بعد تفشي المرض بالبلاد ، حث الرئيس المكسيكي فيليب كالديرون المكسيكيين على أن يبقوا في منازلهم مع عائلاتهم خلال إغلاق جزئي للاقتصاد من الأول إلى الخامس من مايو/ أيار، وذلك بهدف إبطاء

انتشار أنفلونزا الخنازير القاتل ، في الوقت الذي تعتزم فيه فرنسا وقف رحلاتها للمكسيك بسبب المرض ذاته.

وذكرت وكالة "رويترز" ان كالديرون وجه هذا النداء في أول كلمة تلفزيونية له إلى الشعب المكسيكي منذ تفشي الأنفلونزا الأسبوع الماضي.

وتوقف المكسيك الأعمال والخدمات غير الأساسية ومنها بعض الوزارات والشركات الخاصة لمدة خمسة أيام من يوم الجمعة أول مايو / أيار.

وأشارت وسائل الإعلام إلى أن المرأة البالغة من العمر 39 عامًا التي كانت أول حالة وفاة في المكسيك بسبب انفلونزا الخنازير قضت ايامها الثمانية الاخيرة تنتقل من عيادة لاخرى لاكتشاف ما أصابها ولكن الاطباء احتارو.

وتوفيت المرأة وهي من ولاية اوكساكا الجنوبية بعد فترة قصيرة من نقلها للمستشفى باعتبارها حالة طارئة. وعرف الخبراء الفيروس الذي قتلها بعد 10 ايام.

الخنازير تقتل 176 مكسيكيًا

وفي هذه الأثناء قال وزير الصحة المكسيكي خوسيه أنجيل كوردوفا إن المكسيك أحصت 17 وفاة أخرى يشتبه أنها بسبب عدوى الإصابة بإنفلونزا الخنازير، ليرتفع إلى 176 عدد الوفيات بسبب هذا المرض، مما دفع منظمة الصحة العالمية إلى التحذير من أن حدوث وباء أنفلونزا عالمي بات وشيكا.

ومرضت المرأة التي كانت تعمل موظفة إحصاء في بلدية أوكساكا بما كانت تعتقد أنها حالة التهاب رئوي شديد في الرابع من ابريل / نيسان ولكنها لم تنقل للمستشفى حتى 12 من أبريل/ نيسان .

وقال ميجيل انجيل ليزانا كبير خبراء علم الاوبئة في المكسيك للصحفيين: " ذهبت إلى عدة عيادات خاصة حيث حصلت على تشخيصات مختلفة وعلاجات مختلفة. على اي حال .. حالتها ساءت ونقلت الى المستشفى بالاسعاف يوم 12 وتوفيت في اليوم التالي " .

ولا يزال مسئولو الصحة المكسيكيون يجاهدون لفهم كيف ظهر المرض. وتركز الانتباه على بلدة في ولاية فيراكروز القريبة من مزرعة خنازير كبيرة حيث رصدت حالة اصابة مؤكدة اخرى بانفلونزا الخنازير لدى الانسان.

ولكن ليزانا قال إن وجود جينات يورواسيوية من أنفلونزا الخنازير في فيروس (اتش.1.ان.1) يجعل من غير المحتمل ان يكون المرض وجد في الاساس بمزرعة خنازير مكسيكية.
وأوكساكا احد افقر ولايات المكسيك ولكن ضحايا الانفلونزا عثر عليهم في مناطق اغنى بما فيها العاصمة.

فرنسا تعلق رحلاتها للمكسيك

وعلى صعيد آخر، أعلنت فرنسا أنها ستطلب من الاتحاد الأوروبي تعليق الرحلات الجوية إلى المكسيك التي نشأ فيها مرض أنفلونزا الخنازير.

وقالت وزيرة الصحة الفرنسية روزيلين باشيلو انها ستتقدم بهذا الطلب خلال اجتماع وزراء صحة دول الاتحاد الأوروبي الذي من المنتظر ان يعقد  اليوم الخميس.

وترى منظمة الصحة العالمية إن فرض قيود على السفر قد لا يكون فعالا.

وقالت باشيلو إنه لا يوجد اقتراح بتعليق الرحلات الجوية من المكسيك الى دول الاتحاد الأوروبي، حيث أن ذلك سيبقي الأوروبيين عالقين في المكسيك.

وقال المتحدث باسم دائرة المواصلات في بريطانيا ان أي قرار بتعليق الرحلات الجوية الى المكسيك سيكون راجعا لكل دولة على حدة.

وأضاف المتحدث قائلا:" طلبنا النصح من منظمة الصحة العالمية، واذا قررت بعض الدول تعليق الرحلات الجوية فسيكون عليها أن تقوم بذلك منفردة".

وكانت مفوضة الشئون الصحية في الاتحاد الأوروبي أندرولا فاسيليون قد نصحت المواطنين الاثنين بتجنب السفر الى المكسيك ما لم يكن ذلك ضروريا، ولكنها تراجعت لاحقا وقالت ان الأمر متروك للتقديرات الشخصية ،ونصحت بريطانيا مواطنيها بعدم السفر الى المكسيك ما لم يكن ذلك ضروريا.

رفع الإنذار للدرجة الخامسة

وكانت منظمة الصحة العالمية دعت الدول إلى تطبيق الخطط التي أعدتها لمواجهة الأوبئة بعد أن رفعت المنظمة الإنذار بشأن أنفلونزا الخنازير إلى الدرجة الخامسة على سلم من ست درجات وأكدت أن الوباء أصبح وشيكا.

وقالت المديرة العامة للمنظمة مارغريت تشان خلال مؤتمر صحفي عبر الفيديو: " إن على جميع دول العالم أن تعمد فورا إلى تطبيق خططها المعدة لمواجهة الأوبئة " .

وقررت المنظمة بعد أن تأكد لها أن الفيروس آخذ في الانتشار دون أي مؤشر على تباطؤ هذا الانتشار، دعوة لجنتها الطارئة التي تضم حوالي 15 خبيرا دوليا إلى الاجتماع مساء الأربعاء لدراسة إمكانية رفع مستوى الإنذار إلى الدرجة الخامسة، أي قبل درجة واحدة من إعلان حالة الوباء العالمي.

وقال نائب مديرة منظمة الصحة العالمية الدكتور كايجي فوكودا إنه من الواضح أن الفيروس ينتشر ونحن لم نلاحظ أي مؤشر على تباطؤ انتشاره.

وكان الفيروس قد انطلق من المكسيك حيث يشتبه بأنه تسبب بوفاة 159 شخصا، وانتشر في دول عدة وهو لا يزال يواصل انتشاره حيث أودى الأربعاء بحياة طفل في الولايات المتحدة من أصل مكسيكي وحدوث إصابات جديدة مؤكدة في أوروبا.