أكدت البرازيل اليوم الثلاثاء مشاهدة جسم مشتعل فوق الأطلسي في الوقت الذي تقوم فيه فرق بحث وإنقاذ من عدة دول بعمليات بحث مكثفة في محاولة للعثور على طائرة الخطوط الجوية الفرنسية التي اختفت أثناء تحليقها فوق المحيط وعلى متنها 228 شخصًا

وقال نائب الرئيس البرازيلي خوسيه النسار ان طاقم رحلة متجهة من أوروبا إلى البرازيل، شاهدوا جسما مشتعلا على سطح مياه الاطلسي.

وجاء كلام النسار، اثر توجهه إلى مطار ريو دي جانيرو الدولي للقاء أقارب ركاب الطائرة الفرنسية المنكوبة وفي وقت لا زالت تجري فيه عمليات البحث عن الطائرة الفرنسية المنكوبة.

كما أكدت القوات الجوية البرازيلية ان اعضاء الطاقم رأوا نقطة برتقالية مشتعلة على سطح المياه خلال الرحلة ايضا من أوروبا إلى البرازيل.

وقال طيار يعمل بخطوط شركة "تام" البرازيلية انه شاهد قطعة محترقة من حطام على المحيط الاطلسي بينما كان يعبر المحيط في وقت مبكر صباح امس الاثنين قائلة :" إن طاقم الشركة شاهد بقعا متوهجة في عرض البحر في طريقه بين أوروبا والبرازيل، على بعد 1300 كيلومتر قبالة جزيرة فرناندو دي نورونها".

وتقع فرناندو دي نورونها على بعد حوالي 350 كيلومترا قبالة الساحل البرازيلي، وابلغت الشركة السلطات البرازيلية بما راته. و تتزامن هذه الملاحظة مع وقت اختفاء الطائرة التابعة لشركة "اير فرانس" من على شاشة الرادار.

استمرار البحث

وتشارك في عمليات البحث التي توقفت مؤقتًا بسبب حلول الظلام ،سفن من فرنسا والبرازيل وأسبانيا والسنغال بينما عرضت الولايات المتحدة المشاركة بتقديم المعلومات المستقاة بواسطة الأقمار الاصطناعية.

وقررت فرنسا إرسال طائرتين اضافيتين للمشاركة في اعمال البحث عن طائرة إير فرانس.

وأعلن الناطق باسم رئاسة الأركان الفرنسية أن طائرة استطلاع متمركزة في داكار انطلقت ظهر الاثنين من العاصمة السنغالية للمشاركة في عمليات البحث, باشراف مركز الانقاذ السنغالي.

وأضاف ان طائرتي فالكون 50 واخرى بريجيه اتلانتيك ستتوجه إلى داكار لتعزيز عمليات البحث.

وأوضح الناطق أن سفينة من البحرية الفرنسية موجودة في خليج غينيا مقابل سواحل أفريقيا الغربية حولت مسارها الى منطقة البحث لكن يلزمها ايام من الابحار قبل أن تصل إلى وجهتها.

وتصطدم إمكانية الاستعانة بقنوات الرصد بالأقمار الاصطناعية بعائق سوء الأحوال الجوية إضافة إلى اتساع منطقة البحث.

وقالت وزارة الدفاع البرازيلية ان البحث عن الطائرة المفقودة بدأ حوالى الساعة 05:30 بتوقيت جرينتش، بعد حوالي أربع ساعات من اختفاء الطائرة من على شاشات الرادار حول الجزيرة.

في هذا الوقت، تجمع العشرات من أقارب ركاب الطائرة في المطار بانتظار معلومات جديدة عن الكارثة واسماء الضحايا .

وكانت شركة الخطوط الجوية الفرنسية قد اعلنت ان الطائرة اصيبت بصاعقة وهي في طريقها من ريو دي جانيرو الى باريس ادت الى عطل كهربائي فيها.

تضاؤل الآمال

في الأثناء، قال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ان احتمال العثور على احياء من الركاب ضيئل جدا، وأكد أن فرنسا طلبت من الولايات المتحدة المساعدة في البحث عن الطائرة في المكان الذي فقدت فيه بعد انطلاقها من مدينة ريو دي جانيرو متوجهة الى باريس.

واضاف انه " لا توجد فرضية مستبعدة" خلال البحث عن اسباب لاختفاء الطائرة.

والتقى الرئيس الفرنسي الاثنين مع بعض عائلات الاشخاص الذين كانوا على متن الطائرة، في مطار شارل ديجول في باريس. وقال ساركوزي انه ابلغهم " الحقيقة. احتمالات العثور على احياء ضئيلة جدا".

وقال أن العثور على الطائرة "سيكون امرا صعبا للغاية" لان منطقة البحث "هائلة جدا."

كما أعلن الرئيس الفرنسي أنه طلب مساعدة وزارة الدفاع الأمريكية الـ "بنتاجون " في البحث عن الطائرة الفرنسية التي اختفت عن شاشة الرادار فوق مياه المحيط الأطلسي .

عطلاً كهربيًا

كانت الخطوط الجوية الفرنسية "إير فرانس" أعلنت في وقت سابق إن طائرتها الإيرباص "إيه 330" أرسلت ما يفيد بأن عطلا كهربائيًا وقع فيها بسبب عاصفة.

وقال مدير اير فرانس بيير هنري جورجون ان الاتصال بالطائرة كان طبيعيا حتى ذلك الوقت.

وأوضح فرانسوا بروس مدير الاتصال في الشركة أن الأمر الأكثر ترجيحًا هو أن الطائرة تعرضت لصاعقة إثر دخولها منطقة عاصفة مع تقلبات جوية شديدة ما تسبب في اعطال باجهزتها.

وأضاف أن الطائرة التي كان على متنها 228 شخصا (216مسافرا بينهم 126 رجلا و82 امرأة وسبعة اطفال ورضيع إضافة إلى 12 من افراد الطاقم).

وينتمي الركاب إلى جنسيات 32 دولة بينهم 80 برازيليا و 73 فرنسيا و18 ألمانيا و تسعة إيطاليين وستة أمريكيين إضافة إلى خمسة لبنانيين وثلاثة مغاربة وخمسة من الصين واثنين من بريطانيا وركاب من اسبانيا وايرلندا.

يشار إلى أن طائرات الإيرباص(إيه 330) كان لها سجل جيد في مجال السلامة الجوية حيث لم تقع خسائر بشرية نتيجة حوادث لهذا الطراز في رحلات تجارية.

وتحطمت فقط طائرة من هذا الطراز في عام 1994 خلال رحلة اختبار جنوبي فرنسا مما أسفر عن مصرع سبعة أشخاص.

وكانت إير فرانس قد أعلنت الأسبوع الماضي تحقيق خسائر للمرة الأولى منذ اندماجها مع الخطوط الجوية الهولندية عام 2003.

أما أشهر الحوادث في تاريخ الخطوط الفرنسية فكان في يوليو/ تموز عام 2000 عندما تحطمت طائرة الكونكورد الأسرع من الصوت لدى إقلاعها من مطار شارل ديجول مما أسفر عن مقتل 113 شخصا هم جميع الركاب وأفراد الطاقم. وكان هذا الحادث من أهم أسباب خروج الكونكورد لاحقا من الخدمة.