فيما اعتبر استفزازا جديدا للعرب، أعلن مستشار قائد الثورة الإيرانية اللواء يحيى ‌رحيم صفوي أنه لا أهمية لإيران بدون ما أسماه الخليج الفارسي ( الخليج العربي ) ، زاعما أن الخليج الفارسي

 مرتبط بطهران دوما ولم ينفك عنها بتاتا .

ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية "ارنا" عن صفوي القول في ملتقي عقد الأربعاء حول الخليج العربى في طهران إن إيران لها دور حيوي في ترسيخ الأمن والسلام والإستقرار في منطقة الخليج العربى ، مؤکدا أن طهران من القوي السياسية الكبيرة في منطقة الخليج العربى والضامنة للأمن فيها.

وأضاف "علي القوي الإقليمية الطامعة في منطقة الخليج الفارسي أن تعلم بأن إيران هى البلد الوحيد الذي يضمن الإستقرار والسلام في المنطقة ولا يمكن لأية دولة أن تدخل بالقوة إلي هذه المنطقة بدون حضور طهران".

وتابع " منطقه الخليج الفارسي والدول المحيطة بها تتميز بمكانة خاصة لأنها تضم مكة المكرمة والمدينة المنورة (المركز العقائدى للعالم الإسلامى) ،بالإضافة إلى الجمهورية الإيرانية (المركز السياسى للعالم الإسلامى)".

واعتبر صفوي أن الاحتياطي الكبير للنفط والغاز هو أحد أهم الأسباب وراء أهمية منطقة الخليج العربى ، قائلا: "إن 65% من احتياطي العالم من النفط و 42% من احتياطي العالم من الغاز موجود في منطقه الخليج الفارسي".

کما أشار صفوي إلي سكان منطقة الخليج العربى البالغ عددهم نحو 130 مليون شخص ، وقال:"إن دول منطقة الخليج الفارسي سوق استهلاکية جيدة لبضائع العالم".

وفي السياق ذاته ، ادعى محمد حسن کنجي الذى تعتبره إيران مؤسس الجغرافيا الحديثة فيها أن کافة وثائق العالم التاريخية وجميع المخطوطات تؤکد تسمية الخليج الفارسي ، مضيفا أن تسمية الخليج تأتى استنادا للخرائط التي رسمت عن الكرة الأرضية من قبل العلماء‌ وعلي مر السنين .

وأشار الأكاديمي في جامعة طهران إلي أن الخليج الفارسي ذکر بهذا الإسم مرارا في خرائط بطلميوس ، موضحا أن تأکيد بطلميوس علي تسمية الخليج الفارسي هو أحد الأدلة الأخري علي الإسم الصحيح لهذه الرقعة المائية.

مستشار قائد الثورة الإيرانية للشئون الدولية علي أکبر ولايتي أدلى هو الآخر بتصريحات مماثلة ، قائلا :" إن الخليج الفارسي هو الهوية الوطنية للإيرانيين وسنتصدي للمعتدين علي سيادة إيران وهوية الشعب الإيراني وثقافته ، يجب التصدى لكل من يسعي إلي تغيير تسمية الخليج الفارسي وسلب هويته الوطنية من إيران".

ويرى مراقبون أن التصريحات السابقة من شأنها أن تزيد من التوتر القائم بين إيران والعالم العربي ، باعتبار أن اصرارها على تسمية الخليج العربي بالفارسي هو بمثابة تأكيد على أطماع تاريخية في تلك المنطقة الحيوية من العالم.

وكانت طهران قد أثارت غضب العالم العربي مطلع العام الحالي ، عندما ادعى بعض مسئوليها أن البحرين محافظة تتبع طهران ، الأمر الذى أثار حفيظة المنامة التى اعتبرت هذه التصريحات مساسا بسيادتها الوطنية ، كما رأت فيها الدول العربية وخاصة الخليجية منها تربصا إيرانيا بكنوز الخليج العربي وموقعه الاستراتيجى الفريد ، ولذا لم يكن مستغربا أن يكشف تقرير المعهد الدولي لبحوث السلم في العالم الذي صدر الاثنين الماضى أن إحدى دول الخليج وهى دولة الإمارات العربية المتحدة دخلت قائمة الدول الأكثر استيرادا للأسلحة التقليدية في العالم محتلة المركز الثالث فى القائمة ، فقضية الجزر الإماراتية الثلاث التي تحتلها إيران مازالت هى الأخرى دليلا على عدم حسن نوايا طهران تجاه جيرانها العرب.