات تنمية قائمة على مجرى النيل".

وتابع " أنا متفائل بما يحدث فى مصر ، الخمس سنوات الماضية أضافت الكثير للحياة السياسية والاجتماعية وننتظر قانونى الوظيفة العامة وحرية تداول المعلومات لتكتمل المنظومة القانونية".

واختتم جمال مبارك قائلا :" إن الرئيس المصري الراحل أنور السادات كان عنده بعد نظر عندما مد يده إلى المعسكر الأمريكى وقال إن 99% من أوراق اللعبة فى يد أمريكا، بعد أن وجد أن اللعب على فكرة التوازن بين المعسكرين الغربى والشرقى خاطئة، ولن تفيد مصر".