دعا بابا الفاتيكان بنديكت السادس عشر في قداس بكنيسة المهد إلى انهاء الحصار وقيام وطن للفلسطينيين داخل حدود معترف بها دوليا ، مطالبا الفلسطينيين بمقاومة ما اسماه "اغواء اللجوء للارهاب والعنف

ويشارك 95 فلسطينيا من مسيحيي قطاع غزة سمحت لهم اسرائيل بدخول الضفة الغربية لحضور القداس الذي يترأسه البابا في مدينة بيت لحم التي شهدت مولد السيد المسيح عيسى عليه السلام .

وكان بابا الفاتيكان وصل صباح اليوم الأربعاء الى بيت لحم في مستهل زيارته للضفة الغربية المحتلة ، وكان في استقباله الرئيس الفلسطيني محمود عباس.

وقال عباس في كلمته التي القاها في المقر الرئاسي في بيت لحم بعد استقبال البابا "إننا في ذكرى نكبة فلسطين مازال شعبنا حتي يومنا هذا يسعى لتحقيق العدالة والعدل " .

وتابع: " في هذه الارض المقدسة مازال هناك من يواصل بناء الجدار الفاصل بدلا من الجسور الواصلة ويسعى الى اجبار مسيحيي ومسلمي هذا البلاد على الهجرة من اجل ان تتحول اماكننا المقدسة الى مجرد اثارا للسياحة لا اماكن للعبادة تنبض بالحركة المتواصلة للمؤمنين".

وأضاف : " قداستكم على اطلاع تام بالوضع القائم بالقدس حيث يحيط الجدار العنصري بالمدينة ويمنع اهلنا من ابناء الضفة من الوصول لكنيسة القيامة او الاقصى للصلاة .. ويتواصل ضد مواطنينا العرب كل اشكال القمع والاضطهاد ومنع البناء وهدم البيوت وفرض الضرائب الباهظة في سبيل تكريس ضم اسرائيل للقدس العربية اليها .. ولكن القدس العربي هي درة التاح والعاصمة الابدية لدولة فلسطين".

وتابع الرئيس الفلسطيني : " إننا دعاة سلام وابناء ثقافة من لايحب أخاه الانسان فإنه لا يحب الله .. والطريق الذي نسلكه واضحا وضوح الشمس ويحظي بتأييد المجتمع الدولي بأسره وهو سلام يقوم على حل الدولتين ؛
دولة فلسطينية إلى جانب اسرائيل تعيشان جنبا الى جنب بأمن واستقرار مع حل عادل ومتفق عليه لقضية اللاجئين بناءا على قرار الامم المتحدة رقم 194 وذلك طبقا لمبادرة السلام العربية المعتمدة من 57 دولة عربية واسلامية ، وان القدس تكون عاصمة الدولتين ".

ومن جهته قال بابا الفاتيكان مخاطبا الرئيس الفلسطيني: "إن حاضرة الفاتيكان تدعم حق شعبكم باقامة دولة مستقلة ذات سيادة في ارض اجدادكم، دولة تعيش بامان وسلام مع جيرانها ضمن حدود معترف بها دوليا".

واضاف: " أرجو ان يتمكن الفلسطينيون من الحركة كغيرهم من الناس كما ان لهم الحق ان يلتحقوا بعائلاتهم  .. أطلب من المجتمع الدولي ان يساعد في اعادة اعمار البيوت والمستشفيات والمدارس التي دمرت خاصة في "القتال" الاخير بغزة".

واستطرد قائلا:" اذا عاش اهل هذه البلاد في سلام وامن سيكون في صالح الشعبين ، الفلسطينيون مطالبون ايضا بمنع الدمار واحلال الامن  .. كل هذا يجب ان يعزز قناعتكم بالسلام في هذه المنطقة .. هنا نحن في بيت لحم نامل بالسلام وبالحماية لكل الفلسطينيين وارجو ان يكون هناك سلام وسوف يكون الى الابد السلام على الارض ، لا تسمحوا للدمار والخسائر بخلق شعور بالمرارة والغيظ " .

من ناحية أخرى، تجدد الثلاثاء الجدل بين الفاتيكان وإسرائيل بشأن المزاعم التي تتحدث عن عضوية البابا في "الشبيبة الهتلرية" خلال الحرب العالمية الثانية.

ودافع الفاتيكان دفاعا شديدا عن البابا ضد الانتقادات الاسرائيلية له والتي تطالبه بالاعتذار عن قتل اليهود على يد النازيين (المحرقة).

ونفى متحدث باسم الفاتيكان ان البابا، الالماني المولد، كان عضوا نشطا في تنظيم "شبيبة هتلر" الالماني. وقال المتحدث فدريكو لومباردي إنه "لم ينتم أبدا للشبيبة الهتلرية"، بما يتعارض مع ما أورده البابا نفسه في مذكراته عام 1997 والتي حملت عنوان ملح الأرض.

في غضون ذلك، اجتمع اكثر من 5 آلاف شخص تحت اشعة الشمس لساعات لحضور قداس ترأسه البابا خارج اسوار مدينة القدس القديمة.

وبدأ المنتظرون بالتصفيق حين شقت سيارة "البابا موبايل" التي يستقلها البابا خلال زياراته طريقها بين اشجار الزيتون التي يزيد عمر بعضها عن الف عام.

واحتفل البابا في القداس في المكان الذي يعتقد ان يسوع صلى فيه للمرة الاخيرة صلبه حسب العقيدة المسيحية.
يشار الى ان هذا القداس هو الاول الذي يقيمه البابا في خلال زيارته الى اسرائيل والضفة الغربية.