أعلنت الشرطة العراقية اليوم الأربعاء مقتل 11 شخصا وإصابة نحو 30 آخرين في انفجار بسوق للخضار في منطقة الدورة (جنوب بغداد) ، في عودة لمسلسل العنف في العراق بعد شهور من الهدوء الحذر

.

وقال مراسل قناة "الجزيرة" الإخبارية إن سيارة مفخخة انفجرت في وسط السوق المكتظ بالعراقيين ، مما اسفر عن مقتل 11 شخصا ، وسط توقعات بأن يرتفع عدد القتلى .

وتعرضت مناطق في بغداد منذ الشهر الماضي لموجة من العنف اوقعت حوالى 300 قتيل، في حصيلة هي الاكبر منذ ايلول/سبتمبر 2008.

إيران وتفجيرات العراق

كانت مصادر إخبارية ذكرت في وقت سابق إن منظمة "بدر" الشيعية وزعت وثيقة لتعميمها علي جميع المكاتب التابعة لها بتشكيل خلايا صفراء ، للقيام بعمليات قتل وإرهاب ضد المدنيين بالعراق .

وأضافت صحيفة "الحقيقة الدولية" اللندنية أن هذه الخلايا الصفراء تهدف إلى عدم عودة البعثيين إلي السلطة ، مشيرة إلى انه في يوم 12 ابريل الماضي، ولم تمض سوي أيام علي صدور الوثيقة حتى حدثت عدة تفجيرات في الكاظمية وبغداد .

وغالبا ما تتهم منظمة بدر التي يرأسها الزعيم الشيعي العراقي عبد العزيز الحكيم ونجله بأنها على ارتباط بإيران والحرس الثوري الإيراني ، وان لها علاقة بقتل مدنيين عراقيين.

وعلى العكس لم تعد جماعة جيش المهدي التابعة للزعيم الشيعي مقتدى الصدر موضع اتهام ، فهي في حالة سبات عميق حاليا وعناصرها بعيدون عن الشوارع بأوامر من الصدر نفسه، بموجب قرار بوقف إطلاق النار من جانب واحد.

كما أن المسؤولين يشكون في قدرة تلك المليشيات،علي الحركة على الأقل في بغداد، نظرا إلى وجود عدد لا يحصى من نقاط التفتيش، وقوات الأمن العراقية والأمريكية التي تجوب الشوارع ، كما أن البيئة السياسية في العراق قد تغيرت، وأصبحت أقل ترحيبا بجيش المهدي.

وكانت هجمات دموية هزت العراق أبريل /نيسان الماضي أودت بحياة ما لا يقل عن 300 مدني . وهذا العدد من الضحايا هو الأعلى هذا العام بعد أن بلغ في مارس 180 قتيلا.

وحول المخاوف بأن تشعل هذه الهجمات العنف الطائفي في العراق مجددًا ، يقول مراقبون إنه من المبكر القول ما إذا كانت تلك التفجيرات الانتحارية هي بداية جديدة للصراع الطائفي أم لا، لأنها تظل ـ حتى الآن "أحداثا معزولة".

335 قتيلا عراقيا في أبريل

في غضون ذلك، بلغ عدد القتلى العراقيين في شهر ابريل/نيسان الماضي 335 قتيلا، وهو الأعلى في الشهور السبعة الأخيرة، كما تبين من الاحصاءات التي كشف النقاب عنها أمس الجمعة.

واتضح من الاحصاءات التي أعدتها وزارات الداخلية والدفاع والصحة في العراق أن من بين القتلى 290 مدنيا و 24 جنديا بالاضافة الى 41 رجل شرطة، وأن 747 شخصا جرحوا نتيجة أحداث العنف التي وقعت في نيسان/ابريل.

وكانت نسبة القتلى في ذلك الشهر أعلى بـ 40 في المئة منها في شهر مارس/آذار. بسبب سلسلة من الهجمات التي وقعت في العاصمة بغداد في 29 ابريل/نيسان وأودت بحياة 50 شخصا وأدت الى جرح العشرات.

وأثار ازياد عدد وحدة الهجمات القلق من إمكانية أن يكون المتمردون يحاولون اعادة إشعال العنف الطائفي، وكذلك طرح تساؤلات حول مستقبل الأمن في العراق مع اقتراب انسحاب القوات الأمريكية.

واستهدفت أعنف الهجمات أسواقا في مدينة الصدر شرقي بغداد حيث انفجرت ثلاث سيارات مفخخة بينما كان عشرات المواطنين وبينهم نساء وأطفال عائدين الى بيوتهم.

وتعيد هذه الهجمات المنسقة الى الأذهان تفجيرات مشابهة في أماكن شيعية مكتظة عام 2006 والتي أدت الى اندلاع العنف الطائفي.

وينفي الجيش الأمريكي وجود صلة كهذه، بينما يعتقد ان هذه محاولات من تنظيم القاعدة لتركيز الهجمات حول بغداد وأماكن حساسة أخرى مثل مدينة الموصل بسبب انكماش تأثيره، حسب ما قال الميجور جنرال ديفيد بركنز للصحفيين، الا أنه أكد أن القاعدة لم تحقق هدفها.

وكان ما لا يقل عن 150 شخصا قد قتلوا الأسبوع الماضي في خلال أقل من 24 ساعة حين استهدف مسلحون مناطق مكتظة بالمدنيين في بغداد ومطعما يعج بالحجاج الايرانيين في محافظة ديالي شمال شرقي المدينة.

وفي أعنف الهجمات هذه السنة فجرت انتحاريتان نفسيهما بالقرب من مرقد الامام موسى الكاظم في بغداد، مما أدى الى مقتل 65 شخصا على الأقل في 25 ابريل/نيسان ، وقتل انتحاري آخر 28 شخصا حين فجر نفسه وسط حشد كان يتسلم مساعدات غذائية.

ويأتي هذا التصعيد في أعمال العنف قبل بدء القوات الأمريكية الانسحاب من المدن العراقية بشهرين وفقا لاتفاقية وقعت بين بغداد وواشنطن.

يذكر ان 1056 شخصا قتلوا في العراق منذ بداية السنة معظمهم من المدنيين، على الرغم من أن الأوضاع الأمنية قد تحسنت بشكل ملحوظ منذ عام 2007.