يوم السبت الموافق
18/05/2024
الصفحة الرئيسية اجعلنا صفحة البداية اضفنا للمفضلة





























2009-05-16 20:38:53
من قائد المقاومة لزعيم التصريحات النارية
تصريحات الأمين العام لحزب الله اللبناني الشيخ حسن نصر التي أطلقها في 15 مايو / أيار مازالت تثير علامات الاستفهام والاستغراب لدى المراقبين للشأن اللبناني ، فهى جاءت بحسب البعض بمثابة تأكيد لقوة الحزب ، فيما ذهب البعض الآخر إلى أنها بدت وكأنها تنفيذ لأجندة إيرانية في لبنان
وكان نصر الله قد وصف سيطرة مسلحي حزب الله وحلفائه على بيروت عسكريا في 7 مايو / أيار 2008 بأنه يوم مجيد من أيام المقاومة ، معتبرا أن الاستقرار النسبي الذي شهده لبنان خلال عام هو "من بركات 7 أيار".
وفي كلمة ألقاها عبر شاشة عملاقة في احتفال الحزب بمناسبة تخريج الطلبة الجامعيين بضاحية بيروت الجنوبية ، أضاف نصر الله " في النتيجة 7 أيار هو الذي وضع لبنان على طريق الحل وأخرجه من أزمته وفرض العودة إلى طاولة الحوار وانتخاب رئيس توافقي وتشكيل حكومة وحدة وطنية ، ما جرى في 7 أيار وضع حدا لحرب مذهبية كانوا يخططون لها ولمؤامرة كبرى على المقاومة".
وتابع " 7 أيار حقن الدماء وحفظ المؤسسات والبيوت والعائلات ، وجاء ردا على قرار حكومي بوقف شبكة اتصالات الحزب السلكية التي يعتبر وجودها ضروري لأمن قياداته وعناصره".
وأشار إلى أن قوى الأكثرية وأبرزها تيار المستقبل بزعامة سعد الحريري يجب أن لا تنسى 7 أيار ، قائلا :" نريد أن لا ينسوا، المطلوب أن لا تنسوها حتى لا تكرروا حماقة 5 أيار"، في إشارة إلى قرار الحكومة السابقة تفكيك شبكة اتصالات حزب الله وهو القرار الذي قاد إلى قيام المعارضة بقيادة حزب الله بعملية عسكرية ضد الموالاة في بيروت والجبل بدأت في السابع من أيار في بيروت واستمرت أياما عدة وتوسعت إلى مناطق أخرى في شمالي بيروت والجبل ، ما تسبب بمقتل أكثر من 65 شخصا.
وفي تفسيره لأسباب إثارة أحداث أيار في هذا التوقيت بالذات ، قال نصر الله :" حزب الله وحلفاءه كانوا قد اتخذوا قرارا بعدم التطرق إلى ذكرى 7 أيار خلال الموسم الانتخابي ، لكن الطرف الآخر أثارها في الإعلام والخطب ومن على المنابر، معتبرا سكوتنا وعدم تعليقنا ناجم عن إحساس بالخجل أو الضعف أو الحرج ، من واجبي أن أعلق حتى لا يكون هناك التباس".
واختتم نصر الله تصريحاته ، قائلا :" أقول للذين يرفضون مشاركتنا في الحكم إن حزب الله قادر على أن يحكم لبنان لأن من استطاع هزيمة أقوى جيش في العالم (الجيش الإسرائيلي) بإمكانه أن يدير بلدا أكبر بمائة مرة من لبنان ، 7 أيار يوم مجيد من أيام المقاومة في لبنان".
التصريحات السابقة يرى فيها البعض وخاصة أنصار حزب الله أنها تأتي في إطار تأكيد قوتهم ولا تخرج عن إطار الحرب الكلامية قبل الانتخابات البرلمانية التي ستجري في السابع من حزيران/يونيو بين قوى 14 آذار/مارس التي تمثلها الأكثرية النيابية الحالية المدعومة من الغرب ودول عربية بارزة وقوى 8 آذار/مارس وحلفائها الممثلين بالأقلية النيابية والمدعومين من دمشق وطهران ، خاصة وأن الأكثرية طالما استفزت نصر الله في الفترة الأخيرة بتحذيرها من خطر حصول الحزب على الأغلبية وتأكيدها أنها لن تشارك في السلطة في حال عدم تحقيقها الأغلبية في الانتخابات المقبلة وهو ما دفع نصر الله للرد ، قائلا :" إننا قادرون على حكم لبنان"، فهو هنا لم يكن يعبر عن رغبة في السلطة أكثر منها محاولة للضغط على الأكثرية الحاكمة للتراجع عن تعنتها إزاء المشاركة في الحكومة الجديدة المزمع تشكيلها بعد الانتخابات.            
وفي المقابل ، يرى البعض الآخر وخاصة أنصار الأكثرية أن مضمون تصريحات نصر الله يحمل مخاطر جمة بل ويدعم وجهة نظرهم حول أن حزب الله ينفذ أجندة إيرانية وأنه قد يوجه سلاحه للداخل أيضا وليس ضد إسرائيل فقط ، بل إن إحدى الصحف قالت إن تصريحات نصر الله تشير إلى أن دولة "حزب الله" على الأبواب.
 
