يوم السبت الموافق
18/05/2024
الصفحة الرئيسية اجعلنا صفحة البداية اضفنا للمفضلة





























2009-07-03 04:00:00
طالبان لأوباما : "الخنجر" نهايتك في أفغانستان
يكاد يجمع المراقبون أن العملية العسكرية الواسعة التي بدأتها أمريكا في جنوبي أفغانستان منذ مطلع يوليو / تموز وأطلقت عليها تسمية "الخنجر" قد تأتي بنتائج عكسية تماما بل وقد تكون بداية النهاية لاستراتيجية أوباما الجديدة هناك والتي تقوم على زيادة عدد القوات.
صحيح أن تلك العملية تعتبر الأكبر من نوعها منذ الغزو الأمريكي لهذا البلد عام 2001 ، حيث تشارك فيها قوات أمريكية يبلغ عددها 4 آلاف جندي عنصر، بجانب قوات أفغانية وقوات من الناتو بينهم قوة بريطانية مكونة من نحو 700 جندي ، إلا أنه على الرغم من ذلك فإن تلك القوات تظهر وكأنها دخلت إلى الفخ بإرادتها المطلقة لأن طالبان كانت تنتظرهم بفارغ الصبر ويبدو أن إعلانهم عن دخول قرى في ولاية هلمند دون مقاومة هو البداية على طريق الوقوع في هذا الفخ .
فطالبان ليس لها قواعد ثابتة كما أن لها دراية واسعة بجبال أفغانستان ولذا من السهل عليها الاختباء والظهور كيفما شاءت وبالتالي نصب الكمائن بسهولة للجنود الأمريكيين والبريطانيين الذين باتوا على بعد خطوات منها ، ويبقى الأمر الأهم وهو أن أمريكا احتلت أفغانستان بالكامل في 2001 ولم تستطع القضاء على طالبان ، حيث زادت الأخيرة من هجماتها سواء كان ذلك عبر الهجمات الانتحارية أو العبوات الناسفة على الطرق.
ولعل إلقاء نظرة على الخسائر في صفوف أمريكا وحلفائها منذ بدء العملية العسكرية يؤكد أن الأسوأ مازال ينتظرهم ، حيث لقى جنديان أمريكيان مصرعهما وأصيب ثلاثة آخرون بتفجير انتحاري في ولاية بكتيكا ، كما لقى سبعة من أفراد الشرطة الأفغانية مصرعهم في انفجار لغم بولاية قندهار ولقى جندي كندي مصرعه في انفجار عبوة ناسفة زرعت على جانب الطريق في قندهار أيضا ، وفي ولاية هيرات ، أصيب ثلاثة جنود ايطاليين بجروح عندما داهم شخص بسيارته الملغومة مدرعة تقل جنودا إيطاليين.
صحيفة "التايمز" البريطانية علقت على العملية العسكرية  والخسائر السابقة ، قائلة في 4 يوليو / تموز إن النصر مستحيل في أفغانستان وإن  احتلال هذا البلد الإسلامي كان قرارا خاطئا منذ البداية وإن رسالة طالبان لأوباما هى أن " الخنجر " قد تعجل بنهاية احتلال قواته لأفغانستان .

 
 
جنود أمريكيون يشاركون في عملية
  

ووفقا لمقال للكاتب بالصحيفة ماثيو باريس فإن كثرة البنادق مع غياب الرؤية السياسية على الأرض لن تؤدي إلى نتيجة، وأكد أن العملية العسكرية الأخيرة لن تخدم حلفاء واشنطن في الانتخابات الرئاسية المقبلة لأن البيروقراطية تخنق الوزارات الأفغانية والأفغان ناقمون على تردي الأوضاع الأمنية  والاقتصادية ، وانتهى إلى القول :" المليارات قد أهدرت في هذا البلد، وإن العاملين في مجال الإغاثة في حالة ضياع، وكذلك الجهود الدولية المبذولة في هذا البلد".
وبجانب ما سبق ، فإن هناك أمرا آخر لايخدم أوباما ويصب في صالح طالبان ألا وهو قيام قوات الناتو بالقتل العشوائي للمدنيين الأفغان للتغطية على خسائرها هناك ، الأمر الذي أدى لمضاعفة الاستياء الشعبي ضد أمريكا والناتو والالتفاف أكثر وأكثر حول طالبان ، وبالتالي فإن زيادة عدد القوات الأمريكية لا يخدم واشنطن بقدر ما يخدم طالبان ، ففرصة صيدهم من قبل مقاتلي طالبان والأفغان الغاضبين ستكون أكبر كلما زاد عددهم وكثرت تحركاتهم. 
والخلاصة أن العملية العسكرية الأخيرة وإن كانت تعتبر اختبارا حقيقيا على الأرض لاستراتيجية أوباما القائمة على زيادة عدد القوات الأمريكية في أفغانستان بنحو 17 ألف جندي ، إلا أن الفشل يصاحبها منذ البداية ويبدو أنه ليس من خيار أمام أوباما سوى الحوار مع طالبان لوقف دوامة العنف في تلك الدولة المسلمة التي باتت تعرف في التاريخ بأنها "مقبرة الإمبراطوريات" .


تعليقات        (اضف تعليق)

* الاسم الكامل
البريد الالكتروني
الحماية
* كود الحماية
البلد
هام جدا ادارة الموقع تحتفظ لنفسها الحق لالغاء التعليق او حذف بعض الكلمات منه في حال كانت المشاركة غير اخلاقية ولا تتماشى مع شروط الاستعمال. نرجو منكم الحفاظ على مستوى مشاركة رفيع.
مسؤولية التعقيب تقع على عاتق المعقبين انفسهم فقط
يمنع ادخال اي مضامين فيها اي تجاوز على قانون منع القذف والتشهير او اي قانون آخر
فيديو عبلين |  اخبار عبلين |  دليل عبلين |  عن عبلين |  العاب اونلاين |  للنشر والاعلان |  من نحن |  اتصل بنا | 
Online Users
Copyright © ibillin.com 2007-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع عبلين اون لاين
Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com