امتلاك ايران لسلاح نووي قد يكلف اسرائيل نزوحا جماعيا لمواطنيها هذا ما اكده استطلاع حديث للرأي صدر في تل ابيب اليوم الجمعة،  ويعزز هذه المخاوف تراجع اسرائيل عن استحدام الخيار العسكري

حيث توقع استطلاع إسرائيلي للرأي نزوح نحو ربع المواطنين عن اسرائيل في حال تمكنت إيران من إمتلاك سلاح نووي. ووفقا لما أورده "راديو سوا" الأمريكى قال الإستطلاع الذي أجراه مركز الدراسات الإيرانية في جامعة تل أبيب أن واحدا من كل أربعة إسرائيليين تقريبا قال إنه سينظر في مغادرة إسرائيل في حال تمكنت طهران من إمتلاك سلاح نووي.

وأضاف الإستطلاع أن نسبة 85% من الإسرائيليين عبروا عن تخوفهم من امتلاك إيران لسلاح نووي مشيرا إلى أنه بالرغم من المساعي الأمريكية للحوار مع طهران حول برنامجها النووى إلا أن نسبة 57% من الإسرائيليين توقعوا أن يفشل ذلك الحوار.

وذكر الإستطلاع أن نسبة 41% من الإسرائيليين يؤيدون قيام تل أبيب بشن عمل عسكري ضد المنشآت النووية الإيرانية دون الإنتظار لنتائج الحوار بين واشنطن وطهران.

اسرائيل: لا خيار عسكري ضد ايران

أكدت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية اليوم الجمعة على أن الخيار العسكري الإسرائيلي ضد إيران قد "مات" منذ لقاء رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو بالرئيس الأمريكي باراك أوباما.

و أضافت الصحيفة أن جميع مسؤولي إدارة أوباما بدءا من الرئيس نفسه ونائبه جو بايدن ووزير الدفاع روبرت جيتس وآخرين قاموا بالتأكيد على أن تل أبيب "لا تمتلك إذنا" من الولايات المتحدة بشن هجوم على إيران.

وأشارت "هآرتس" إلى أن هذه التحذيرات المتتالية من المسؤولين الأمريكيين قضت تماما على فرصة قيام إسرائيل بأي عمل عسكري ضد إيران حتى مع افتراض إمتلاك الدولة العبرية لقدرات عسكرية تمكنها من تنفيذ مثل هذه المهمة التي تتطلب معلومات استخباراتية دقيقة لتحديد الأهداف المطلوب مهاجمتها دون التسبب في خسائر كبيرة بين المدنيين فضلا عن العثور على مسارات للطائرات الإسرائيلية تحول دون رصدها قبل وصولها إلى أهدافها وكذلك تحميل كميات كافية من القنابل والصواريخ لإحداث أضرار كبيرة بهذه الأهداف.

اوباما يحذر اسرائيل

شددت صحيفة "الجارديان" البريطانية على ضرورة أن يُفهم الرئيس الأمريكى باراك أوباما الحكومة الإسرائيلية أن امتلاكها لأسلحة الدمار الشامل أمر خطير للغاية على منطقة الشرق الأوسط و العالم.

وذكرت "الجارديان" أن مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية روس جوتمولر صدم تل أبيب بإعلانه أن واشنطن ترغب من الدول جميعها بمن فيها إسرائيل أن توقع معاهدة منع إنتشار الأسلحة النووية مما يؤكد مخاوف الأخيرة من أن إدارة أوباما بدأت تجري تعديلات كبيرة على سياستها المتعلقة بانتشار الأسلحة النووية في الشرق الأوسط.

وعلقت الصحيفة بالقول: "إن إسرائيل لا تبدو راغبة بالتعاون مع منهج وزارة الخارجية الأمريكية الجديد و المنطقي والمنصف لمنع انتشار الأسلحة النووية لذا ينبغي على تل أبيب أن تعي أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما لن يفعل ما تحاول إسرائيل أن تمليه عليه".

وأضافت المطبوعة البريطانية ذائعة الصيت أنه ينبغي على الولايات المتحدة تنفيذ سياسة صارمة تمنع انتشار الأسلحة النووية وتطلب من جميع الدول بمن فيها إسرائيل أن توقع معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية والإلتزام بها لأنها الطريقة الوحيدة لمنع إندلاع حرب في منطقة الشرق الأوسط.

وقالت: "إن وجود مفاعل ديمونة الإسرائيلي لإنتاج الأسلحة النووية عام 1986 كشف عن النشاط المسعور لإنتاج القنابل خلف جدرانه إذ يقدر خبراء انتشار الأسلحة النووية أن إسرائيل تمتلك مئات القنابل الذرية والهيدروجينية بالإضافة إلى الأسلحة البيولوجية والكيميائية التي ينتجها معهد نيس زيونا البيولوجي الإسرائيلي".

وعلقت الصحيفة بالقول: "إن كمية الأسلحة الذرية والبيولوجية والكيميائية التي تملكه تل أبيب تظهر صورتها المرعبة" مشرية إلى أنه "من المعلوم أن إسرائيل طورت أسلحة نووية وخدعت الولايات المتحدة بالإدعاء أن مثل هذه الأسلحة غير موجودة لديها".

وطالبت "الجارديان" أوباما أن يجبر إسرائيل على القبول بنظام نزع الأسلحة النووية وفتح مصانعها لإنتاج الأسلحة النووية والكيميائية والبيولوجية للتفتيش مضيفة أنه من دون المساعدات المالية التي تقدمها واشنطن لتل أبيب لن تستطيع الأخيرة تمويل الإحتلال وبناء المستوطنات في الضفة الغربية وترسانتها النووية لذا تستطيع إدارة أوباما أن تفرض على إسرائيل سياسة نزع الأسلحة النووية.