ففي 16 مايو / أيار، علقت صحيفة "الشرق الأوسط" الصادرة في لندن على التصريحات السابقة ، قائلة :" في خطاب تحدث فيه باعتبار أن دولة حزب الله باتت على الأبواب في لبنان ، شن حسن نصرالله الأمين العام لحزب الله هجوما عنيفا على 14 آذار ، كما ذكرهم بأحداث بيروت التي وقعت في 7 مايو / أيار 2008 بلهجة التحذير، نصر الله أعلن 7 مايو يوما مجيدا وأكد أنهم قادرون على حكم لبنان ، دولة حزب الله على الأبواب" .
وتذهب وجهة نظر ثالثة إلى أن تداعيات تصريحات نصر الله لن تقف عند حدود لبنان بل إنها ستؤدي أيضا إلى إشعال التوتر في المنطقة وخاصة مع السعودية ومصر لأنها تبدو وكأنها تدعم صحة رؤيتهما حول أن حزب الله له أجندة سياسية وليست أجندة مقاومة فقط وينفذ أجندة إيرانية في لبنان ، كما أن تلك التصريحات تشكل انتهاكا لاتفاق الدوحة الذي وقع العام الماضي في قطر بوساطة عربية ونص على انتخاب رئيس للجمهورية بعد شغور المنصب لسبعة أشهر وتشكيل حكومة وحدة وطنية تضم الأكثرية والأقلية وعدم استخدام السلاح في الداخل ، بل وتذهب وجهة النظر تلك أيضا إلى أن تصريحات نصر الله  قد تنسف جهود احتواء الأزمة بين القاهرة وحزب الله على خلفية قضية تنظيم حزب الله.
وبصرف النظر عن صحة أي من وجهات النظر السابقة ، فإن الأمر الأخطر بحسب كثيرين هو أن إسرائيل لن تفوت فرصة تصريحات نصر الله وستستخدمها ذريعة قوية لإقناع إدارة أوباما بضرورة القيام بعمل عسكري ضد إيران وحزب الله، خاصة وأنه تتسرب كل يوم تقارير صحفية من داخل إسرائيل وأمريكا حول انتهاء تل أبيب من ترتيبات خطة ضرب إيران وأنها تنتظر فقط الضوء الأخضر الأمريكي.


تعليقات        (اضف تعليق)

* الاسم الكامل
البريد الالكتروني
الحماية
* كود الحماية
البلد
هام جدا ادارة الموقع تحتفظ لنفسها الحق لالغاء التعليق او حذف بعض الكلمات منه في حال كانت المشاركة غير اخلاقية ولا تتماشى مع شروط الاستعمال. نرجو منكم الحفاظ على مستوى مشاركة رفيع.
مسؤولية التعقيب تقع على عاتق المعقبين انفسهم فقط
يمنع ادخال اي مضامين فيها اي تجاوز على قانون منع القذف والتشهير او اي قانون آخر
فيديو عبلين |  اخبار عبلين |  دليل عبلين |  عن عبلين |  العاب اونلاين |  للنشر والاعلان |  من نحن |  اتصل بنا | 
Online Users
Copyright © ibillin.com 2007-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع عبلين اون لاين
Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com